الجمعة، 19 ديسمبر 2025

11:52 ص

"الروبوت البشري H2"..قدرات مدهشة في الرقص وخدمة العملاء والرعاية

robot h2

robot h2

A A

كشفت شركة "Unitree Robotics" الصينية المتخصصة عن أحدث نسخة متطورة من روبوتها الشبيه بالبشر، الذي يحمل اسم "H2"، يمثل هذا الروبوت المتقدم، الذي يبلغ طوله 180 سنتيمتراً، "تحولاً استراتيجياً" وواضحاً في فلسفة الشركة التكنولوجية، إذ يركز التطوير الجديد على تحقيق البراعة الفائقة والدقة المتناهية في الحركة والمناورة بدلاً من مجرد السرعة المطلقة، وهو ما كان السمة البارزة والأساسية في سلفه "H1" الفائز في "أولمبياد الروبوتات" السابق.

يأتي الروبوت "H2" بهيكل ميكانيكي محسّن بالكامل، ونظام مفاصل جديد ومبتكر يتضمن نقاط حركة إضافية تزيد من مرونته، كما زُوّد بآلية مطورة ومحكمة في منطقة الفخذ تمنحه توازناً استثنائياً وقدرة على المناورة المتقدمة، مما يمكنه من محاكاة المشي والالتفاف البشري بدقة لافتة للنظر، وهذه التحسينات تعزز من قدرته على العمل في بيئات معقدة.

عرض مدهش

استعرضت شركة "Unitree" قدرات الروبوت "H2" في مقطع فيديو دعائي "مدهش ومتقن"، حيث أدى الروبوت حركات راقصة احترافية تليق بـ "عروض برودواي المسرحية" الشهيرة، ثم عاد ليُظهر قدراته البارعة في أداء حركات الكونغ فو الصينية بتوازن مذهل ودقيق للغاية.

يهدف هذا التقديم المتنوع إلى إظهار "نضوج نظام التحكم" في الحركة لدى الروبوت، وقدرته التقنية على الجمع بين الرشاقة الفنية والدقة البصرية والقوة الميكانيكية، مما يبرهن على تكامل الأداء، كما خضع تصميم الهيكل الخارجي للروبوت لتغيير شامل ليصبح "أقرب إلى هيئة الإنسان" قدر الإمكان.

زُوِّد الروبوت "H2" بملامح واقعية وبعض الملابس، في محاولة لتقليل "المسافة النفسية" أو حاجز الرهبة بين البشر والآلة، ضمن المساعي الحثيثة للشركة من أجل "الدمج الاجتماعي للروبوتات" وجعلها مقبولة كجزء من الحياة اليومية، مما يمهد لدمجها في مجالات الخدمات.

لم يعد الدور المتوقع للروبوت "H2" مقتصراً على مجرد العروض الاستعراضية المبهرة أو التجارب المخبرية، بل صُمم ليصبح جهازاً "متعدد المهام" وقادراً على العمل بفعالية في الحياة اليومية، وتوضح "Unitree" أن الروبوت موجه لأداء "أدوار عملية" في قطاعات مختلفة تحتاج إلى تدخل الآلة.

مهام الخدمة

تشمل هذه الأدوار العملية، العمل في "القطاع التجاري" لتقديم خدمات العملاء والضيافة، وفي مجال "الرعاية الصحية" للمساعدة في المستشفيات والعيادات الطبية، وأيضاً في "الأعمال المنزلية" اليومية.

يمكن لـ "H2" تنفيذ المهام الدقيقة التي تتطلب حساسية عالية في التعامل مع الأشياء الصغيرة أو القابلة للكسر، مما يمثل تحولاً واضحاً نحو نقل الروبوتات من نطاق التجارب الهندسية إلى "الاستخدام العملي" اليومي وجعلها جزءاً فعلياً من القوى العاملة البشرية.

تأتي هذه الخطوة الصينية في وقت تتسارع فيه المنافسة العالمية لتطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر بشكل غير مسبوق، ويُعد "H2" منافساً قوياً ومباشراً لشركات عريقة مثل "Figure" الأميركية، التي كشفت مؤخراً عن روبوتها "Figure 03" المخصص للاستخدام المنزلي والصناعي.

يتم تطوير روبوت "Figure 03" بالشراكة الاستراتيجية مع شركة "BMW" للعمل في مصانعها، ويُعتبر هذا التطور جزءاً من اتجاه عالمي جديد يُعرف باسم "الذكاء الفيزيائي" (Physical AI)، الذي يجمع بفعالية بين الذكاء الاصطناعي والقدرات الميكانيكية المتقدمة للروبوت.

الذكاء الفيزيائي

في هذا السياق التقني، تطور شركة "Nvidia" منصتها الحاسوبية القوية "Jetson Thor" التي وصفتها بأنها "العقل الإلكتروني الأكثر تطوراً للروبوتات" حالياً، مما يتيح للروبوتات معالجة البيانات بسرعة واتخاذ القرارات الذكية في البيئة المادية المعقدة.

تتصدر دولة الصين هذا السباق التكنولوجي العالمي بقوة، حيث أعلنت عن استثمار حكومي ضخم جداً يصل إلى نحو 138 مليار دولار أمريكي، وذلك لدعم قطاعات الروبوتات والذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، ضمن خطتها الاستراتيجية "AI+" التي تمتد حتى عام 2035.

تهدف هذه الخطة الاستراتيجية الكبرى إلى "دمج الروبوتات البشرية" في مختلف القطاعات الاقتصادية لمعالجة التحديات السكانية المتزايدة، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى التي تواجه المجتمع الصيني، مما يؤكد على الرؤية المستقبلية البعيدة المدى للبلاد في مجال التكنولوجيا.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً