صراع سامسونج الداخلي يُجمد مواصفات Galaxy S26 Ultra

تواجه شركة سامسونج حالة غير مسبوقة من الصراع الداخلي بين قطاعاتها الكبرى، تحديدًا بين قسم الشرائح (DS) المسؤول عن المكونات عالية الربحية، وقسم الإلكترونيات الاستهلاكية (MX) الذي يطور هواتف Galaxy، وهذا التنافس يُلقي بظلاله الثقيلة على مواصفات وأسعار سلسلة Galaxy S26 المرتقبة، ومن المتوقع أن يؤدي إلى تثبيت المواصفات دون ترقيات جذرية للحفاظ على سعر تنافسي.

أزمة تكلفة

يرجع أصل الأزمة إلى التوقعات بتحقيق قسم الشرائح أرباحاً ضخمة قد تصل إلى 69 مليار دولار في عام 2026، وذلك بفضل الطلب الهائل والمتزايد على شرائح الذاكرة عالية الأداء، التي تعد مكوناً أساسياً لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وفي ظل هذا الطلب، عمدت سامسونج إلى رفع أسعار شرائحها بشكل كبير، ما خلق ضغوطاً مالية مباشرة على أقسام الشركة الأخرى، بما فيها قسم الهواتف.

عندما حاول قسم MX الحصول على عقد طويل الأجل لتأمين ذواكر LPDDR بأسعار ثابتة لإنتاج هاتف Galaxy S26، قوبل طلبه بالرفض القاطع من قسم DS، وتم منحه بدلاً من ذلك عقداً قصير الأجل، ومع الارتفاع الأخير الذي شهدته أسعار الذاكرة إلى أكثر من الضعف، من المتوقع أن تقفز حصة تكلفة الذاكرة داخل مكونات Galaxy S26 إلى حوالي 20% من التكلفة الإجمالية، وهذا يجعلها تقارب تكلفة المعالج نفسه، مما يضع ضغطاً هائلاً على هوامش الربح المتوقعة للهاتف.

خيارات صعبة

أمام هذا الارتفاع الكبير في تكاليف المكونات الأساسية، وبشكل خاص الذاكرة، يبدو أن استراتيجية سامسونج ستتجه نحو قرار صعب، وهو تجميد سعر Galaxy S26 Ultra بدلًا من رفعه، لكن الثمن سيكون تثبيت معظم المواصفات الأساسية، فتشير التقارير إلى أن الهاتف لن يشهد ترقيات كبيرة وملحوظة في الشاشة، أو الكاميرا، أو الذاكرة مقارنة بالجيل السابق، وستتركز التغييرات البارزة المتوقعة في Galaxy S26 Ultra على تصميم مُحسّن، بالإضافة إلى معالج Snapdragon 8 Elite Gen 5 الحصري، الذي سيضمن أداءً قوياً.

تشير التوقعات إلى أن هذا التجميد في المواصفات يهدف إلى الحفاظ على سعر الهاتف في مستوى 1299 دولارًا، وهو السعر المعتاد لطراز Ultra، لكن هذا السعر قد يخلق فجوة كبيرة بينه وبين هاتف Galaxy S25 Ultra، الذي يُباع حاليًا بسعر أقل من 900 دولار، وهذا التباين قد يجعل المستهلكين يعيدون النظر في قرار الترقية، خصوصاً إذا كانت الترقيات التقنية في الطراز الجديد هامشية، فالسوق يتوقع من فئة Ultra أن تحمل دائماً أحدث التقنيات وأفضل المواصفات، وهذا ما قد يتعارض مع استراتيجية تثبيت المواصفات.

ترقب الكاميرا

رغم التوقعات بتجميد المواصفات، هناك تسريبات متضاربة تركز على تطوير استثنائي في الكاميرا، حيث تشير بعض المصادر إلى أن Galaxy S26 Ultra قد يأتي مزوداً بمستشعر رئيسي ضخم من سوني بدقة 200 ميجابكسل، ويصل حجم هذا المستشعر إلى حوالي 1/1.1 بوصة، وهو حجم كبير من شأنه أن يرفع جودة التصوير بشكل لافت، وهذا يهدف لتمكين الهاتف من منافسة هواتف الشركات الصينية التي بدأت تعتمد على مستشعرات الكاميرا الأكبر حجماً.

كما تشير تسريبات أخرى إلى تحسينات في سرعات الشحن، حيث من المتوقع أن يدعم Galaxy S26 Ultra شحناً سلكياً بقوة 60 واط، بدلاً من 45 واط في سابقه، بالإضافة إلى تحسين في سرعة الشحن اللاسلكي لتصل إلى 25 واط، ورغم أهمية هذه التحسينات، فإن تجميد المواصفات بشكل عام يظل التحدي الأكبر لسامسونج، التي تسعى للتوفيق بين تحقيق أرباح قياسية من مبيعات الشرائح، وتقديم هاتف رائد قادر على إرضاء تطلعات عشاق سلسلة Galaxy S.