آيفون إير.. الهاتف الأنحف يُسجل تراجعًا تاريخيًا في قيمته عند إعادة البيع

أظهرت إحصاءات السوق الأخيرة أن هاتف آيفون إير، المعروف بتصميمه الذي يوصف بأنه فائق النحافة، يمر بتراجع غير مسبوق في قيمته عند إعادة البيع، وذلك خلال الأسابيع العشرة الأولى فقط من تاريخ طرحه في الأسواق، وقد تجاوز هذا الانخفاض الملحوظ باقي طرازات عائلة آيفون 17 الأخيرة، وكذلك الجيل السابق من هواتف شركة آبل.

ورغم أن هذه الفترة لا تزال مبكرة نسبيًا لإطلاق حكم نهائي ووصف الجهاز بأنه "إخفاق"، فإن منحنى الأداء الحالي يثير العديد من علامات الاستفهام الكبيرة حول قدرة هذا الهاتف على مجاراة ونجاح مبيعات السلسلة الرئيسية للشركة، والتي تُعد الركيزة الأساسية لإيراداتها.

تراجع كبير

تتزامن هذه المؤشرات السلبية المقلقة مع تقارير متداولة بشكل واسع تفيد بأن شركة آبل تتجه بالفعل نحو خفض إنتاج هاتف آيفون إير تحديدًا، وتشير التوقعات أيضًا إلى اقتراب هذا الطراز من مراحل تُعرف باسم "نهاية دورة الإنتاج" بسرعة أكبر من المتوقع، وهذا يمثل تحولاً استراتيجيًا غير مألوف.

يُضاف إلى ذلك أحاديث متزايدة تدور حول إمكانية تأجيل إطلاق الجيل الجديد من هذا الهاتف فائق النحافة حتى عام 2027، وهذا التأجيل المحتمل يعكس صورة أقل إشراقًا ووضوحًا لوضع الجهاز الحالي في السوق، وذلك بحسب ما ورد في تقرير تحليلي صادر عن موقع 9to5Mac التقني المتخصص.

وفي تحليل حديث ومفصل أجرته منصة SellCell المتخصصة في تتبع وبيع الأجهزة المستعملة، سجل هاتف آيفون إير تحديدًا أكبر هبوط في قيمة إعادة البيع لأي هاتف آيفون تم إطلاقه منذ عام 2022، وقد فقد الجهاز ما يقارب 47.4% من قيمته السوقية الأولية خلال العشرة أسابيع الأولى من تواجده في الأسواق.

فقدان القيمة

على الرغم من قصر المدة الزمنية التي تم رصدها وتحليلها، تعتمد منصة SellCell على منهجية ثابتة وموثوقة للغاية في تتبع تغيرات الأسعار لسنوات عديدة، مما يتيح إجراء مقارنة دقيقة ومنصفة بين الإصدارات المختلفة للهواتف الذكية، وهذا يضفي مصداقية على الأرقام الصادرة عنها.

ووفقًا للتحليل الشامل الذي أجرته المنصة على 52 نموذجًا مختلفًا من هواتف آيفون بدءًا من سلسلة آيفون 14، تبيّن أن سلسلة آيفون 16 بدأت بانخفاض أولي أكبر وصل إلى 42% خلال الأسبوع الأول من الإطلاق، مقابل 41% لهاتف آيفون إير، و40% لسلسلة آيفون 17 التي تُعتبر الأكثر استقرارًا.

لكن الصورة العامة للأسعار والتوجهات انقلبت بشكل كامل ومفاجئ بعد مرور الأسبوع السادس من عمر المنتج في السوق، ففي تلك المرحلة الحرجة، تراجع متوسط قيمة هاتف آيفون إير بنحو 43.4% بشكل إجمالي، متجاوزًا بذلك معدل هبوط هاتف آيفون 16 الذي بلغ 40.3%.

في المقابل، حافظت سلسلة آيفون 17 الأحدث على أدنى نسبة انخفاض في القيمة عند 36.7% فقط، ما يشير إلى ثقة أعلى من المستهلكين فيها، وتؤكد منصة SellCell في ختام تحليلها أن "قيمة سلسلة آيفون 17 تُظهر استقرارًا واضحًا بحلول الأسبوع العاشر" من عمرها في الأسواق.

تحديات طويلة

في المقابل، يواصل هاتف آيفون إير فقدان قيمته بشكل مستمر دون توقف حتى الأسبوع العاشر، وهذا الواقع يلمّح إلى وجود تحديات طويلة الأمد وواضحة تتعلق بشكل أساسي بمدى ثقة المستهلكين في هذا الطراز فائق النحافة تحديدًا، وقد يعود السبب إلى مخاوف بشأن المتانة أو الميزات.

ويشير هذا التراجع الحاد في القيمة إلى احتمالية أن تكون استراتيجية آبل في التركيز على النحافة الفائقة دون مراعاة عوامل أخرى لم تلقَ القبول المتوقع من السوق، ما يضع مستقبل هذا الخط الإنتاجي أمام اختبار حقيقي يتطلب مراجعة فورية من الشركة، وربما تكون خطوة تأجيل الجيل الجديد قرارًا استباقيًا بسبب هذه المعطيات.