الأحد، 14 ديسمبر 2025

07:56 ص

"ميتا" تُعد مشروع "لونا" لمنافسة الذكاء الاصطناعي

 ChatGPT

ChatGPT

A A

تعمل شركة ميتا على تطوير خدمة مبتكرة تسعى من خلالها إلى تقديم موجز يومي مخصص ومركّز لمستخدمي شبكة "فيسبوك" الاجتماعية، مع إضافة لمسة اجتماعية فريدة تميزها عن المنافسين، في خطوة جديدة تعكس حرص الشركة على الانخراط بجدية في سباق شركات التكنولوجيا للسيطرة على مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. 

ويحمل هذا المشروع الداخلي اسم "Project Luna"، وهو يهدف إلى تحليل محتوى المستخدمين المنشور على "فيسبوك"، إضافة إلى مصادر خارجية موثوقة، لتقديم تحديثات صباحية مخصصة جداً لكل مستخدم وفق اهتماماته ونشاطه اليومي، بحسب تقرير مفصل نشرته صحيفة "واشنطن بوست".

تحدي العمالقة

على الرغم من استثمارات ميتا الضخمة جداً في البنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي، ونجاحها في جذب أبرز الكفاءات والعلماء العالميين إلى صفوفها، لم تحقق الشركة بعد اختراقاً ملموساً وجذرياً لدى جمهور المستخدمين العاديين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما فعلت منافساتها. 

ولكن المشروع الجديد "Project Luna" يبدو عملياً وأكثر ملاءمة، لا سيما مع المنافسة المحتدمة والقوية التي يفرضها نموذج ChatGPT من شركة "OpenAI"، ونموذج Gemini من "جوجل"، وخدمة Copilot من "مايكروسوفت"، التي تسعى جميعها لتقديم المساعد الذكي الشخصي.

ويشبه المشروع الجديد في مفهومه الميزة التي قدمها ChatGPT باسم "ChatGPT Pulse"، والتي تقدم هي الأخرى موجزاً شخصياً بناءً على اهتمامات المستخدم، مما يؤكد أن الاتجاه العام في السوق يتجه نحو التخصيص. 

ومع ذلك، فإن فكرة الموجز اليومي التلقائي ليست جديدة بالكامل، إذ سبقت "سامسونج" الجميع بمشروع "Now Brief" الذي يجمع معلومات حيوية من تطبيقات متعددة، مثل الأخبار والصحة والمواعيد والتنقل، في واجهة واحدة سهلة الاستخدام، مع استلهام جزئي من ميزة "At a Glance" التي تقدمها "جوجل" منذ سنوات على هواتفها.

انعاش فيسبوك

على الرغم من أن أدوات الذكاء الاصطناعي السابقة التي أطلقتها ميتا لم تحظَ باستقبال واسع أو حماسي من الجمهور، خصوصاً مع الانتقادات التي طالت المحتوى المنشأ بالذكاء الاصطناعي في الفيديوهات القصيرة وتطبيق "Vibes" التجريبي، إلا أن تقديم موجز يومي يعتمد على نشاط المستخدم يبدو أكثر فاعلية وملاءمة للاحتياج اليومي. 

ويُراهن فريق "ميتا" على أن دمج الذكاء الاصطناعي في صميم التجربة الاجتماعية اليومية، بدلاً من فصله كأداة مستقلة، هو المفتاح لنجاح هذه التقنية ضمن منصاتها.

ويشير خبراء التقنية إلى أن نجاح "ميتا" في دمج تجربة ذكاء اصطناعي عملية وغير معقدة داخل شبكتها الاجتماعية قد يفتح الباب أخيراً أمام تحقيق إيرادات كبيرة من الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيعزز من إيرادات الشركة بشكل كبير. 

وستتمكن "ميتا" من الاستفادة من أكبر أصولها القيمة، وهي قاعدة المستخدمين الهائلة والضخمة لشبكة "فيسبوك" التي تقدر بمليارات الحسابات النشطة، لتحويل البيانات الاجتماعية إلى قيمة مضافة حقيقية للمستخدمين.

ميزة اجتماعية

تكمن الميزة التنافسية لـ "Project Luna" في قدرته على دمج اللمسة الاجتماعية التي تميز "فيسبوك" عن غيره من النماذج الذكية التقليدية، فبدلاً من تقديم إجابات مجردة، يمكن للموجز أن يشتمل على ملخصات لمناقشات الأصدقاء، أو تحديثات حول مواضيع تهم المستخدم في المجموعات التي يشارك فيها، هذا الربط بين الموجز الذكي والمحتوى الاجتماعي المخصص يعطي "ميتا" ميزة فريدة، لا تستطيع نماذج مثل ChatGPT أو Gemini توفيرها حالياً بنفس العمق والاحترافية.

ويُظهر إطلاق "Project Luna" أن "ميتا" لم تتخل عن هدفها في أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنها تعلمت أن النجاح يكمن في دمج هذه التقنية بطريقة غير مزعجة وعملية في حياة المستخدم اليومية، بدلاً من محاولة إجبار المستخدمين على اعتماد أدوات جديدة بالكامل. 

ومن المتوقع أن يمثل أداء هذا المشروع الجديد نقطة تحول حاسمة في استراتيجية "ميتا" المستقبلية تجاه دمج الذكاء الاصطناعي في كامل منظومتها الرقمية، خاصة مع استمرار تراجع التفاعل العضوي على منصات التواصل الاجتماعي.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً