الإثنين، 15 ديسمبر 2025

12:02 ص

شركات "فورتشن 500" تتكبد 4.4 مليار دولار خسائر أولية بسبب مخاطر تبني الذكاء الاصطناعي

ai

ai

A A

كشف استطلاع رأي عالمي شامل، أجرته شركة خدمات الأعمال والاستشارات الكبرى "إي واي" (EY)، أن عملية تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي لا تزال محفوفة بالتكاليف والمخاطر الكبيرة في مراحلها التنفيذية الأولى، وأكد هذا الاستطلاع أن جميع الشركات الكبرى التي بدأت بالفعل في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي تكبدت "خسائر مالية أولية"، وصل إجمالي هذه الخسائر المسجلة إلى مبلغ ضخم بلغ 4.4 مليار دولار.

شمل الاستطلاع عينة ضخمة من 975 مديراً تنفيذياً حول العالم، وهم المسؤولون المباشرون عن الإشراف على عمليات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل مؤسساتهم، وتضمنت العينة شركات تتجاوز مبيعاتها السنوية حاجز المليار دولار، مما يعكس شمولية النتائج ودقتها في قطاع الأعمال الكبير.

أسباب الخسائر

تعلقت الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تسجيل هذه الخسائر المالية الضخمة والمبكرة بثلاثة عوامل جوهرية، كان أبرزها "عدم الامتثال" الكامل للمتطلبات والمعايير التنظيمية والقانونية الجديدة التي تحيط باستخدام الذكاء الاصطناعي.

كما شملت الأسباب الفشل في التحكم في "نتائج غير دقيقة والتحيز" التي تنتجها أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى قرارات مشوهة أو منحازة كلفت الشركات أخطاءً باهظة، وإضافة إلى ذلك، سُجل "تأخر أهداف الاستدامة"، حيث لم تتحقق الوعود المرتبطة بأهداف الاستدامة البيئية المتوقعة من استخدام هذه التقنيات.

أشارت النتائج بوضوح إلى تراجع كبير في العديد من "مؤشرات الأداء الحيوية" للشركات المتبنية للذكاء الاصطناعي، مقارنة بالتوقعات المرجوة من هذه التقنية، وتضمنت هذه المؤشرات تراجعاً في نمو الإيرادات المتوقعة، وعدم تحقق التوفير المأمول في التكاليف التشغيلية، وحتى انخفاض في مستوى رضا الموظفين.

أوضح جو ديبا، الرئيس العالمي للابتكار في شركة "إي واي"، أن الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرة هائلة على تحسين الكفاءة والإنتاجية العامة للشركات، "لكن الاستفادة الفعلية" لهذه المكاسب تتأخر في الظهور على المدى القريب.

وأشار ديبا إلى أن السبب يعود إلى أن "تلك المكاسب" المتحققة من الكفاءة يتم "إعادة استثمارها" بالكامل في إنجاز مزيد من العمل والمهام، وليس بالضرورة في خفض التكاليف التشغيلية الفورية، أو تحقيق إيرادات إضافية عاجلة.

مفهوم المسؤولية

على الرغم من هذه الخسائر الأولية الكبيرة التي تكبدتها الشركات، لا يزال المدراء التنفيذيون متفائلين بأن اعتماد الذكاء الاصطناعي "سيحقق في نهاية المطاف" منافع مالية وتشغيلية ضخمة، ويشير استطلاع "إي واي" إلى أن مفتاح التحول من مرحلة الخسارة إلى مرحلة الربح يكمن في تطبيق مبدأ "الذكاء الاصطناعي المسؤول".

يركز هذا المفهوم الأخلاقي والتقني على مجموعة صارمة من المعايير والمقاييس، التي تحدد ما إذا كانت الشركات قد وضعت "سياسات داخلية قوية" وفعالة لـ "حوكمة الذكاء الاصطناعي" في عملياتها، وأصدرت إرشادات واضحة لا لبس فيها للاستخدام العادل والأخلاقي.

وقد سجلت الشركات التي كانت "أكثر تقدماً" في تطوير وتطبيق سياسات الذكاء الاصطناعي المسؤول أداءً أقوى بكثير، ظهر هذا التفوق بشكل ملحوظ في مؤشرات المبيعات، وفي قدرتها على توفير التكاليف المستهدفة، وكذلك في ارتفاع مستويات رضا الموظفين.

تقييم سطحي

يأتي هذا الاستطلاع الهام في ظل تصاعد موجة "القلق" داخل سوق رؤوس أموال المخاطر حول العالم، حيث يحذر كبار مسؤولي الاستثمار من أن شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة تجتذب مبالغ "قياسية" من رؤوس أموال المخاطرة (Venture Capital).

في المقابل، بدأت التقييمات المالية لهذه الشركات تظهر على أنها "سطحية" وغير واقعية، ولا تعكس بالضرورة الأداء المالي الحقيقي أو العوائد الملموسة التي يمكن تحقيقها على المدى المتوسط، مما ينذر بتضخم محتمل في فقاعة التقييمات.

وفي هذا الصدد، قال بريان ييو، وهو كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق الثروة السيادي السنغافوري "جي آي سي" (GIC)، إن "أي شركة ناشئة لها أي صلة ولو كانت بسيطة بالذكاء الاصطناعي" تحصل حالياً على "تقييم يعادل أضعافاً ضخمة" لأي إيرادات صغيرة يمكنها تحقيقها فعلياً، مما يطرح علامات استفهام حول استدامة هذه التقييمات الضخمة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً