الإثنين، 08 ديسمبر 2025

05:40 م

الذكاء الاصطناعي يقود سباقًا جديدًا لنقل مراكز البيانات إلى الفضاء المفتوح

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

A A

تتحرك شركات التكنولوجيا الكبرى نحو مسار جديد يعتمد على دمج الذكاء الاصطناعي مع بنية حوسبية فضائية مستقلة، حيث تستعد جوجل للدخول في مشروع بحثي يستهدف نقل مراكز البيانات إلى الفضاء، وتجاوز القيود الأرضية المتعلقة بالطاقة والتبريد.

ويتزامن ذلك مع تسارع عالمي في سباق تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي وارتفاع الطلب على قدرات معالجة هائلة تزداد عامًا بعد آخر، مما دفع قادة التكنولوجيا للتفكير في حلول تتجاوز حدود البنية التحتية التقليدية.

مشروع فضائي

أكد الرئيس التنفيذي لجوجل ساندر بيتشاي خلال ظهوره في بودكاست Google AI Release Notes أن المشروع الجديد يمثل تحديًا كبيرًا، وأشار إلى أن الفكرة قد تبدو غير مألوفة، لكنه شدد على أنها قد تصبح منطقية مع تضاعف الحاجة إلى القدرة الحاسوبية، وقال إن الوقت وحده سيجعل هذا التوجه أكثر واقعية.

ولفت إلى أن مشروع Project Suncatcher الذي أعلنت عنه الشركة يسعى على المدى الطويل لتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي داخل الفضاء، وتوقع أن تبدأ جوجل في تشغيل أول مراكز بيانات فضائية بحلول عام 2027، رغم عدم الكشف عن تفاصيل موسعة حول آليات التنفيذ.

وترتكز الرؤية على استغلال الطاقة الشمسية المتوافرة بغزارة في المدار الأرضي المنخفض، إذ توفر هذه الطاقة مستويات أعلى بكثير مقارنة بالألواح الشمسية الأرضية، كما تقلل بشكل كبير من تكاليف تشغيل الخوادم، وتخفف الحاجة لعمليات التبريد المكلفة، وهو ما يجعل من مراكز البيانات الفضائية خيارًا مستدامًا يقلل الضغط على الشبكات الكهربائية، ويسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية.

سباق الشركات

وتواكب تصريحات بيتشاي تحركات مشابهة من قادة شركات التكنولوجيا، إذ أوضح إيلون ماسك أن صاروخ Starship يمكنه نقل أقمار صناعية تعتمد كليًا على الطاقة الشمسية وتعمل بقدرات سنوية تتراوح بين 300 و500 جيجاواط، وهو رقم يتجاوز بكثير السعة الإجمالية لمراكز البيانات حول العالم التي تبلغ نحو 59 جيجاواط، كما تحدث خلال منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي عن مستقبل ترتبط فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي مع بنية فضائية تعتمد على طاقة الشمس اللامحدودة.

وفي الاتجاه ذاته، توقع جيف بيزوس أن انتقال مراكز البيانات إلى الفضاء قد يصبح أمرًا واقعيًا خلال 10 إلى 20 عامًا، مؤكدًا أن حجم الطلب المتوقع على قدرات الذكاء الاصطناعي سيكون من الصعب تحمله على كوكب الأرض وحده.

كما شدد سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ OpenAI على إمكانية أن ينتشر عدد هائل من مراكز البيانات مستقبلًا، وربما تُنقل إلى الفضاء في مرحلة لاحقة لتنفيذ عمليات حوسبة ضخمة دون الضغط على البنى الأرضية.

تحديات تقنية

وتقدّر تقارير مؤسسة جولدمان ساكس أن الطلب العالمي على الكهرباء سيتضاعف بحلول عام 2050، ويرجع ذلك إلى سباق بناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي، خصوصًا في الولايات المتحدة التي تسجل أعلى ضغط على الشبكات الكهربائية بسبب منشآت المعالجة الضخمة.

ورغم ذلك فإن إنشاء مراكز بيانات خارج الأرض يواجه مجموعة من التحديات، منها صعوبة التبريد في بيئة فضائية، وارتفاع تكاليف الصيانة، وعدم ضمان تحمل الأجهزة للإشعاعات، إضافة إلى التحديات المرتبطة بإدارة الاتصالات ونقل البيانات بين المدار والأرض.

ورغم هذه التحديات، يرى محللون أن نجاح شركات مثل جوجل أو سبيس إكس في تجاوز العقبات التقنية سيشكل تحولًا نوعيًا في مستقبل الحوسبة، إذ قد تتجه البنية التحتية الرقمية إلى الفضاء بدلًا من الاعتماد الكامل على منشآت أرضية، مما يعني أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي العملاقة لن تظل مقيدة بحدود موارد الأرض، وقد تستفيد من فضاء مفتوح يوفر طاقة شمسية دائمة ومساحات غير محدودة لتوسيع قدرات المعالجة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً