أوبن إيه آي تكسر القيود وتستعد لإطلاق "وضع البالغين" بذكاء

تعتزم شركة "أوبن إيه آي" إحداث تحول جذري في سياسات المحتوى الخاصة بمنصتها الشهيرة "ChatGPT"، حيث تخطط لإطلاق ميزة "وضع البالغين" الجديدة كلياً خلال الربع الأول من عام 2026 القادم.

وتهدف هذه الخطوة الجريئة إلى منح المستخدمين قدرة أكبر على استكشاف موضوعات تتطلب مسؤولية عالية، مع الحفاظ على التوازن بين حرية التعبير الرقمي وبين معايير السلامة العامة التي تفرضها المنظومات التقنية الحديثة.

أكدت فيدجي سيمو، الرئيسة التنفيذية للتطبيقات بالشركة، أن الميزة المرتقبة ستتزامن مع إطلاق الإصدار المتطور "GPT-5.2"، مشيرة إلى أن هذا التوجه يهدف لتجهيز المنصة لاستيعاب أنواع جديدة من التفاعل البشري الرقمي.

وتأتي هذه التصريحات خلال إحاطة إعلامية كشفت فيها عن نية الشركة التوسع في آفاق الذكاء الاصطناعي، بما يخدم تطلعات البالغين في الحصول على إجابات أكثر عمقاً وتحرراً من القيود التقليدية السابقة.

رقابة ذكية

تختبر الشركة حالياً نظاماً متقدماً للغاية للتحقق من الأعمار في عدة دول حول العالم، حيث تعتمد هذه التقنية على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لفحص هوية المستخدمين بدقة تتجاوز آليات التصريح الذاتي الضعيفة.

ويضمن هذا النظام الجديد وصول المحتوى المخصص للبالغين إلى الفئات العمرية المؤهلة قانونياً فقط، مما يقلل بشكل كبير من المخاطر المرتبطة بتعرض المراهقين أو الأطفال لمواد قد لا تتناسب مع مراحلهم العمرية الحالية.

سيبقى "وضع البالغين" معطلاً بشكل تلقائي وافتراضي في جميع الحسابات لضمان أقصى درجات الأمان الرقمي، ولن يتم تفعيل هذه الخاصية إلا بناءً على رغبة صريحة وطلب مباشر من المستخدم بعد تجاوزه لكافة اختبارات التحقق من السن.

وتعكس هذه السياسة رغبة الشركة في جعل الوصول للمحتوى الحساس مقصوراً على أصحابه الفعليين، مع ضمان عدم تسلل هذه الميزات إلى واجهات الاستخدام العامة التي يعتمد عليها ملايين الطلاب والباحثين.

توازن المحتوى

تخطط "أوبن إيه آي" لبدء الإطلاق الرسمي لهذه الميزة في سوق الولايات المتحدة الأمريكية أولاً كمرحلة تجريبية كبرى، على أن تتبعها الأسواق العالمية والناطقة بالعربية تدريجياً فور التأكد من نجاح آليات الرقابة والتحقق.

ويأتي هذا القرار بعد سلسلة من الانتقادات التي طالت الشركة بسبب القيود الصارمة التي فرضتها سابقاً، والتي كانت تهدف في المقام الأول إلى حماية الصحة النفسية للمستخدمين وتقليل احتمالات توليد محتوى ضار أو غير لائق.

صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، بأن التوجه الجديد يهدف لإعادة ضبط القيود بشكل أكثر توازناً وعدلاً، خاصة وأن الأدوات الأمنية أصبحت الآن أكثر تطوراً وقدرة على التمييز بين السياقات المختلفة.

وتسعى الشركة من خلال هذه الأدوات إلى احترام مبدأ "معاملة البالغين كبالغين"، مما يسمح بفتح آفاق جديدة من الحوار والنقاش حول موضوعات كانت تعتبر في السابق "محظورة" أو خاضعة لرقابة صارمة تحول دون الحصول على إجابات وافية.

تخصيص المساعد

تستعد المنصة لطرح نسخة محدثة خلال الأسابيع القليلة القادمة تتيح للمستخدمين تخصيص شخصية المساعد الذكي، حيث سيتمكن المستخدم من اختيار أسلوب التفاعل الذي يناسبه بشكل أكثر تعبيراً وحرية.

ويعتبر هذا التحديث بمثابة التمهيد التقني والنفسي لتقبل ميزات "وضع البالغين" القادمة، حيث سيمتلك المساعد الافتراضي قدرة أكبر على محاكاة الشخصيات البشرية الحقيقية في الحوارات العميقة والمطولة التي تتطلب مرونة فكرية واسعة.

تحذر الشركة في تقاريرها الداخلية من أن شهر ديسمبر الحالي سيشهد توسعاً أولياً في نطاق المحتوى المخصص للبالغين، وذلك ضمن خطة استراتيجية شاملة تهدف لتحديث بنود الخدمة وسياسات الاستخدام العالمية.

ويهدف هذا التوسع لضمان عدم وجود صدمة تقنية للمستخدمين عند الإطلاق الرسمي في عام 2026، مع التأكيد المستمر على أن الأمان يظل الأولوية القصوى مهما زادت درجة التحرر في الردود البرمجية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي.

تعمل فرق التطوير في "أوبن إيه آي" على نموذج سري يحمل اسم "Garlic" لمنافسة المحركات الكبرى الأخرى، ويُشاع أن هذا النموذج هو الذي سيتولى إدارة مهام "وضع البالغين" بفضل قدراته الفائقة في فهم الفروق الدقيقة بين اللغات واللهجات.

ويساهم هذا الابتكار في جعل ChatGPT أكثر ذكاءً وقدرة على تقديم محتوى ناضج يحترم الثقافات المختلفة، مع الالتزام التام بالمعايير القانونية والأخلاقية التي تنظم عمل شركات التكنولوجيا في الأسواق الدولية.