تحديث جديد يُطلق العنان لـ ChatGPT لتحويل التفاعل الصوتي إلى تجربة بصرية متكاملة وذكية

أعلنت شركة OpenAI رسميًا عن إطلاق تحديثٍ جديدٍ ومهمٍ يغيّر من طريقة عمل "وضع الصوت Voice Mode" في نموذجها اللغوي الشهير ChatGPT، سواء كان ذلك عبر واجهة الويب أو داخل التطبيق المخصص للهواتف الذكية. 

يسمح التحديث الجديد بإجراء تفاعلٍ صوتيٍ مباشرٍ ومُدمجٍ داخل المحادثة الجارية نفسها، وهو ما يمثل نقلةً نوعيةً في تجربة المستخدم.

بات المستخدم قادرًا الآن على متابعة تفريغ نص الحوار الذي يتحدث به بشكلٍ مباشرٍ، بالإضافة إلى رؤية العناصر البصرية المصاحبة لرد ChatGPT الصوتي، مثل الخرائط أو الصور التوضيحية، دون الحاجة إلى التنقل بين واجهاتٍ منفصلةٍ أو الانتظار، مما يعزز من سلاسة الحوار. 

أصبح بالإمكان مع هذا التحديث البدء بمحادثةٍ صوتيةٍ جديدةٍ أو متابعة الحالية، عبر الضغط على أيقونة "موجات الصوت" الموجودة بجوار حقل الكتابة المعتاد، وهو تبسيطٌ إجرائيٌّ ملحوظ.

دمجٌ شامل

بخلاف الواجهة السابقة التي كانت تعتمد على تصميمٍ مستقلٍ ومليءٍ بالدوائر المتحركة المجردة، أصبح وضع الصوت الآن مُدمجًا بشكلٍ كاملٍ ومنطقيٍّ في شاشة المحادثة النصية ذاتها، وهو ما يساهم بفعاليةٍ في تسهيل الانتقال السريع والبديهي بين وضع التحدث ووضع الكتابة النصية متى شاء المستخدم. 

أظهر الفيديو التوضيحي الذي نشرته OpenAI كيف أن النموذج يعرض نص الحوار الذي يدور بين المستخدم والذكاء الاصطناعي، ثم يقدم خريطةً تعرض الأماكن التي يسأل عنها المستخدم، مصحوبةً بصورٍ إضافيةٍ وموضحةٍ لها.

تؤكد الشركة على أن المستخدمين ما زال بإمكانهم العودة إلى الواجهة القديمة المنفصلة إذا كانوا يفضلونها، وذلك عبر تفعيل خيار "الوضع المنفصل Separate mode" من إعدادات ChatGPT في قسم "الوضع الصوتي Voice Mode"، وهو ما يوفر خياراتٍ متنوعةً لتلبية تفضيلات جميع المستخدمين. 

يأتي هذا الدمج السلس بين العناصر البصرية والردود الصوتية المتزامنة امتدادًا طبيعيًا ومتوقعًا لقدرات ChatGPT المتعددة الوسائط، والتي تطورت بشكلٍ كبيرٍ مؤخرًا.

مرئياتٌ صوتية

يستطيع المستخدم بالفعل توجيه طلباتٍ صوتيةٍ مُدعومةٍ بمدخلاتٍ مثل صورٍ أو مقاطع فيديو ليتم تحليلها، ولهذا، فمن المنطقي والطبيعي أن تكون استجابات النموذج الصوتية أيضًا بالمستوى نفسه من التكامل البصري والمعلوماتي. 

توضح الشركة أن عملية إدماج وضع الصوت الجديد في المحادثة النصية يتم إتاحتها تدريجيًا للمستخدمين عبر الهواتف الذكية ومنصة الويب، مع الحرص على أن يظل خيار التبديل إلى الوضع الصوتي المستقل متوفرًا لمن يفضلون التجربة القديمة والبسيطة.

تركّز OpenAI في هذا التحديث الجديد بشكلٍ أساسيٍ على تحسين سهولة الاستخدام، وتخفيف الحاجة إلى الانتقال المزعج بين أوضاع المحادثة المختلفة بشكلٍ متكررٍ، وهي خطوةٌ مهمةٌ تأتي استجابةً مباشرةً لطلبات المستخدمين. 

اشتكى المستخدمون سابقًا من الشعور بانفصال واجهة الصوت عن الدردشات النصية، مما كان يقطع تسلسل التفاعل ويؤثر سلبًا على التجربة العامة للمنصة. 

يُذكر أن وضع الصوت المتقدم في ChatGPT أصبح متاحًا لجميع المستخدمين منذ سبتمبر 2024، وقد حصل على تحسيناتٍ مهمةٍ في يونيو 2025.

شملت تلك التحسينات السابقة زيادة مستوى التعبير والنبرة في الصوت المُولّد، مما جعله أقرب إلى الصوت البشري الطبيعي، بالإضافة إلى إضافة مزية الترجمة الفورية في الوقت الفعلي للمحادثات، وهو ما عزز من مكانته. 

يُعدّ هذا الوضع الصوتي المدمج والمحسن أحد المزايا الجوهرية والأساسية في ChatGPT، ويؤكد سعي OpenAI المستمر لتقديم تجربة تواصل طبيعية، متعددة الحواس، وقريبة من التفاعل البشري الحقيقي.