الإثنين، 08 ديسمبر 2025

11:00 ص

كيف يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية؟

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

A A

أكد الدكتور أحمد حسن يوسف، رئيس جامعة السويدي بوليتكنك مصر "SUTech"، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن فصله عن قطاع الطاقة، حيث يعتبران وجهين لعملة واحدة في العصر الحديث، فمن المعروف أن الذكاء الاصطناعي يُعد من أكبر المستهلكين للطاقة على مستوى العالم، وخاصة في تشغيل مراكز البيانات الضخمة التي تعتمد عليه بشكل مكثف لتنفيذ مهامها، ما يضع تحدياً كبيراً أمام جهود كفاءة الطاقة.

دمج التعليم

في حوار أجرته معه وكالة أنباء الشرق الأوسط، كشف يوسف أن جامعة السويدي "SUTech" تسعى بشكل حثيث نحو دمج الذكاء الاصطناعي في جميع مناحي العملية التعليمية داخل الجامعة، وهذا التوجه يشمل كافة التخصصات والبرامج الأكاديمية المطروحة، بغض النظر عن طبيعة البرنامج الدراسي المقدم.

استخدام الأدوات

وأوضح أن حتى البرامج التي تتسم بالطابع الفني في مجالات الفنون والتصميم، تستفيد أيضاً وبشكل كبير من تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، ما يؤكد على شمولية الاستخدام داخل بيئة الجامعة.

وفيما يخص مخاطر وسلبيات الذكاء الاصطناعي، أكد الدكتور يوسف أن هذه التكنولوجيا هي في الأساس مجرد أداة قوية، وبالتالي فإن سلبياتها تتلخص بشكل أساسي في سلبيات المستخدم الذي يوجهها.

خطر التدريب

وشرح يوسف فكرته بأن الذكاء الاصطناعي سيوفر المعلومات المطلوبة إذا استخدمه شخص ما لتعلم كيفية صناعة قنبلة نيتروجينية، لأنه في النهاية يعمل كأداة محايدة، شأنه شأن كل الأدوات التي اخترعها الإنسان، منذ استخدامه للحجر في صيد الحيوانات، وأشار إلى أن الخطر في هذه التكنولوجيا يكمن في جانبين رئيسيين يجب الانتباه لهما.

جانب التصميم

أولهما يتمثل في التصميم والتدريب، أي أن يتم تزويد الذكاء الاصطناعي ببيانات غير صحيحة أو تعليمه تعليمًا خاطئًا، فلو تم تدريبه مثلاً على أن علاج الصداع هو شرب السم، فإنه عندما يُستخدم لاحقاً كطبيب استشاري، سيقترح بالفعل شرب السم كعلاج، وهنا تكمن الخطورة الكبرى في جودة عملية التعليم والبيانات المدخلة.

أما الجانب الثاني للخطر فيتمثل في الاستخدام الفعلي للأداة، أي كيفية توظيف هذه التكنولوجيا لتحقيق هدف يخدم البشرية جمعاء، وهذا الجانب يعتبر مهماً للغاية، تماماً مثلما يُستخدم الديناميت في استخراج المواد الخام المفيدة، أو يُستخدم بدلاً من ذلك في الصراعات والحروب.

جاهزية التوظيف

وحول رؤية الجامعة وأهدافها الاستراتيجية، أوضح الدكتور أحمد يوسف أن الهدف الأساسي يتمثل في تطوير الجامعة بشكل كامل وشامل، فالرؤية الأصلية للجامعة تقوم على مبدأ تخريج طلاب تطبيقيين، تكون قدراتهم العملية والمهارات المكتسبة لديهم أكبر بكثير من الجانب النظري.

تلبية الصناعة

ويهدف هذا المنهج إلى أن يكون الخريجون جاهزين للتوظيف في سوق العمل بشكل أسرع من خريجي الجامعات التقليدية، وهذه الرؤية نشأت من شكاوى رجال الصناعة الذين كانوا يعانون من أن خريجي الجامعات التقليدية يحتاجون إلى ما بين سنة وسنتين حتى يصبحوا منتجين وفعالين في العمل، والغرض الرئيسي من الجامعة هو تخريج طالب جاهز للعمل مباشرة.

وأشار إلى أن الأهداف تتطور باستمرار، ومن ذلك العمل على إشراك الطالب في مراحل مبكرة جداً مع جهات التوظيف المختلفة، والتعرف عن قرب على المشكلات الحقيقية التي تواجه هذه الجهات والعمل على إيجاد حلول لها بمشاركة فعالة من الأساتذة والطلاب، بالإضافة إلى جعل الجامعة بمثابة حلقة وصل حيوية بين الخبرات الدولية والمحلية لتلبية احتياجات الصناعة، سواء عن طريق البحث العلمي التطبيقي أو التدريب الصناعي المتخصص.

تحولات مهنية

أوضح يوسف أن الموظف الذي اعتاد أداء عمل معين بطريقة تقليدية لمدة خمسة عشر عاماً متواصلة، أصبح الآن أمام تحدٍّ جديد وضخم مع دخول الذكاء الاصطناعي الذي بات قادراً على أداء نفس العمل بكفاءة أعلى وفي وقت أقل بكثير، وهنا يأتي الدور المحوري لأساتذة الجامعة، والذي يتمثل في مساعدة هذا الموظف على مواجهة هذه التحديات الوجودية، وإعادة تأهيله للمستقبل.

أربعة محاور

وبين أن الاتجاهات الأربعة الرئيسية للجامعة تتمثل في التعليم الذي يجهز الطالب بسرعة ويخرجه جاهزاً لسوق العمل، والبحث العلمي التطبيقي الذي لا يُترك حبيس الأدراج بل يُوظف لحل المشكلات الواقعية، والخدمات المجتمعية التي تهدف إلى تأهيل الصناعة والمجتمع للتعامل مع الذكاء الاصطناعي بطريقة سهلة وعملية، بالإضافة إلى الإبداع والابتكار من خلال تأسيس شركات صغيرة وواعدة.

وأضاف قائلاً: "نحلم أن يكون لدينا جوجل جديد، أو فيسبوك جديد، وإذا لم يكن لدينا جوجل أو فيسبوك، فليكن لدينا شركات صناعية مبتكرة صغيرة ينشئها الشباب، وتكون لها فروع في أنحاء العالم"، مؤكداً أن هذا هو الهدف الذي تسعى الجامعة جاهدة لتحقيقه.

برامج جديدة

وحول البرامج التعليمية الجديدة التي تقدمها الجامعة، أوضح الدكتور أحمد يوسف أن الجامعة بدأت بأكثر البرامج التقنية طلباً وجذباً للطلاب، وهي: علوم الحاسب، الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، تكنولوجيا المعلومات، وأمن المعلومات "Cyber Security"، نظراً للأهمية القصوى لحماية مراكز البيانات العملاقة من أي اختراقات إلكترونية محتملة، والتي قد تصل خطورتها إلى تعطيل الأجهزة المنزلية.

مسارات إبداعية

أما البرامج الإبداعية فتشمل تصميم المنتجات، مثل التغليف، حيث تمتلك مصر منتجات زراعية عالية الجودة لكنها لا تُغلف بشكل مثالي، والفنون البصرية والرسوم المتحركة، وهي صناعة كبيرة يمكنها أن تخدم الهوية المصرية بشكل فعال، متسائلاً: "لماذا لا يكون لدينا شخصية كرتونية مصرية تضاهي ميكي ماوس العالمية".

كما أطلقت الجامعة هذا العام برامج جديدة منها تطوير الألعاب، وتكنولوجيا الإدارة الذكية للمياه، بما يتماشى مع خطط مصر للتوسع الزراعي والحفاظ على البيئة.

قيمة دولية

وحول استفادة الطلاب من الشراكات الدولية المبرمة مع الجامعة، أشار إلى أن العالم أصبح قرية صغيرة مترابطة، وإذا عمل الطالب في مصر لمؤسسة محلية يتقاضى راتباً بالجنيه، بينما إذا عمل لنفس المؤسسة خارج مصر أو لمؤسسة دولية داخل مصر فسيتقاضى راتباً بالدولار، وبالتالي فإن القيمة المتوقعة لمرتبات الطلاب الذين استفادوا من هذه الشراكات الدولية أعلى بكثير.

واختتم يوسف حديثه بالتأكيد على أن هذه قيمة لا يمكن قياسها بشكل كامل، وهي قيمة عظيمة جداً، حيث اكتسب الطلاب الخبرة الدولية في سن مبكرة جداً، وأدركوا أن تعلم اللغات وفهم الفروق الثقافية، وأن التنوع ثراء، وهذه كلها قيم يطبقونها بنجاح في مسيرتهم المهنية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً