"GPT-5.2" يواجه "جروك" في سباق محموم للسيطرة على الذكاء التوليدي

كشفت شركة "أوبن إيه آي" مؤخرًا عن إطلاق نموذجها الجديد GPT-5.2، في أحدث تحديث ضمن سلسلة نماذج الذكاء الاصطناعي القوية التي يعتمد عليها روبوت الدردشة الشهير "شات جي بي تي"، ويأتي هذا التطور في ظل سباق متسارع ومحتدم بين كبرى شركات التقنية العالمية للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي الناشئ.

جاء هذا الإصدار الجديد لـ "أوبن إيه آي" وسط حديث متزايد في الأوساط التقنية المتخصصة عن تحديات حقيقية تواجه الشركة، تتعلق بشكل أساسي بتراجع نسبي في قاعدة مستخدميها الأساسيين، مع توجه أعداد منهم نحو الحلول المنافسة التي باتت تقدم مستويات متقدمة، وأبرز هذه الحلول نموذج "جيميني 3" من جوجل.

منافسة شرسة

فرض نموذج "جروك 4.1"، الذي تعمل على تطويره شركة xAI التابعة لرجل الأعمال إيلون ماسك، نفسه كلاعب أساسي ومنافس قوي في هذا المشهد التكنولوجي المعقد، على الرغم من أن المنافسة تبدو محتدمة تقليديًا بين "GPT-5.2" و**"جيميني 3"**، وقد سجل "جروك" نتائج لافتة ومبهرة في عدة اختبارات معيارية مهمة، وذلك وفقًا لتقارير تقنية حديثة وموثوقة.

يُتاح نموذج GPT-5.2 للمستخدمين الراغبين في تجربته عبر منصة "شات جي بي تي" المعتادة، بينما يمكن الوصول إلى نموذج "جروك 4.1" من خلال منصة Grok Chat التابعة للشركة، ويشترك النموذجان في تقديمهما لتجربة روبوت دردشة متقدمة ومتكاملة، مع توفر دعم إنشاء الصور مباشرة من داخل المنصة لكليهما.

يُتيح "شات جي بي تي" في مجال المحتوى المرئي إنشاء مقاطع فيديو احترافية بالاعتماد على أداته التوليدية المعروفة باسم Sora 2، في حين يوفر "جروك" إمكانيات موازية لإنتاج الصور والفيديو عبر أداة Grok Imagine الخاصة به.

تُشير المقارنات التقنية الدقيقة في هذا المجال إلى أن هذه الأدوات لإنشاء الفيديو لا تزال متأخرة بعض الشيء عن حلول منافسة أخرى، مثل أداة Veo 3 من جوجل وأداة Ray3 التي طورتها شركة LumaAI.

الانتشار والسعر

يتمتع "شات جي بي تي" بأفضلية واضحة وملموسة على مستوى الانتشار العالمي الواسع، بفضل عملية دمجه في عدد أكبر بكثير من المنتجات والخدمات والتطبيقات المختلفة، وذلك مقارنة بمنصة "جروك" التي يقتصر استخدامها بشكل أساسي على بيئة محدودة نسبيًا حتى الآن.

يتعين على المستخدم الذي يرغب في الوصول إلى الميزات الكاملة لنموذج GPT-5.2 الاشتراك في باقة Pro من "شات جي بي تي"، والتي تبدأ تكلفتها من 20 دولارًا شهريًا، وقد تصل إلى 200 دولار أمريكي وفقًا لحجم ونوع الاستخدام.

لا يتيح نموذج "جروك" أحدث إصداراته بشكل مجاني، حيث يقتصر الاستخدام المجاني على نسخة أقدم من النموذج، بينما يبدأ الاشتراك في باقة SuperGrok الأكثر تقدمًا من 30 دولارًا شهريًا، وقد يصل إلى 300 دولار شهريًا.

يمتلك بذلك نموذج GPT-5.2 ميزة سعرية واضحة ومباشرة للمستخدمين، لكن المفاضلة النهائية والحقيقية بين النموذجين المتنافسين لا يمكن أن تُحسم بناءً على الأرقام المالية وحدها.

يظل اختيار النموذج الأنسب والأفضل مرتبطًا بشكل وثيق بطبيعة استخدام كل فرد أو مؤسسة، ومدى توافق أداء الذكاء الاصطناعي الفعلي مع المهام العملية المحددة المطلوبة، وهو ما يجعل التجربة المباشرة للأدوات هي الفيصل الحقيقي في هذا السباق التقني المحموم والمتسارع.