إنستجرام يختبر نظامًا جديدًا للتحقق من أعمار المستخدمين بدقة

بدأت منصة إنستجرام تنفيذ نظام جديد للتحقق من أعمار المستخدمين، تمهيدًا لتطبيق قيود عمرية صارمة في عدة دول، أبرزها أستراليا، التي تحظر استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمن تقل أعمارهم عن 16 عامًا، وتهدف الخطوة إلى حماية القُصّر من مخاطر الفضاء الرقمي، وسط تساؤلات حول دقة النظام وإمكانية التحايل عليه.

تحقق ذكي

خلال تجربة أولية، قام فريق المختصين بإنشاء حساب لمستخدم يبلغ 29 عامًا، قبل تعديل تاريخ الميلاد ليظهر أنه في سن 15 عامًا، وعند محاولة تصحيح البيانات طلب النظام تسجيل فيديو سيلفي يُحرّك فيه المستخدم رأسه يمينًا ويسارًا، معتمدًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل ملامح الوجه وتقدير العمر.

وأكد النظام بعد دقائق أن المستخدم بلغ السن القانوني، ما يشير إلى قدرة النظام على التعرف على البالغين بسهولة خاصة من تظهر عليهم علامات تقدم العمر كاللحية أو الشارب، وهو ما يفتح تساؤلات عن قدرة بعض القاصرين الأكبر سنًا على التحايل على النظام.

وثيقة رسمية

في تجربة أخرى على طفل يبلغ 13 عامًا، فشل النظام في التحقق من بلوغه السن القانونية، وطالب بتقديم وثيقة هوية حكومية لإثبات العمر، ما يوضح قدرة الآلية الجديدة على منع القاصرين من استخدام المنصة دون استيفاء الشروط، ويؤكد حرص إنستجرام على الالتزام بالقوانين الجديدة، ويعد مؤشرًا على جدية الشركة في تطبيق قيود صارمة لحماية الأطفال من المحتوى غير المناسب.

تحديات النظام

يرى خبراء التقنية أن نظام التحقق لا يزال يعاني من هامش خطأ عند التعامل مع المستخدمين القريبين من الحد القانوني أو من فئات سكانية غير ممثلة جيدًا في بيانات تدريب الخوارزميات، كما يحذر مختصون في الخصوصية من الاعتماد الكامل على التقنية، لأنه قد يؤدي أحيانًا إلى حظر حسابات البالغين عن طريق الخطأ، أو السماح لبعض القاصرين بتجاوز القيود، وهو ما يتعارض مع الهدف الأساسي للتشريعات، ويستدعي مزيجًا من التكنولوجيا والسياسات الفعلية لضمان فعالية التطبيق.

يأتي هذا النظام الجديد ضمن موجة من التحديثات التقنية التي تسعى المنصات الاجتماعية من خلالها إلى الالتزام بالقوانين الدولية لحماية الأطفال، وتقديم بيئة أكثر أمانًا على الإنترنت، ويُتوقع أن تتوسع هذه التجارب قريبًا لتشمل جميع المستخدمين حول العالم، مع التركيز على تطوير دقة التحقق وتقليل الأخطاء، لتصبح القيود العمرية أكثر فعالية دون التأثير على المستخدمين البالغين.