الذكاء الاصطناعي يتحول إلى “شاهد سري” في قضايا القتل والحرائق
ai killer
لم يعد الذكاء الاصطناعي، الذي تمثله روبوتات الدردشة الشهيرة مثل "ChatGPT"، مجرد أداة مساعدة عابرة تستخدم في العمل أو الدراسة الأكاديمية فحسب، بل بدأ يقتحم المشهد الجنائي بقوة ليعمل كـ "شاهد رقمي" صامت أو دليل إدانة حاسم في القضايا المعقدة، ويكمن الخطر الكبير في أن الطابع الودود والمريح لهذه الروبوتات يخدع المستخدمين ويوهمهم بوجود خصوصية وسرية، وهي غير موجودة على الإطلاق في الواقع الرقمي.
تسلط حادثتان بارزتان وخطيرتان وقعتا مؤخراً في ولاية فلوريدا الأمريكية الضوء بشكل واضح على هذا التحول المقلق في دور التكنولوجيا، حيث كشفت هذه الوقائع عن فجوة جوهرية ومقلقة في فهم المستخدمين لطبيعة التفاعل الحقيقي مع هذه التكنولوجيا الناشئة.
سؤال قاتل
في مدينة دي لاند بولاية فلوريدا، تعرض مراهق يبلغ من العمر $13$ عاماً للقبض من قِبل الشرطة المحلية، وذلك بعد أن قام بطرح سؤال مباشر جداً ومثير للريبة على منصة "ChatGPT" حول "كيفية قتل صديقه"، هذا الاستفسار شكل دليلاً أولياً قوياً ضده.
كان الكشف عن هذا الاستفسار فورياً، حيث جرى رصده بواسطة برنامج مراقبة مدرسي متخصص يُعرف باسم "Gaggle"، والذي يراقب نشاط الطلاب الرقمي، وأبلغ البرنامج السلطات المختصة بشكل مباشر وفوري بالواقعة، مما أدى إلى القبض على الفتى في غضون ساعات قليلة من طرحه للسؤال.
توضح هذه الواقعة درساً قاسياً حول "الخصوصية" المفقودة، حيث تبين أن جميع المحادثات المتبادلة مع روبوتات الدردشة تُسجَّل وتُراقب بشكل مستمر، ويمكن أن تكون عرضة لرقابة الشركات المطورة أو الآباء، أو حتى أجهزة إنفاذ القانون عند الضرورة.
فالواجهة الودية والمريحة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي تخلق وهماً زائلاً بوجود سرية كاملة، بينما في الحقيقة، يُعامل كل سؤال أو طلب يُطرح على التطبيق كـ "بيانات" يمكن الوصول إليها ومراجعتها في أي وقت.

حريق كارثي
في حادثة أخرى تحمل تبعات أخطر بكثير، أعلنت السلطات الأمريكية عن توقيف رجل من ولاية فلوريدا يُدعى جوناثان ريندركنيخت، وذلك بتهمة إشعال "حريق كارثي" دمّر أجزاء واسعة من ولاية كاليفورنيا وأودى بحياة $12$ شخصاً في مطلع عام $2025$، هنا، تحوّل "ChatGPT" إلى "دليل إدانة محوري" لا يمكن تجاهله.
كشفت وثائق رسمية صادرة عن وزارة العدل أن المتهم استخدم "ChatGPT" في طرح "سؤال مباشر ومريب" حول تبعات فعلته، حيث سأل التطبيق: "هل سيتم اعتباري مسؤولاً إذا اشتعل حريق بسبب سيجارتي؟"، وكان رد التطبيق عليه واضحاً وحاسماً: "نعم".
لم يقتصر الأمر على الدليل النصي، بل اشتملت الأجهزة الرقمية التي صادرتها السلطات على "دليل بصري" إضافي وقوي، حيث عثر المحققون على صورة أنشأها المتهم عبر "ChatGPT"، تُظهر غابة مشتعلة وحشوداً من الناس تهرب مذعورة من النيران، وقام بإنشاء هذه الصورة قبل وقوع الحريق الفعلي بأشهر عديدة.
ساعدت هذه البيانات الرقمية المتكاملة، سواء النصية أو البصرية، المحققين في إثبات صلته المباشرة والكبيرة بالحادث الكارثي، ويواجه ريندركنيخت الآن تهمة "تدمير الممتلكات عن طريق الحرق"، وهي جريمة فيدرالية خطيرة قد تصل عقوبتها القصوى إلى السجن لمدة $20$ عاماً.
وعي قانوني
يؤكد الخبراء القانونيون على أن الخطر الحقيقي لا يكمن في "التكنولوجيا نفسها" أو قدراتها المتزايدة، بل يكمن في "سوء فهم المستخدمين" لحدود هذه التكنولوجيا والتوقعات الخاطئة للخصوصية، فالتفاعل مع الذكاء الاصطناعي ليس مجرد محادثة خاصة بضمانات سرية مطلقة.
بل يجب التعامل معه كـ "نشاط رقمي يُسجَّل ويُخزَّن" بالكامل، ويمكن استخدامه كدليل قانوني وإدانة ضد صاحبه في حال الضرورة القصوى، وتظل هذه الحقيقة أهم ما يجب أن يعيه مستخدمو التقنية في العصر الحالي.
ومع التزايد المستمر في اعتماد الأفراد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، تتزايد الحاجة الماسة إلى وضع "أطر قانونية واضحة" ومفصلة تنظم استخدام هذه الأدوات الجديدة، وضرورة العمل على توعية المستخدمين بشكل مستمر بأن كل طلب أو سؤال يمكن أن يُعامل كدليل ضدهم مستقبلاً.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً