هونر تفاجئ العالم بنموذج روبوتي مبتكر بكاميرا ذكية متحركة

قدمت شركة هونر عرضًا لافتًا في إحدى فعاليات التقنية في الصين، حيث كشفت بشكل مفاجئ عن نموذج أولي لهاتف جديد يوصف بأنه أقرب إلى الروبوت منه إلى الهاتف التقليدي، إذ خطف الأنظار مباشرة بفضل كاميرته المتحركة التي تنبثق من هيكل الجهاز وتدور تلقائيًا للتفاعل مع المشهد، مما يعكس توجهًا جديدًا في صناعة الهواتف نحو دمج الذكاء الاصطناعي مع أنظمة ميكانيكية متطورة تمنح الأجهزة مستوى جديدًا من الاستقلالية والتفاعل مع المستخدم.

يعتمد الهاتف الجديد في تصميمه على سلسلة Honor Magic8، إذ يأتي بشاشة مسطحة وحواف دائرية ويستعير ملامح واضحة من تصميم آيفون 17 برو، خصوصًا من حيث الكاميرا الخلفية الأفقية، لكن الاختلاف الجوهري يكمن في أن هذا النموذج لا يخفي مجرد مستشعرات تصوير عادية، بل يحتضن كاميرا مثبتة على محور دوار تنبثق تلقائيًا عند الحاجة، وتتبع الحركة في الوقت الفعلي، لتفتح الباب أمام تجربة استخدام قائمة على الإدراك البصري والتفاعل الحركي.

كاميرا ذكية

تصف هونر هذا الجهاز بأنه منصة تستخدم الذكاء الاصطناعي لإدراك البيئة المحيطة، إذ لا يقتصر دور الكاميرا على التقاط الصور والفيديو، بل يتجاوز ذلك لتقديم خدمات تفاعلية تعتمد على تحليل المشهد واتخاذ قرارات لحظية، وبحسب العرض التوضيحي، فقد ظهرت الكاميرا وهي تساعد مستخدمة في اختيار فستان مناسب عبر قراءة الألوان والأنماط وتقديم توصيات فورية، وهو مثال يكشف مدى قدرة النظام على الدمج بين الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية بطريقة أكثر تطورًا مما هو متاح حاليًا في الهواتف الذكية.

وتظهر الصور المسربة على منصة Weibo نسختين بالأسود والأبيض، ويبرز في النسخة السوداء تحديدًا السُمك الإضافي في منطقة الكاميرا، وهو ثمن طبيعي للوحدة الميكانيكية المتحركة التي تعتمد على محاور دوران دقيقة، ومع ذلك ترى هونر أن الفائدة التي تقدمها هذه التقنية ستكون نقطة قوة قادرة على تبرير هذا التضخم البسيط في التصميم، خاصة أنها تمنح المستخدم تجربة غير مسبوقة في التحكم والمراقبة والتصوير الذكي.

تصميم مبتكر

وتكشف الصور أن مظهر الهاتف يجمع بين الانسيابية والحداثة، بينما يحمل الجزء العلوي منه آلية ميكانيكية جديدة كليًا، إذ تُظهر اللقطات القريبة وحدة الكاميرا وهي تتحرك بمرونة فائقة، ما يمنح الهاتف شخصية مختلفة تمامًا عن الأجهزة الحالية التي تعتمد كليًا على أنظمة تصوير ثابتة، كما أن هندسة الوحدة تبدو مصممة لتحمل الاستخدام طويل المدى دون فقدان الدقة أو التعرض لمشكلات ميكانيكية، وفق ما تشير إليه ملامح التصنيع التي ظهرت في الصور.

ويؤكد خبراء التقنية أن مثل هذا التصميم يعيد للأذهان موجة الابتكارات التي ظهرت منذ سنوات مع الكاميرات المنبثقة والمتدحرجة، غير أن هونر تقدم هذه المرة رؤية أكثر تكاملًا تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بما يجعل الكاميرا ليست مجرد أداة تصوير، بل عنصرًا حيويًا ضمن منظومة تفاعلية تستجيب لحركات الوجه والجسم والإيماءات، وهو ما قد يمهد لمرحلة جديدة تتغير فيها طريقة تعامل المستخدم مع الهاتف جذريًا.

قدرات مستقبلية

وخلال الفعالية، وصف الرئيس التنفيذي لهونر، جيان لي، الجهاز بأنه “مستوى جديد للهواتف المحمولة”، مشيرًا إلى أن الشركة تراهن على دمج الروبوتات الصغيرة داخل الأجهزة اليومية لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة الشخصية، وأضاف أن الهدف من هذا الهاتف ليس تقديم تحسين بسيط على مستوى الكاميرا فحسب، بل خلق تجربة مختلفة بالكامل تُشعر المستخدم بأن هاتفه بات قادرًا على فهم محيطه والتفاعل معه بمرونة وشبه استقلالية.

ومن المتوقع أن يتم الكشف الرسمي عن الهاتف عالميًا خلال المؤتمر العالمي للجوال في برشلونة عام 2026، بينما لا تزال العديد من الأسئلة مطروحة حول أداء النظام البرمجي ومدى قدرة البطارية على تشغيل الوحدة الميكانيكية طوال اليوم، إضافة إلى جدوى الكاميرا الدوارة في الاستخدامات اليومية، إلا أن الترقب يزداد داخل مجتمع التقنية، خاصة أن الجهاز يعد بطرح مفهوم جديد في سوق الهواتف الذكية التي باتت تبحث عن قفزات تكنولوجية تعيد تعريف الحدود التقليدية.