الأحد، 07 ديسمبر 2025

04:39 م

“صُنع في مصر”.. استثمارات ضخمة تتجاوز 200 مليون دولار لإنتاج الهواتف الذكية محلياً

إنتاج الهواتف الذكية

إنتاج الهواتف الذكية

A A

شهدت صناعة الهواتف المحمولة في السوق المصري تحولاً جذرياً ونوعياً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث اتجهت الشركات العالمية الكبرى إلى اعتماد نموذج التجميع والتصنيع المحلي، بدلاً من الاعتماد الكلي على الاستيراد الخارجي.

ويأتي هذا التوجه مدفوعاً بقرارات حكومية داعمة تهدف إلى توطين الصناعة وتقليل الضغط على العملة الصعبة عبر خفض تكلفة الواردات، ما يضمن للسوق المحلي قدرة أكبر على تلبية الطلب المتزايد والمستمر على الهواتف الذكية.

أرقام ضخمة

تشير أحدث التقارير الصادرة إلى أن هناك ما يقارب 15 علامة تجارية عالمية تعمل حالياً في مجال تصنيع الهواتف داخل مصر، وتبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لهذه المصانع حوالي 20 مليون جهاز سنوياً.

وقد تجاوز حجم الاستثمارات في هذا القطاع حتى الآن حاجز الـ 200 مليون دولار أمريكي، ما أسهم في توفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة إلى تقديم دعم قوي ومهم للصناعات المكملة مثل الإكسسوارات وقطع الغيار.

مصنع أوبو في مدينة العاشر من رمضان يمثل أحد أبرز هذه الاستثمارات، بحجم استثمار يقدر بحوالي 50 مليون دولار، ويوظف المصنع حوالي 2,000 مهندس وعامل محلي، ويتخصص في تجميع الهواتف الذكية التي تنتمي للفئتين المتوسطة والعليا، ويشمل ذلك علامتي OPPO وRealme.

يمتد المصنع على مساحة 24 ألف متر مربع ويضم حالياً 17 خط إنتاج، مع خطة قائمة لزيادة العدد إلى 20 خطاً قريباً، وتبلغ قدرته الإنتاجية حوالي 400 ألف جهاز شهرياً، أي ما يعادل 5 ملايين جهاز سنوياً، بخطط للوصول إلى 500 ألف وحدة شهرياً، وتتطلع أوبو للتوسع مستقبلاً في تصنيع السماعات الذكية والساعات الإلكترونية، مع إمكانية التصدير إلى الأسواق العربية والأفريقية المجاورة.

شركات عالمية

ضمن استراتيجية شاومي لتوسيع وجودها في مصر، قامت بالتعاون مع مجموعة Safy Group لإنشاء مصنعها في مدينة 6 أكتوبر، ويعمل في هذا المصنع نحو 1,200 موظف بشكل مباشر، بالإضافة إلى 2,000 موظف غير مباشر، ويتخصص المصنع في تجميع هواتف شاومي إلى جانب منتجات إلكترونية أخرى، مثل الشاشات وأجهزة الراوترات والكاميرات.

يضم هذا المرفق الصناعي العملاق 25 خط إنتاج، تصل طاقته الإنتاجية الإجمالية إلى 10 ملايين وحدة سنوياً، ويأتي دور هذا المصنع لدعم سياسة الصناعة المحلية، وتلبية الاحتياج الكبير للسوق الداخلي، وخفض الاعتماد على الاستيراد الخارجي، مع فتح الباب أمام عمليات التصدير مستقبلاً.

أما مصنع سامسونج في بني سويف، فيعد من أضخم الاستثمارات في القطاع، إذ تجاوز حجم استثماراته 700 مليون دولار منذ عام 2013، ويوظف المصنع نحو 1,400 موظف، ويتخصص في إنتاج وتجميع الهواتف الذكية، بالإضافة إلى أجهزة إلكترونية أخرى كالتابلت والتلفزيونات، وتبلغ قدرته الإنتاجية ما يصل إلى 6 ملايين وحدة سنوياً، ما يلعب دوراً محورياً في خفض الواردات وتوفير أجهزة بأسعار تنافسية في السوق المحلي.

تعزيز الإنتاج

يُضاف إلى المنظومة مصنع فيفو في مدينة العاشر من رمضان، باستثمار يقارب 20 مليون دولار، وقدرة إنتاجية تصل إلى 2 مليون جهاز سنوياً، ويتخصص في تجميع الهواتف الذكية لتلبية طلب السوق المحلي والإقليمي، ويساهم مصنع فيفو في تعزيز القدرة الإنتاجية الإجمالية والمساهمة في سد الفجوة في الطلب المتزايد على الهواتف.

كما يبرز نموذج مصنع نوكيا في أسيوط، والذي يعد شراكة ناجحة مع شركة SICO Electronics المحلية، ويتخصص في تجميع هواتف Nokia، وتصل نسبة المكون المحلي المستخدمة في هذه الهواتف إلى 43% من إجمالي المكونات، ويمثل هذا المصنع نموذجاً حيوياً للشراكة بين العلامات التجارية العالمية والشركات المحلية، بهدف توطين الصناعة وتقليل فاتورة الاستيراد.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً