الإثنين، 15 ديسمبر 2025

12:02 ص

"سامسونج" تقتحم تكنولوجيا الدماغ.. جهاز "Ear-EEG" يرصد التركيز والنوم بدقة غير مسبوقة

samsung

samsung

A A

أعلنت شركة "سامسونج" عن خطوة استراتيجية جريئة تمثل نقلة نوعية نحو مستقبل التكنولوجيا القابلة للارتداء والتحكم الذهني البشري، إذ كشفت الشركة عن تطوير جهاز جديد متقدم مخصص لقياس النشاط الكهربائي للدماغ، يحمل هذا الجهاز اسم "Ear-EEG"، ويتميز بتصميم مبسط وأكثر عملية بكثير من الأجهزة التقليدية.

تعتبر هذه الأجهزة التقليدية ضخمة وتتطلب تثبيت أقطاب كهربائية مباشرة على فروة الرأس، مما يعيق الاستخدام اليومي، وقد جاء هذا التطور نتيجة لتعاون مثمر بين "سامسونج" وقسم الهندسة الطبية الحيوية في جامعة هانيانج الكورية، يهدف الجهاز الجديد إلى التثبيت حول الأذن.

تطبيقات يومية

تسمح هذه التقنية بالتقاط "إشارات الدماغ" بدقة عالية من منطقة الأذن، مما يدعم بقوة تطبيقات "الواجهة بين الدماغ والحاسوب" (BCI) المستقبلية، هذا التصميم المدمج والفريد لجهاز "Ear-EEG" يسمح باستخدامه في البيئات اليومية خارج مختبرات الأبحاث المغلقة، وهو ما يفتح الباب أمام تطبيقات تجارية واسعة النطاق.

من أهم التطبيقات الفورية لهذه التقنية "رصد السلامة"، حيث يمكن للجهاز مراقبة أنماط النوم والنعاس في الوقت الفعلي بدقة، مما يُعد مفيداً بشكل خاص لتحسين مستوى سلامة الأفراد أثناء القيادة لمسافات طويلة، وتقديم تنبيهات عند الحاجة إلى الراحة.

تمتد التطبيقات لتشمل قطاعي "التعليم والتركيز"، حيث يتيح الجهاز قياس مستوى تركيز الطلاب أثناء عمليات التعلم المختلفة، مما يوفر بيانات قيمة حول فعالية الأساليب التعليمية، ويساهم في تحسين البيئة الدراسية لكل طالب بشكل فردي.

وفي قطاعي "التسويق العصبي والترفيه"، أظهرت الاختبارات الأولية أن الجهاز يمكن دمجه بكفاءة عالية مع خوارزميات "الذكاء الاصطناعي"، لتحليل التفضيلات البصرية للمستخدمين بدقة وصلت إلى حوالي $92.8\%$، مما يسمح بعرض إعلانات ومحتوى ترفيهي يتوافق تماماً مع اهتمامات المشاهدين الحقيقية.

يتوقع الباحثون العاملون على المشروع إمكانية "دمج التقنية" في المستقبل ضمن الأجهزة القابلة للارتداء الأخرى، مثل نظارات الواقع المعزز الحديثة أو سماعات الأذن اللاسلكية، هذا الدمج سيسمح للمستخدم بالتحكم في الأجهزة ومراقبة حالته الذهنية دون الحاجة إلى أي تدخل يدوي أو أزرار تحكم تقليدية.

منافسة مباشرة

تؤكد هذه الخطوة الاستراتيجية الجديدة أن سوق "واجهات الدماغ-الحاسوب" (BCI) لم يعد مجالاً حصرياً مخصصاً للشركات الناشئة المتخصصة، بل أصبح هدفاً استراتيجياً رئيسياً تسعى إليه جميع الشركات التكنولوجية الكبرى حول العالم.

تدخل "سامسونج" هذا المجال الحيوي لتجد نفسها في مواجهة منافسة مباشرة وشديدة من عمالقة آخرين، أبرزهم شركة "آبل"، التي دخلت هذا المجال أيضاً عبر شراكة تقنية متقدمة مع شركة "Synchron" المتخصصة في تكنولوجيا الدماغ.

تعتمد "آبل" في استراتيجيتها على تقنية "زراعة داخل الأوعية الدموية" تُعرف باسم "Stentrode"، وهي تقنية تسمح للمرضى الذين يعانون من إعاقات حركية بتحويل أفكارهم ونواياهم إلى أوامر رقمية مباشرة، يتم تنفيذها على أجهزة "آيباد" أو "آيفون" أو حتى نظارة "Vision Pro" المبتكرة.

تحكم ذهني

ففي شهر أغسطس الماضي، أعلنت شركة "Synchron" عن حالة نجاح مبهرة لمريض مصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، استطاع هذا المريض "التنقل بين التطبيقات" وكتابة النصوص الطويلة على جهاز "آيباد" دون استخدام يديه أو حتى صوته.

تمكن المريض من تحقيق هذا الإنجاز بالاعتماد الكلي على واجهة التفكير، التي تربط شريحة "Stentrode" بنظام "Switch Control" المدمج داخل نظام التشغيل "iPadOS"، مما أثبت فاعلية تقنية التحكم الذهني في الحياة اليومية.

كما أطلقت "آبل" "بروتوكول BCI HID" (واجهة إدخال باستخدام إشارات الدماغ) لدمج هذه التقنية بشكل أصيل وعميق داخل أنظمتها التشغيلية، مؤكدة بذلك أن تقنية الدماغ لم تعد مجرد أداة طبية علاجية فقط، بل ستصبح مكوناً أساسياً مستقبلياً في منظومة الأجهزة الذكية القادمة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً