"آبل" تعزز الإيرادات.. إعلانات مدفوعة قادمة إلى تطبيق "الخرائط" ابتداءً من عام 2026

تواصل شركة "آبل" الأمريكية المضي قدماً وبشكل واضح في استراتيجيتها الهادفة إلى "توسيع نطاق أعمالها" الإعلانية داخل منظومتها الرقمية الواسعة، وذلك بهدف رئيسي هو تعزيز إيرادات قطاع الخدمات الذي أصبح يشكل أهمية كبرى لأرباحها، وقد كشف تقرير صادر عن وكالة "بلومبرغ" الإخبارية أن "آبل" تستعد لإطلاق ميزة جديدة ومهمة تسمح بظهور "إعلانات تجارية مدفوعة" داخل تطبيق "Apple Maps" الشهير.

من المتوقع أن تبدأ "آبل" في تطبيق هذه الخطوة بشكل فعلي على أرض الواقع ابتداءً من عام $2026$ المقبل، مما يفتح مصدراً جديداً للدخل من خرائطها، وستتيح آلية العمل الإعلاني الجديدة للمطاعم والمتاجر والشركات المحلية المختلفة "الدفع مقابل إبراز مواقعها" وخدماتها مباشرة في نتائج البحث على تطبيق الخرائط، مما يضمن لهم ظهوراً متقدماً.

آلية العمل

ستكون هذه التجربة الإعلانية مشابهة جداً لخدمة "Search Ads" القائمة حالياً بنجاح في متجر التطبيقات (App Store)، حيث تظهر الأنشطة التجارية في مواقع "مروّجة وواضحة" للمستخدمين عند البحث عن كلمات مفتاحية معينة، وتهدف هذه المنهجية إلى ربط البحث بالمكان مباشرة.

تخطط الشركة لـ "تدعيم هذه الواجهة" الإعلانية الجديدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وذلك بهدف تحسين جودة النتائج المعروضة وتخصيصها لتكون أكثر ملاءمة وفاعلية، وفقاً لسلوك المستخدم واهتماماته وسجل بحثه داخل التطبيق، مما يزيد من احتمالية تفاعله مع الإعلان.

تأتي هذه الخطوة في ظل "مفارقة غريبة" تضع "آبل" في موضع تساؤل، حيث تواصل الشركة تقديم نفسها كـ "مدافع رئيسي" عن خصوصية المستخدمين بشكل علني، خاصة بعد إطلاق سياسة "App Tracking Transparency" (ATT) في عام 2021.

هذه السياسة قلصت قدرة المنافسين على تتبع المستخدمين، وهو ما كلفهم "خسائر بمليارات الدولارات"، ورغم تقييد "آبل" لعمليات التتبع الخارجي للتطبيقات الأخرى، يرى المراقبون أن الشركة لا تزال "تستفيد من بيانات الاستخدام" التي تجمعها داخل منظومتها الخاصة بها.

صراع الربح

تشمل هذه البيانات نشاط المستخدم داخل متصفح "Safari" وتطبيق "Apple News" ومتجر "App Store"، وذلك لاستخدامها في "تخصيص الإعلانات" التي تنوي عرضها، مما يشكل نوعاً من التتبع الداخلي المقبول لديها، ويرى الكثير من العملاء أن تجربة أجهزة "آبل" يجب أن تظل "نظيفة" وخالية من المظاهر التجارية المزعجة وغير المرغوبة، خاصة بالنظر إلى الأسعار المرتفعة التي يدفعونها مقابل أجهزة "آيفون" و "آيباد" الفاخرة.

يُخشى أن تتحول تجربة استخدام أجهزتهم إلى مساحة إعلانية "شبيهة بالمنصات المجانية" أو منخفضة التكلفة، مما قد يكسر الصورة الذهنية المترسخة لعلامة "آبل" التجارية كعلامة متميزة، وتدرك "آبل" جيداً "حساسية هذه الخطوة" الجديدة وتأثيرها المحتمل على عملائها المميزين، ولذلك تراهن على تقديم نموذج إعلاني يقوم على مبدأ "الإعلانات المفيدة".

وهي إعلانات تُفترض أن "تضيف قيمة حقيقية" وملموسة للمستخدم في لحظة البحث، مثل تسهيل الوصول السريع إلى مطعم قريب جداً أو متجر يقدم عروضاً مغرية في نطاق بحثه الجغرافي، مما يجعل الإعلان خدمة وليس إزعاجاً.

تعمل "آبل" أيضاً على "توسيع نطاق إعلاناتها" ليشمل تطبيقات وخدمات أخرى في منظومتها، مثل تطبيقي "Apple Books" و "Apple Podcasts"، لزيادة الإيرادات بشكل تدريجي، كما تخطط الشركة لإطلاق نموذج "اشتراك لخدمة Apple TV+" يكون مدعوماً بالإعلانات، مقابل سعر شهري أقل، وهو ما يعزز خيارات المستهلك الترفيهية.