الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

04:30 ص

جوجل تنهي حقبة المراقبة المجانية لبيانات المستخدمين المسربة للدارك ويب

دارك ويب

دارك ويب

A A

أعلنت شركة جوجل رسمياً عن اتخاذ قرار يقضي بإنهاء خدمة مراقبة "الدارك ويب" المجانية، اعتباراً من مطلع عام 2026 القادم، وتأتي هذه الخطوة المفاجئة لتضع حداً لواحدة من أهم أدوات الخصوصية التي قدمتها الشركة لجمهورها، حيث كانت تتيح للملايين حول العالم تتبع بياناتهم الشخصية ومعرفة ما إذا كانت قد تعرضت للبيع أو التداول غير المشروع عبر المنصات المشبوهة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الأمان الرقمي للأفراد.

بدأت الخدمة مسيرتها التقنية كميزة حصرية لمشتركي باقات "Google One" المدفوعة، قبل أن تقرر الشركة إتاحتها لكافة أصحاب الحسابات المجانية في منتصف عام 2024، وسمحت هذه الأداة للمستخدمين بتلقي إشعارات فورية في حال رصد معلوماتهم الحساسة، مثل الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف المسربة، والتي غالباً ما كانت تظهر للعلن نتيجة اختراقات كبرى لقواعد بيانات الشركات والمواقع الإلكترونية العالمية.

أمن البيانات

أوضحت جوجل أن قرار الإيقاف جاء بناءً على دراسة دقيقة للملاحظات التي تلقتها من المستخدمين، حيث تبين أن التقارير المقدمة لم تكن توفر خطوات عملية كافية بعد اكتشاف واقعة التسريب، فالأداة كانت تكتفي بإبلاغ الشخص بوجود بياناته على الويب المظلم دون تقديم إرشادات واضحة حول كيفية تأمين الحسابات المتضررة، وهذا النقص في الفعالية دفع الشركة لإعادة النظر في استراتيجيتها المتعلقة بتوفير أدوات حماية أكثر شمولية.

تخطط الشركة للتوقف عن مراقبة أي نتائج أو بيانات جديدة بحلول منتصف شهر يناير لعام 2026، حيث سيتم تجميد قواعد البيانات ومنع وصول أي تحديثات تتعلق بالاختراقات الأمنية الأخيرة، ويمثل هذا التاريخ البداية الفعلية لتعطيل محركات البحث المخصصة للدارك ويب التابعة لجوجل، مما يتطلب من المستخدمين البدء في البحث عن بدائل برمجية أخرى، لضمان استمرار رقابتهم على هويتهم الرقمية وحمايتها من عمليات الاحتيال المتزايدة.

جدول الإيقاف

سيختفي الوصول إلى تقارير المراقبة المخزنة حالياً في حسابات المستخدمين بشكل نهائي في السادس عشر من فبراير، وبمجرد حلول هذا الموعد لن يكون بمقدور أي شخص مراجعة سجلات التسريبات القديمة أو استرجاع المعلومات المتعلقة بالبيانات المسروقة سابقاً، لذا ينصح خبراء التقنية بضرورة أخذ لقطات شاشة أو تدوين المواقع التي تعرضت للاختراق، وذلك لاتخاذ التدابير اللازمة مثل تغيير كلمات المرور قبل حذف البيانات نهائياً من خوادم جوجل.

أضافت الشركة خياراً يتيح للمستخدمين القلقين بشأن خصوصيتهم حذف ملفات المراقبة الخاصة بهم يدوياً قبل المواعيد المحددة، وذلك عبر قسم خاص في الصفحة الرسمية للأداة يمنحهم السيطرة الكاملة على مسح سجلات تتبعهم.

وتؤكد جوجل أن هذه الخطوة تهدف لتطهير البيانات الشخصية وضمان عدم بقائها في الأرشيف الرقمي، مع استمرار الشركة في تطوير تقنيات بديلة تركز على الوقاية الاستباقية بدلاً من مجرد رصد النتائج بعد وقوع الضرر.

خيارات بديلة

تسعى جوجل حالياً لتوجيه المستخدمين نحو أدوات أمان مدمجة داخل متصفح كروم ونظام أندرويد، مثل فحص كلمات المرور المخترقة وتنبيهات الأمان المتقدمة التي تعمل في الوقت الحقيقي.

وتعتبر الشركة أن دمج وظائف الحماية داخل المنتجات الأساسية سيكون أكثر فاعلية من تقديم أداة منفصلة لمراقبة الدارك ويب، وهو ما يتماشى مع رؤيتها الجديدة لتبسيط تجربة المستخدم وتعزيز الأمان دون إرهاقه بتقارير تقنية معقدة قد لا يستطيع التعامل معها.

يؤكد المحللون أن قرار جوجل قد يفتح الباب أمام شركات الأمن السيبراني المتخصصة لتقديم خدمات مماثلة بمقابل مادي، فالحاجة لمراقبة الويب المظلم تزداد مع تعقد الهجمات الإلكترونية وتطور أساليب القرصنة.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة ظهور تطبيقات جديدة تركز على تقديم حلول علاجية فورية بجانب التنبيهات، لمساعدة الضحايا على استرداد حساباتهم أو تجميد بطاقاتهم الائتمانية المسربة، لضمان حماية أصولهم المالية والمعلوماتية بشكل كامل.

يعبر مستخدمو خدمات جوجل عن تخوفهم من فقدان هذه الميزة المجانية التي كانت تمثل صمام أمان للأسر والأفراد غير المتخصصين، فسهولة الوصول للتقارير كانت تمنحهم طمأنينة نسبية حول وضعهم القانوني والرقمي.

ومع اقتراب عام 2026 يصبح من الضروري تعزيز الوعي الشخصي حول ممارسات التصفح الآمن، وتجنب استخدام نفس كلمات المرور لعدة حسابات، لتقليل حجم الخسائر في حال وقع تسريب جديد بعيداً عن أعين مراقبة جوجل.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً