سامسونج تسترد صدارة DRAM بأرباح ضخمة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي

كشفت مصادر مطلعة في الصناعة لوكالة يونهاب الإخبارية أن شركة سامسونج العملاقة حققت أرباحًا تشغيلية فاقت 18 تريليون وون، وهو ما يعادل تقريبًا 12.2 مليار دولار، خلال الربع الرابع من عام 2025، ويُعتبر هذا الرقم إنجازًا ماليًا كبيرًا للشركة.

وقد اعتمد الجزء الأكبر والأهم من هذه الأرباح القياسية على أداء قسم Device Solutions (DS)، وهو القسم المسؤول عن إنتاج شرائح الذاكرة المتطورة وعمليات خطوط التصنيع لأشباه الموصلات.

قفزة هائلة

من المتوقع والمؤكد أن يكون قسم حلول الأجهزة DS قد ولّد أرباحًا تشغيلية تجاوزت 15 تريليون وون، وهي قفزة مالية هائلة وغير مسبوقة، حيث تمثل هذه الزيادة ارتفاعًا بنسبة 422 بالمئة مقارنة بالأداء المالي الذي تم تسجيله في العام الماضي، وهذا الارتفاع الصاروخي يؤكد عودة قوية ومذهلة لعملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي إلى المسار الربحي بعد التحديات التي واجهها في الأرباع السابقة.

وبفضل هذه القفزة الضخمة في الإيرادات، تستعد شركة سامسونج الآن لاستعادة مركز الصدارة في سوق إيرادات شرائح الذاكرة الديناميكية DRAM عالميًا، وهو المركز الذي كانت قد فقدته لصالح منافستها المحلية SK Hynix في الربع الأول من عام 2025، ويُذكر أن سامسونج حافظت على هيمنتها على هذا السوق الحساس لمدة 33 عامًا متواصلة قبل خسارتها المؤقتة لهذه الصدارة، مما يرفع من قيمة هذا الإنجاز الحالي.

كانت شركة SK Hynix قد استغلت بشكل جيد وفعّال حالة الازدهار التي يشهدها قطاع الذكاء الاصطناعي (AI) لتعزيز مكانتها، وذلك من خلال توسيع أعمالها في مجال شرائح HBM عالية النطاق الترددي التي تعتبر ضرورية لمعالجة البيانات الضخمة، وقد أدى هذا التوسع المخطط له إلى تحقيق نمو كبير وملموس في إيراداتها، مما مكنها من انتزاع الصدارة من سامسونج بشكل مؤقت.

ارتفاع الأسعار

تُعزى هذه العودة القوية والمذهلة لسامسونج إلى عامل محوري يتمثل في الارتفاع المتواصل والمستمر في أسعار ذاكرة DRAM على مستوى العالم، ويُعزى هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى التوسع المحموم والمتسارع في بناء البنية التحتية الخاصة بـ الذكاء الاصطناعي، وخاصة في مراكز البيانات الضخمة التي تتطلب كميات هائلة من الذاكرة عالية الأداء، وقد دفع هذا الطلب غير المسبوق أسعار الذاكرة إلى مستويات غير مسبوقة تاريخيًا.

تعمل سامسونج في الوقت نفسه على تطوير تقنيات شرائح HBM الخاصة بها بخطوات متسارعة وقوية، وذلك بهدف الاقتراب بشكل كبير من مستوى الأداء الذي تقدمه منافستها SK Hynix، مما يضمن قدرتها على المنافسة في قطاع الذاكرة الموجهة للذكاء الاصطناعي، ويُعد هذا التطور التكنولوجي الداخلي ضروريًا للحفاظ على الزخم الحالي وتأمين ريادتها في المستقبل، خاصة مع استمرار طفرة الذكاء الاصطناعي.

على سبيل المثال، تجاوز متوسط سعر ذاكرة DDR4 بسعة 8 جيجابايت حاجز 8 دولارات في شهر نوفمبر، وهذا يمثل زيادة واضحة وملموسة بلغت نسبتها 15.7 بالمئة مقارنة بالشهر السابق مباشرة، مما يؤكد حدة الموجة التضخمية التي تضرب أسعار شرائح الذاكرة، ويُلاحظ أن الارتفاع كان أكثر حدة وقسوة عند مقارنة الأسعار الحالية بأسعار شهر مارس الماضي، والتي كانت عند مستوى متدنٍ بلغ 1.35 دولار فقط، وهو ما يظهر حجم القفزة السعرية.

وتشير التوقعات في السوق إلى استمرار هذا الاتجاه التصاعدي، حيث يُتوقع أن ترتفع أسعار الذاكرة بنسبة كبيرة تصل إلى 50 بالمئة بين الربعين الثالث والرابع من العام، مما يضمن تدفق المزيد من الأرباح على الشركات المصنعة للذاكرة، وتؤكد هذه الأرقام والبيانات أن قطاع الذاكرة عاد ليصبح المحرك الرئيسي للنمو والربحية لشركة سامسونج، ويساعدها في ترسيخ هيمنتها التكنولوجية والمالية.