الأحد، 07 ديسمبر 2025

04:03 ص

هواتف خفية تراقب كل شيء.. تقرير يكشف أخطر منظومة تجسس رقمية داخل كوريا الشمالية

هواتف

هواتف

ياسين عبد العزيز

A A

تثير الهواتف الذكية التي ظهرت في كوريا الشمالية موجة واسعة من الجدل بعدما كشف أحد صناع المحتوى على يوتيوب عن مدى التلاعب الذي تُجريه الدولة داخل هذه الأجهزة، إذ اتضح أنها ليست مجرد هواتف بدائية بخصائص محدودة، بل منصّات مراقبة متكاملة تُدار بمستوى عالٍ من التحكم والصرامة. 

ويعتمد النظام على هذه الأجهزة كأداة سيطرة شاملة على السكان، في بلد يُعد من الأقل حرية في العالم، إذ لا يستطيع معظم مواطنيه مغادرة الحدود، ولا يملكون القدرة على التواصل الحر مع العالم الخارجي، ما يجعل الهاتف الذكي أداة قمع لا أداة اتصال.

يأتي هذا التقرير بعد أن تمكن اليوتيوبر المعروف Mr. Woosathipus من تهريب هاتفين محمولين من داخل كوريا الشمالية، ثم تفكيكهما واختبارهما بالتفصيل، ونشرت النتائج في فيديو حمل عنوان “اختبار الهواتف الذكية غير القانونية في كوريا الشمالية”، ليكشف عن مستوى غير مسبوق من القيود الرقمية، وعن نظام مراقبة لا يترك للمستخدمين هامشاً بسيطاً من الحرية. 

والمثير أن أحد الهواتف يحمل اسم "Samtaesung 8"، وهو اسم يوحي لمن يسمعه بأنه قريب من شركة سامسونج العالمية، لكنه يختلف اختلافاً جذرياً من حيث الإمكانات وطبيعة النظام الداخلي.

نظام مغلق

ورغم أن الهاتف يعمل للوهلة الأولى بنسخة أندرويد 10 أو 11 ويبدو مألوفاً من حيث التطبيقات الأساسية مثل التقويم والمتصفح والكاميرا ومشغل الموسيقى، إلا أن المفاجأة تظهر بمجرد محاولة الاتصال بالإنترنت، حيث لا يصل المستخدم إلى الشبكة العالمية بتاتاً، فالهاتف مرتبط بما يُعرف بـ"الإنترنت المغلق"، وهو شبكة محلية لا تحتوي إلا على مواقع مختارة مسبقاً من الحكومة، تضم محتوى محلياً ودعائياً ومصادر إعلامية روسية أو هندية لا تحمل أي تهديد ثقافي أو سياسي وفق تقييم النظام، ولا يمكن للمستخدم الوصول إلى مواقع عالمية أو منصات ترفيهية مستقلة، كما لا يمكنه تغيير المنطقة الزمنية أو التحكم بإعدادات رئيسية عديدة.

رقابة صارمة

وتتجاوز القيود مجرد حجب المواقع، إذ تمنع الهواتف الوصول إلى أي خدمة من خدمات Google، كما يُحظر استخدام تطبيقات التراسل الشائعة مثل WhatsApp أو Messenger، لأن مثل هذه التطبيقات – بحسب رؤية النظام – قد تكشف للمستخدمين أن العالم خارج كوريا الشمالية مختلف عما تُصوره الدعاية الرسمية. 

وحتى محرك البحث الخاص بالهاتف يخضع لتعديل جذري، فعند كتابة "كوريا الجنوبية"، يقوم المحرك تلقائياً بتحويلها إلى “دولة الدمية”، وهو مصطلح دعائي تستخدمه الحكومة للإشارة إلى سيول، وإن حاول المستخدم الالتفاف على القيود، تظهر له رسالة تحذيرية تُفيد بأن بعض الكلمات محظورة، وأن الاستمرار في محاولة البحث قد يعرضه للمساءلة.

تتبع كامل

الأمر لا يتوقف عند الرقابة بل يمتد إلى مستويات غير مسبوقة من التتبع، حيث يلتقط الهاتف لقطة شاشة بشكل تلقائي عند فتح أي تطبيق ويحفظها في الخلفية دون علم المستخدم، ولا يمكن تفعيل البلوتوث أو مشاركة الصور، كما لا يمكن تثبيت أي تطبيق إلا بعد موافقة رسمية من الحكومة، ويبدو واضحاً أن كل حركة داخل الهاتف يتم تسجيلها بدقة، ما يجعل الجهاز وسيلة مراقبة أكثر منه أداة اتصال شخصية. 

ووفق ما كشفه صانع المحتوى، فإن الإفراط في محاولة البحث أو تعديل الإعدادات قد يلفت الانتباه الأمني، وهو أمر يثير الخوف لدى السكان الذين يعرفون جيداً حدود المسموح والممنوع.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً