أبل تتجه للتربع على قمة سوق الهواتف الذكية العالمية مستقبلاً

أكدت أحدث دراسات Counterpoint Research أن ميزان القوة في سوق الهواتف الذكية سيتحول بالكامل بحلول عام 2025، متوقعة أن تتفوق أبل على سامسونج بشكل واضح، ليس لفترة قصيرة فحسب، بل لتظل الشركة الأمريكية على القمة لسنوات، بينما يشهد السوق العالمي نموًا معتدلاً بنسبة 3.3%.

ويرجح أن تحقق أبل نموًا في المبيعات يصل إلى 10% مقابل 4.6% لسامسونج، ما يعكس الفارق الكبير في الديناميكية السوقية بين العملاقين ويشير إلى بداية مرحلة جديدة في الصناعة.

أسباب التفوق

يعود التفوق المتوقع لأبل لعدة عوامل رئيسية، أولها نجاح سلسلة iPhone 17 في تحقيق مبيعات قياسية، ليس فقط في السوق الأمريكية، بل أيضًا في الصين، حيث سجلت معدلات نمو مزدوجة الرقم، وهو أمر نادر للشركات الغربية.

ثانيًا، يشهد السوق ما يُعرف بالدورة الفائقة، إذ أصبح العديد من الهواتف التي اشترتها الأسر خلال فترة الإغلاق بسبب كورونا قديمة، ما دفع المستخدمين إلى شراء أجهزة جديدة، بالإضافة إلى نشاط كبير في سوق الهواتف المستعملة، إذ تم تداول 358 مليون iPhone مستعمل بين 2023 ومنتصف 2025، وغالبًا ما يشتري المستخدمون طرازًا جديدًا لاحقًا.

استراتيجيات أبل

تخطط أبل لتوسيع هيمنتها من خلال عدة خطوات استراتيجية، من بينها إطلاق أول iPhone قابل للطي في 2026 لمواجهة سامسونج مباشرة في سوقها التقليدي، بالإضافة إلى استهداف شريحة جديدة من العملاء عبر iPhone 17e، الطراز الأكثر توفيرًا، مع إعادة تصميم كامل متوقع في 2027، ما يمنح الشركة ميزة في السوق المتوسطة والفاخرة، ويزيد من حصتها السوقية التي يُتوقع أن تصل إلى 19.4%، بينما تستمر في تعزيز قاعدة العملاء المخلصين وتقوية مكانتها بين المستهلكين العالميين.

في المقابل، تواجه الشركات الصينية تحديات كبيرة، إذ يعاني سوقها المحلي من ضعف الطلب وسلاسل إمداد متوترة، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار المكونات اعتبارًا من 2026، ما يقلل قدرتها على المنافسة مقارنة بأبل وسامسونج اللتين تمتلكان موارد مالية ضخمة، ما يسمح لهما بشراء المكونات بسهولة والحفاظ على تفوقهما التنافسي، كما يعزز موقعهما في الأسواق العالمية مع استمرار نمو الطلب على الهواتف الجديدة.

تُظهر هذه التوقعات أن أبل تستفيد من مجموعة عوامل داخلية وخارجية، تشمل الأداء القوي لسلسلة هواتفها، واستراتيجياتها في الابتكار والتوسع، بالإضافة إلى القدرة المالية الهائلة التي تمنحها ميزة في المنافسة على المدى الطويل، فيما تبدو سامسونج والشركات الصينية في موقف أكثر تحديًا، مع محدودية النمو المتوقع وصعوبة الحفاظ على الحصة السوقية مقابل التحولات الكبرى في احتياجات المستهلكين.

يبدو أن صناعة الهواتف الذكية مقبلة على مرحلة جديدة من الصراع على القمة، مع أفق واضح لتفوق أبل طويل المدى، حيث يُتوقع أن تظل بلا منافس حتى عام 2029، ما يعكس مرحلة هيمنة طويلة تتوافق مع خطط الشركة الأمريكية لتوسيع منتجاتها وتقديم خيارات مبتكرة تلبي احتياجات جميع شرائح العملاء، بينما تتحرك سامسونج لتعزيز مكانتها في مواجهة هذه التحديات.