تأمين المحادثات السحابية.. واتساب يعتمد مفاتيح المرور البيومترية لتشفير النسخ الاحتياطية

أطلقت خدمة "واتساب" المملوكة لشركة "ميتا" تحديثاً جديداً ومحورياً يهدف إلى "تعزيز أمان المستخدمين" وسلامة بياناتهم بشكل غير مسبوق، حيث أصبح بالإمكان الآن تأمين وحماية النسخ الاحتياطية (Backups) من المحادثات والملفات، والتي تُخزن سحابياً، وذلك بواسطة تقنية "مفاتيح المرور" (Passkeys) الحديثة، .

تزيد هذه الخطوة بشكل كبير من قوة "التشفير الطرفي" (End-to-End Encryption) للمحادثات المخزنة في خدمات التخزين السحابي مثل "جوجل درايف" أو "آي كلاود"، مما يجعل اختراقها أصعب بكثير، في السابق، كان يتم تشفير النسخة الاحتياطية عبر مفتاح رقمي مكون من $64 \text{ رقماً}$ أو كلمة مرور تقليدية صعبة التذكر، أما الآن، فيسمح التحديث الجديد بفك التشفير بشكل أكثر يسراً.

الأمان البيومتري

يتم فك التشفير عبر استخدام مفتاح المرور، والذي يتمثل في "وسائل التحقق البيومترية" الآمنة، وتشمل هذه الوسائل: بصمة الوجه (Face ID) أو بصمة الإصبع (Touch ID) أو مفتاح قفل الشاشة المعتاد للمستخدم، وتضمن هذه الميزة حصول المستخدم على "مستوى تشفير متقدم" جداً يصعب اختراقه من أي طرف خارجي أو قراصنة محتملين.

بينما تظل مهمة فك التشفير وإعادة الوصول إلى المحادثات "سهلة ومباشرة" على المستخدم شخصياً، وذلك عبر استخدام وسائل التحقق البيومترية المخزنة على جهازه، وتُعد مفاتيح المرور (Passkeys) المعيار الجديد العالمي لتأمين الحسابات الرقمية المختلفة، وتعتمد بشكل أساسي على بروتوكول FIDO المفتوح والمعترف به.

تقدم هذه المفاتيح "مزايا تفوق كلمات المرور" التقليدية التي يمكن تخمينها أو سرقتها، وذلك بفضل أمانها العالي وسهولة استخدامها الفائقة، وتتيح الآلية للمستخدمين الدخول إلى حساباتهم باستخدام البصمات أو تقنية التعرف على الوجه، بدلاً من إدخال كلمات المرور الطويلة والقابلة للاختراق، مما يعزز تجربة تسجيل الدخول.

مزايا المفاتيح

تُخزن مفاتيح المرور بشكل "مشفر محلياً" على أجهزة المستخدم نفسه، مما يضمن "عدم إرسال بيانات الدخول" الحساسة عبر الشبكة العنكبوتية المفتوحة، وبالتالي يتم تقليل فرص التعرض لهجمات التصيد أو القرصنة بشكل كبير، وقد بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم، مثل آبل (منذ نظام iOS 16) و جوجل و مايكروسوفت (منذ نظام Windows 11)، في اعتماد هذه التقنية بشكل متسارع كبديل آمن.

إلى جانب هذا التعزيز الكبير في الأمان، تختبر منصة "واتساب" حالياً "إصداراً جديداً" من تطبيقها يعمل مباشرة على ساعات أبل ووتش الذكية، وذلك عبر خدمة TestFlight المخصصة للتطبيقات التجريبية، مما يوسع من نطاق استخدامها، وتشمل الميزات الجديدة في التطبيق التجريبي للساعة "قراءة الرسائل والرد عليها" بشكل فوري ومباشر من واجهة الساعة.

الساعة الذكية

كما يمكن للمستخدمين "التفاعل مع المحادثات" عبر الرموز التعبيرية السريعة، وتسجيل الرسائل الصوتية بشكل مباشر على أبل ووتش دون الحاجة لتشغيل التطبيق على هاتف آيفون، مما يتيح المزيد من الحرية، ويعمل هذا الإصدار التجريبي على الساعات التي تكون متصلة بهاتف آيفون الخاص بالمستخدم، في خطوة هامة لتوفير "تجربة مراسلة فورية" أكثر تكاملاً وحرية من التقييد بالهاتف المحمول، مما يجعل الرد على الرسائل أسرع وأسهل في الحركة.

يؤكد هذا التحديث المزدوج على استراتيجية "واتساب" التي تركز على "الأمان المتقدم" من جهة، والتوسع في منصات الاستخدام القابلة للارتداء من جهة أخرى، لتبقى الخدمة هي الخيار الأول للمراسلة الفورية على مستوى العالم.