الخميس، 18 ديسمبر 2025

07:16 م

تراجع عالمي عن سباق الهواتف فائقة النحافة بعد إخفاق آيفون آير تجاريًا

آيفون آير

آيفون آير

A A

تشهد سوق الهواتف الذكية موجة إعادة تقييم واسعة لمسار الهواتف فائقة النحافة بعد الأداء المتواضع لهاتف آيفون آير الذي أطلقته آبل في سبتمبر الماضي.

وتوضح البيانات أن هذا النموذج الذي كان من المفترض أن يمثل نقلة تصميمية تحول إلى تجربة مكلفة بشدة للشركة، مما دفع عدة شركات أخرى إلى مراجعة خططها، وإيقاف بعض المشاريع التي كانت تستهدف تقديم فئة جديدة تعتمد على تقليل السمك على حساب المكونات الداخلية والأداء.

تراجع فوري

تفيد المعلومات المنشورة في صحيفة Digitimes بأن شركات صينية كبرى ألغت أو علقت مشاريع هواتف شديدة النحافة خلال الأسابيع الماضية، ويأتي ذلك بالتزامن مع تخفيض آبل حجم إنتاج آيفون آير بنحو لافت، كما أنهت فوكسكون تشغيل خطوط التصنيع المخصصة للهاتف.

وأوقفت شركة لوكسشير عملية التجميع بطلب مباشر من آبل مع نهاية أكتوبر، مما يعكس حجم التراجع السريع في الجدوى التجارية للمشروع، ويظهر التأثير المباشر للطلب الضعيف على خيارات الشركات في هذه الفئة.

إخفاق مشترك

يتضح من التقارير أن تجارب آبل وسامسونج في سوق الهواتف فائقة النحافة لم تحقق النتائج المطلوبة، إذ اعتمد آيفون آير على تصميم بسمك 5.6 ملم فقط، لكنه قدّم بطارية صغيرة وكاميرا خلفية واحدة، بينما حافظ على سعر يبدأ من ألف دولار، وهو مبلغ يقترب من سعر آيفون 17 برو الذي يقدم بطارية أكبر وثلاث كاميرات، مما ضغط على جاذبية الجهاز لدى المستخدمين الذين فضلوا الأداء على التصميم. 

وتشير المصادر إلى أن آبل أرجأت الجيل الثاني من الهاتف لإعادة صياغة التصميم بهدف رفع سعة البطارية وإضافة كاميرا أخرى، بينما ألغت سامسونج إنتاج هاتف Galaxy S25 Edge وأوقفت تطوير Galaxy S26 Edge بعد ضعف المبيعات، وهو ما يكشف أن التحدي لم يواجه آبل فقط.

خيارات المستهلك

توضح البيانات أن المستهلكين يفضلون البطارية الكبيرة وجودة التصوير على تقليل السمك، لأن هذه العناصر تمنح الجهاز قيمة ملموسة في الاستخدام اليومي، ويظهر ذلك في مبيعات فئات الهواتف التي تعتمد على بطاريات تتجاوز 4500 ميلي أمبير، وهي الفئات الأكثر نموًا في الأسواق الآسيوية والأمريكية، حيث ينظر المستخدم إلى الأداء باعتباره العامل الأكثر تأثيرًا أثناء الاختيار. وتشير تجارب الشركات خلال العامين الماضيين إلى أن أي مشروع يستهدف الوصول إلى سماكات أقل من ستة مليمترات يحتاج إلى تقنيات إنتاج متقدمة ومواد مكلفة، مما يرفع السعر النهائي ويقلل القدرة على تحقيق أرباح مستقرة.

وتوضح مصادر الصناعة في شرق آسيا أن شركات مثل شاومي وأوبو وفيفو أعادت توزيع الموارد التي كانت مخصصة لخطوط إنتاج الهواتف الفائقة النحافة، ووجهت شرائح eSIM إلى نماذج أخرى، وأوقفت المشاريع التي كانت تستهدف إطلاق أجهزة نحيفة منافسة لآبل، ومنها مشروع كانت تخطط شاومي لإطلاقه كمنافس مباشر لآيفون آير، إضافة إلى هاتف نحيف لسلسلة S من فيفو، وكلا المشروعين جرى تجميدهما دون إعلان رسمي، في خطوة تشير إلى أن الزخم الأولي لهذه الفئة تراجع قبل أن يصل إلى الأسواق في صورته النهائية.

ويشير محللون إلى أن تراجع الشركات يعود إلى مزيج من العوامل التقنية والاقتصادية، إذ تؤدي التكلفة المرتفعة لمكونات الهاتف النحيف إلى زيادة سعر البيع، بينما لا يقدم الجهاز قيمة مضافة كافية تدفع المستهلك إلى شرائه على حساب الطرازات التقليدية التي تمنح بطاريات أكبر وكاميرات متعددة، ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الشركات إلى التركيز على فئات تحقق استقرارًا في الطلب بدلًا من المجازفة في تجربة غير مؤكدة.

ويظهر الاتجاه الحالي أن الشركات تتجه إلى تصاميم متوازنة تعتمد على تقليل الوزن دون التضحية بقدرات البطارية أو تعدد الكاميرات، مما يجعل التطوير في خطوط الإنتاج أقل مخاطرة، ويمنح المستهلك خيارات أقرب إلى احتياجاته العملية.

كما تشير توقعات السوق إلى أن عودة الاهتمام بالهواتف فائقة النحافة قد تحدث لاحقًا إذا توفرت مكونات جديدة بكثافة أعلى وكفاءة طاقة أفضل، وهو ما تعمل عليه الشركات المصنعة للرقائق وموردي البطاريات في الوقت الحالي.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً