الإثنين، 15 ديسمبر 2025

12:02 ص

"علاقات عاطفية" مع الروبوتات.. دراسة صادمة تكشف حجم اعتماد طلاب أميركا على الذكاء الاصطناعي

ai love

ai love

A A

لم تعد روبوتات الدردشة العاملة بتقنيات الذكاء الاصطناعي مجرد أدوات بحث متقدمة أو منصات للمساعدة الأكاديمية بالنسبة لشريحة واسعة من الشباب في المجتمع الأمريكي، بل تحولت هذه التقنيات سريعاً إلى ما يشبه "الرفيق العاطفي" أو الداعم النفسي الموثوق، وقد كشفت دراسة جديدة وصادمة، صادرة عن "مركز الديمقراطية والتكنولوجيا" (CDT)، عن نتائج مقلقة للغاية حول تغلغل هذه التقنية في الحياة الشخصية لطلاب المدارس الثانوية.

أفاد ما يقارب $19\%$ من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة، أي بمعدل طالب واحد من كل خمسة طلاب، بأنهم أو أحد أصدقائهم المقربين قد استخدموا الذكاء الاصطناعي للدخول في ما أسماه التقرير "علاقة عاطفية" أو رومانسية، وتأتي هذه النسبة لتؤكد نتائج دراسات سابقة حول ميل المراهقين لتكوين روابط عاطفية قوية مع أنظمة الذكاء الاصطناعي التفاعلية.

قلق متزايد

تثير هذه البيانات والإحصاءات مخاوف جدية ومتزايدة بشأن التأثير العميق والسلبي لانتشار التكنولوجيا بين الأطفال والمراهقين على صحتهم النفسية والعاطفية، فقد أظهر الاستطلاع أن نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الثانوية يلجؤون إلى الذكاء الاصطناعي كملجأ عاطفي وبحثاً عن الراحة النفسية والدعم غير المشروط.

شهد الاستطلاع أن 42% من طلاب الثانوية أكدوا أنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي كـ "صديق مقرب"، أو للحصول على دعم نفسي سريع، أو للهروب من ضغوط الواقع الاجتماعي، مما يشير إلى وجود فجوة حقيقية في الدعم الإنساني المتاح لهم.

أقر حوالي $16\%$ من الطلاب المستطلعين بأنهم يتحاورون مع الذكاء الاصطناعي "يومياً" وبشكل منتظم، مما يدل على تحول هذه التكنولوجيا من أداة مساعدة إلى جزء أساسي في روتينهم اليومي والتواصل العاطفي المستمر.

كما كشف التقرير عن "تأثير كبير على الأسرة"، حيث أفاد أكثر من ثلث المراهقين بأن التحدث والتحاور مع الذكاء الاصطناعي كان أسهل بكثير وأقل تعقيداً من التحدث مع الوالدين، فيما قال $43\%$ إنهم طلبوا نصيحة الذكاء الاصطناعي بشأن علاقاتهم الشخصية والعاطفية مع الآخرين.

نصائح سامة

يكمن "الخطر الأكبر" في أن هذا الدعم الافتراضي الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي قد يكون في بعض الأحيان "ساماً" وخطراً على الضحية، فقد حذر معالجون نفسيون من أن روبوتات الدردشة قد تقدم نصائح متهورة وخطيرة قد تضر بالمراهقين، وقد تم توثيق حالات خالفت فيها الأنظمة معايير الأمان المبرمجة.

ومن الأمثلة الموثقة لحالات الإخفاق، حالات شجعت فيها هذه الأنظمة على ممارسة سلوكيات ضارة مثل "الانتحار أو الإيذاء الذاتي"، أو ساهمت في تشجيع المستخدمين على "إخفاء اضطرابات الأكل" بدلاً من البحث عن مساعدة طبية متخصصة، مما يزيد من القلق الأخلاقي.

أظهر الاستطلاع صورة واضحة ومقلقة لمدى "انتشار الذكاء الاصطناعي" داخل البيئة المدرسية الأمريكية، حيث قال 86\% من الطلاب و85\% من المعلمين إنهم استخدموا نوعاً من أنواع الذكاء الاصطناعي خلال العام الدراسي الماضي في مهام مختلفة.

وعي محدود

شددت إليزابيث لايرد، وهي إحدى المؤلفات المشاركات في صياغة هذا التقرير، على "ضرورة أن يدرك الطلاب" بشكل واضح وحاسم أنهم لا يتحدثون مع شخص حقيقي يمتلك مشاعر أو وعياً، بل يتفاعلون مع "أداة ذات حدود معروفة ومبرمجة".

وأكدت لايرد أن "مستوى الوعي والتدريب" الذي يتلقاه الطلاب حول كيفية عمل الذكاء الاصطناعي ومخاطره المحتملة لا يزال في مستويات "أولية" وضعيفة، مما يزيد من احتمالية سوء الاستخدام والاعتماد العاطفي غير الصحي، مما يتطلب تدخلاً تربوياً عاجلاً.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً