سامسونج تطلق تقنية HPB لإنهاء "حمى" المعالجات بنسبة 30%

ابتكرت شركة سامسونج حلاً ثورياً لمشكلة الاختناق الحراري التي طالما أرقت معالجات الهواتف الذكية, ويحمل هذا الابتكار اسم "كتلة تمرير الحرارة" (HPB) المدمجة في معالجها الجديد Exynos 2600.

عانت معالجات سامسونج السابقة من لقب "إكسينوس" الذي بات مرادفاً لمشاكل الحرارة وضعف الأداء تحت الضغط, لكن يبدو أن هذه الأيام قد ولت بفضل تقنية HPB المذهلة, التي تبشر بعصر جديد من البرودة والكفاءة غير المسبوقة للمعالجات.

تُعدّ هذه التقنية الجديدة بمثابة ثورة صامتة بدأت تلفت انتباه كبرى الشركات المصنعة للرقاقات في العالم, مما يشي بتغيرات كبيرة قادمة في صناعة أشباه الموصلات.

هندسة التبريد

غيرت "مسابك سامسونج" قواعد اللعبة تماماً في طريقة تغليف معالج التطبيقات Exynos 2600, حيث اتخذت قراراً جريئاً باستبدال موقع ذاكرة "دي رام" بكتلة تبريد.

قامت سامسونج بدمج مشتت حراري متطور يعتمد على النحاس ضمن تقنية HPB ووضعته مباشرة فوق الشريحة الرئيسية, بينما جرى نقل الذاكرة إلى الجانب.

يضمن التلامس المباشر للمشتت الحراري مع المعالج تبديداً استثنائياً وسريعاً للانبعاثات الحرارية عبر الهيكل النحاسي المخصص, فكانت النتيجة المباشرة هي تحقيق برودة أكبر.

سجلت الشريحة الجديدة انخفاضاً مذهلاً في الحرارة وصل إلى 30% في المتوسط, وذلك عند مقارنتها بالجيل السابق من معالجات الشركة تحت نفس ظروف الاختبارات المعيارية.

المنافسون والحل

كشفت تقارير إخبارية كورية جنوبية موثوقة عن خطط طموحة لسامسونج لإتاحة تقنية التغليف HPB لعملائها الآخرين, الأمر الذي يشمل منافسين عملاقين مثل كوالكوم وآبل.

تذكر التقارير أن آبل كانت قد حولت تصنيع شرائح A10 الخاصة بها إلى شركة "تي إس إم سي" في عام 2016, وتبعتها كوالكوم لاحقاً مع معالج Snapdragon 8 Gen 1+ في عام 2022.

تواجه كوالكوم حالياً تحديات كبيرة مع معالجها الأحدث "سناب دراغون 8 إيليت الجيل الخامس" الذي يعاني من ارتفاع واضح في درجة الحرارة واستهلاك مرتفع للطاقة, حيث يصل إلى 19.5 واط.

بينما يسجل معالج آبل A19 Pro استهلاكاً لا يتجاوز 12.1 واط في نفس الاختبارات, مما يبرز حجم المشكلة الحرارية التي تحتاج لحل عاجل لدى كوالكوم.

قوة الأداء البارد

يُعزى الارتفاع الكبير في حرارة معالج كوالكوم الجديد إلى اعتماده على تردد مرتفع في أنوية الأداء الستة التي يتضمنها تصميمه, وهذا يزيد العبء الحراري بشكل ملحوظ.

أظهرت الاختبارات المسربة الداخلية لمعالج Exynos 2600 أن النواة الرئيسية فيه تعمل بتردد يفوق أنوية كوالكوم بنسبة 4.6% فقط, لكنها تحافظ على درجة برودة منخفضة بفضل تقنية HPB المبتكرة.