الأحد، 14 ديسمبر 2025

02:58 م

شركات الاتصالات تستثمر 3.8 مليار دولار لتعزيز الذكاء الاصطناعي المولّد

 الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

يشهد قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط سباقًا متسارعًا نحو تبني الذكاء الاصطناعي المولّد، مع تخصيص شركات كبرى مثل STC السعودية، واتصالات الإمارات "&e"، وفودافون مصر استثمارات تجاوزت 3.8 مليار دولار خلال عام 2024، بهدف تطوير منصات ذكية قادرة على تحليل البيانات وتقديم خدمات ذاتية التشغيل.

ويعكس هذا التوجه رغبة الشركات في السيطرة على سوق إقليمي متوقع أن يتجاوز حجمه 23 مليار دولار بحلول 2030، وهو ما يعكس أهمية الذكاء الاصطناعي كعامل حاسم في المنافسة المستقبلية.

دمج التطبيقات

تسعى شركات الاتصالات إلى دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي المولّد ضمن خدمات العملاء وشبكاتها الأساسية، حيث أطلقت &e منصة GenAI داخل مراكز الاتصال الخاصة بها، ما خفض زمن الاستجابة بنسبة 40%، فيما توسع STC منصة "إيصال" الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لرقمنة الوثائق الحكومية.

وتضمنت الاستثمارات نحو 500 مليون دولار لتطوير البنية التحتية الرقمية خلال عامين، بينما تعمل شركات مثل WE وفودافون مصر على إطلاق روبوتات دردشة توليدية قادرة على التعامل مع 70% من الطلبات الروتينية للمستخدمين، ما يعكس تحولًا جذريًا في طريقة تقديم الخدمات.

تحليل البيانات

يستخدم القطاع أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل حركة البيانات والتنبؤ بالأعطال قبل وقوعها، وقد ساهم تطبيق هذه النماذج في خفض الأعطال المفاجئة بنسبة 27% خلال العام الماضي، وتحسين كفاءة الطاقة بنسبة 18% نتيجة إدارة أذكى لمحطات الشبكة.

وتعد شركات مثل هواوي ونوكيا المزودين الرئيسيين لهذه الحلول في المنطقة، كما تستخدم بعض المنصات التوليدية لتقييم جودة الخدمات وتقديم توصيات لتطوير الأداء، ما يعكس دور الذكاء الاصطناعي في تحسين استقرار الشبكات وتقليل التكاليف التشغيلية.

إعادة التدريب

على صعيد القوى البشرية، يشهد القطاع موجة إعادة تشكيل واسعة، حيث تحل الوظائف المعتمدة على المهام التقليدية محلها وظائف جديدة تتعلق بتحليل البيانات وتصميم النماذج، وتشير تقديرات مجلس الاقتصاد الرقمي العربي إلى أن نحو 22% من وظائف خدمة العملاء التقليدية ستتغير بحلول 2030، بينما ستنشأ وظائف جديدة في أمن البيانات والنماذج التوليدية، ويتطلب ذلك إعادة تدريب نحو 200 ألف موظف على المهارات الرقمية، مع استثمارات إضافية قد تتجاوز 6 مليارات دولار لدعم هذا التحول، ما يعكس التحديات والفرص المصاحبة لتبني الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في قطاع الاتصالات.

تعكس هذه الخطوات تحولًا استراتيجيًا في أساليب التشغيل والخدمات، وتضع شركات الاتصالات على مسار نحو رقمنة شاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء وزيادة الكفاءة، ما يجعل القطاع أكثر استعدادًا للتحديات المستقبلية والمنافسة الإقليمية والدولية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً