الطاقة الشمسية تمهد الطريق لمراكز بيانات فضائية لدعم الذكاء الاصطناعي

تشهد فكرة إنشاء مراكز بيانات فضائية اهتمامًا متزايدًا مع تزايد الطلب على الحوسبة العملاقة لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ تشير تقديرات حديثة إلى أن أقمارًا صناعية قادرة على توليد طاقة شمسية بين 300 و500 جيجاوات سنويًا ستتفوق بفارق كبير على الطاقة الحالية لمراكز البيانات الأرضية البالغة 59 جيجاوات فقط، ما يفتح أفقًا جديدًا أمام توسع الحوسبة وتقديم خدمات أسرع وأكثر استدامة للمستخدمين حول العالم.

الطاقة الشمسية

أعاد إيلون ماسك النقاش حول الحوسبة الفضائية خلال منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي، مؤكدًا أن سبيس إكس تمتلك البنية الهندسية اللازمة لبناء جيل جديد من الأقمار الصناعية، قادر على توفير طاقة ضخمة لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الاعتماد على الطاقة الشمسية المستمرة سيشكل تحولًا نوعيًا في كيفية تشغيل مراكز البيانات، خصوصًا مع تضاعف الطلب العالمي على القدرة الحاسوبية خلال العقد المقبل.

كما أشار جيف بيزوس، مؤسس أمازون، إلى أن نقل مراكز البيانات إلى الفضاء قد يتحقق خلال 10 إلى 20 عامًا، مؤكدًا أن الاعتماد على شبكات الكهرباء الأرضية سيكون غير كافٍ لتلبية النمو الكبير في احتياجات الطاقة، فيما توقع سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI أن أغلب مراكز البيانات المستقبلية قد يتم نشرها في الفضاء، ما سيغير نموذج الحوسبة التقليدي ويجعل البنية التحتية أكثر مرونة واستدامة.

الطلب العالمي

تحليلات جولدمان ساكس تشير إلى أن الطلب العالمي على الكهرباء قد يتضاعف بحلول 2050 بسبب سباق بناء مراكز بيانات ضخمة لخدمة الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت هذه المراكز في الولايات المتحدة من أكبر المشاريع التي تمارس ضغطًا على الشبكات الكهربائية، ما يدفع الشركات التقنية الكبرى للبحث عن حلول غير تقليدية خارج الأرض لتوفير الطاقة بشكل أكثر فعالية وأمانًا.

التحديات التقنية

لكن إنشاء مراكز بيانات في الفضاء يواجه عقبات كبيرة، منها صعوبة تبريد الأجهزة في بيئة الفراغ، وارتفاع تكاليف الصيانة، وتأثير الإشعاعات الفضائية على المكونات الحساسة، إضافة إلى التعقيدات المرتبطة بإدارة الاتصالات بين الأقمار الصناعية ومحطات الاستقبال الأرضية، الأمر الذي يتطلب تطوير تقنيات متقدمة للحماية والتبريد وإدارة البيانات عن بعد بكفاءة عالية.

إذا تمكنت شركات مثل جوجل وسبيس إكس من التغلب على هذه التحديات، فإن صناعة الذكاء الاصطناعي قد تشهد تحولًا جذريًا، حيث ستحل مراكز البيانات الفضائية محل البنية الأرضية التقليدية، وتتيح وصولًا غير محدود للطاقة الحاسوبية، ما سيمثل فصلًا جديدًا في مستقبل التكنولوجيا ويعيد تعريف المعايير التشغيلية لمراكز البيانات، ويتيح إمكانيات غير مسبوقة لتسريع الابتكار في مختلف المجالات الرقمية.