قيود جديدة على الذكاء الاصطناعي تحد من الاستخدام المجاني للمستخدمين

أعلنت شركتا جوجل وOpenAI عن تشديد قيود الاستخدام المجاني لأدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، في خطوة تؤثر مباشرة على المستخدمين الذين يعتمدون على النسخ المجانية لإنشاء الصور والفيديوهات، وجاء القرار بعد ارتفاع الطلب على الخدمات وتزايد تكاليف تشغيل وحدات معالجة الرسوميات، وهو ما أجبر الشركات على إعادة توزيع الموارد لضمان استمرارية الأداء لجميع المستخدمين.

تغييرات Gemini

فيما يتعلق بجوجل، كان نموذج Gemini 3 Pro يسمح سابقًا بخمس طلبات مجانية يوميًا، مع إنتاج ثلاث صور عبر Nano Banana Pro، إلا أن التحديث الأخير ألغى هذا النظام لصالح ما وصفته الشركة بـ"الوصول الأساسي"، مع تثبيت عدد الصور المتاحة للمستخدمين المجانيين عند صورتين يوميًا فقط، بينما يظل مشتركو Google AI Pro يحصلون على 100 مطالبة يوميًا، ويرتفع العدد إلى 500 لمستخدمي Google AI Ultra، مع إمكانية إنشاء 100 صورة يوميًا لمستوى Pro و1000 صورة لمستوى Ultra.

قيود OpenAI

وفي المقابل، قلّصت OpenAI الحد اليومي لمستخدمي Sora 2، أداة توليد الفيديو، إلى ستة مقاطع فقط يوميًا للمستخدمين المجانيين، بينما يحتفظ مشتركو ChatGPT Plus بحد يومي 30 مقطع فيديو، ويحصل مشتركو ChatGPT Pro على 100 مقطع يوميًا، وأوضح بيل بيبلز، رئيس فريق Sora، أن الهدف من هذا القرار هو إعادة توزيع القدرة التشغيلية المتاحة لتمكين عدد أكبر من الأشخاص من استخدام الأداة، مشيرًا إلى أن وحدات المعالجة تواجه ضغوطًا كبيرة بسبب الطلب الهائل.

تأثير القيود

تسعى جوجل وOpenAI من خلال هذه القيود الجديدة إلى تحقيق توازن بين الطلب الكبير على خدمات الذكاء الاصطناعي وتكلفة البنية التحتية المرتفعة، بينما يعاني المستخدمون المجانيون من محدودية الاستخدام مقارنة بالمشتركين المدفوعين، ويعكس هذا التوجه اتجاه الشركات الكبرى نحو تطوير نماذج مالية مستدامة توفر جودة الخدمة وتحافظ على القدرة التشغيلية دون التأثير على تجربة المشتركين، وهو ما يضع تحديًا واضحًا أمام الأفراد الذين يعتمدون على النسخ المجانية.

وتتزامن هذه الإجراءات مع ارتفاع تكلفة تشغيل مراكز البيانات المتقدمة التي تعتمد على وحدات معالجة الرسوميات عالية الأداء، والتي تُعد ضرورية لتوليد الصور والفيديوهات بشكل سريع وفعّال، وتعد القدرة على توزيع الموارد بشكل عادل وتحقيق تجربة استخدام مستقرة هدفًا أساسيًا للشركتين، خاصة مع زيادة الطلب على الأدوات التعليمية والإبداعية.

وتشير التقديرات إلى أن هذه القيود الجديدة قد تدفع عددًا من المستخدمين إلى الاشتراك في الخطط المدفوعة للاستفادة من حدود أعلى للإنتاج، بينما يحاول المستخدمون المجانيون التأقلم مع الحدود اليومية المحدودة، وهو ما يعكس تحول سوق الذكاء الاصطناعي من تجربة مفتوحة إلى نظام أكثر تقييدًا، مع استمرار الشركات في مواجهة تحديات التمويل والتشغيل لتلبية الطلب العالمي المتزايد.