Ubisoft تستعيد كبار مبدعيها وتستحوذ على مشروع أمازون الضخم

تستعد شركة يوبي سوفت العالمية لتسجيل حضور طاغٍ في سوق ألعاب "موبا" التنافسي، حيث أعلنت رسمياً عن إتمام صفقة استحواذ استراتيجية شملت استوديو أمازون جيمز مونتريال.

وتضمنت هذه الصفقة السيطرة الكاملة على لعبة "مارش أوف جاينتس" الواعدة، والتي تخضع حالياً لمراحل اختبارية دقيقة تهدف إلى تقديم تجربة قتالية مجانية ومبتكرة لمجتمع اللاعبين حول العالم، مما يعكس رغبة الشركة الفرنسية في تنويع محفظتها الرقمية.

تنتقل بموجب هذا الاتفاق ملكية المشروع وفريق التطوير المتكامل إلى مظلة يوبي سوفت، في حين قررت شركة أمازون التراجع عن دور المطوّر المباشر والتركيز على الجوانب التسويقية، حيث ستستغل أمازون منصة "تويتش" الشهيرة لدعم اللعبة وتعزيز انتشارها بين جمهور البث المباشر، ويمثل هذا التعاون نموذجاً جديداً للشراكات بين عمالقة التكنولوجيا لضمان نجاح المشاريع الطموحة التي تتطلب خبرات تطويرية متخصصة وقاعدة جماهيرية عريضة.

عودة الكبار

تكتسب هذه الصفقة أهمية مضاعفة نظراً للأسماء الكبيرة التي عادت إلى أحضان يوبي سوفت، حيث يقود المشروع الجديد المبدع خافيير ماركيز الذي وضع حجر الأساس للعبة "رينبو سيكس سيج"، ويرافقه في هذه المهمة المنتج المخضرم ألكسندر باريزو المدير السابق لاستوديو تورنتو، وتراهن الشركة على خبرات هذا الثنائي في بناء مجتمعات ألعاب تنافسية مستدامة، قادرة على البقاء في قمة الاهتمام لسنوات طويلة كما حدث مع مشاريعهم السابقة.

يعود فريق مونتريال المحترف للعمل تحت قيادة مألوفة مما يضمن انسيابية العمل وتطوير الأفكار، وتهدف يوبي سوفت من خلال هذه الكوادر إلى سد الفجوة في إنتاجاتها من ألعاب القتال الجماعي، خاصة وأن الفريق يمتلك رؤية واضحة حول كيفية دمج العناصر التكتيكية مع أسلوب اللعب السريع، وهو ما جعل الإدارة العليا في الشركة تندفع نحو هذه الصفقة دون تردد، واثقة في قدرة هؤلاء المبدعين على صناعة ظاهرة عالمية جديدة.

عالم العمالقة

تقدم لعبة "مارش أوف جاينتس" تجربة فريدة تعيد صياغة مفاهيم حروب الستيمبانك التاريخية، حيث تدور أحداث القتال في عالم مستوحى من أجواء الحرب العالمية الأولى بطابع ميكانيكي مذهل، ويشارك اللاعبون في معارك بنظام أربعة ضد أربعة داخل مسارات لعب تقليدية لكنها محملة بروح عسكرية مكثفة، ويتحكم كل فريق في عمالقة آليين ضخمة تمتلك قدرات تدميرية هائلة قادرة على تغيير مجرى المواجهات في لحظات حاسمة ومثيرة.

تعتمد اللعبة على دمج الجيوش التي يتم التحكم بها عبر الذكاء الاصطناعي مع قرارات اللاعبين، مما يخلق بيئة قتالية حية تتطلب تنسيقاً عالياً واستراتيجيات بعيدة المدى، وتتميز الخرائط بتصميم يحاكي الساحات العسكرية الحقيقية مع لمسات فنية تعزز من الانغماس في التجربة، وقد أظهرت الاختبارات الأولية أن اللعبة تمتلك إمكانات واعدة لتقديم أسلوب لعب مختلف عما هو سائد في ألعاب "موبا" التقليدية التي سيطرت على الساحة لسنوات.

مستقبل واعد

أبدت يوبي سوفت تفاؤلاً كبيراً بالنتائج التي حققتها اختبارات "الألفا" المغلقة على أجهزة الحاسب، ورغم أن الاهتمام الجماهيري كان محدوداً في البداية إلا أن المراجعات التقنية أشارت إلى وجود أفكار ثورية، وتسعى الشركة حالياً إلى صقل هذه اللمسات المبتكرة وتحويلها إلى ميزات تنافسية تجذب المحترفين والهواة على حد سواء، ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تكثيفاً في عمليات التطوير لإطلاق النسخة الكاملة للجمهور.

تطمح الشركة إلى تحويل "مارش أوف جاينتس" إلى ركيزة أساسية في قطاع الألعاب الرياضية الإلكترونية، مستفيدة من البنية التحتية القوية التي تمتلكها في تنظيم البطولات العالمية، ويمثل هذا الاستحواذ رسالة واضحة للمنافسين بأن يوبي سوفت لم تتخلَّ عن طموحاتها في السيطرة على الألعاب الجماعية، بل إنها تستعد لمرحلة جديدة من الابتكار والنمو، مدعومة بخبرات بشرية فذة ومشروع تقني يمتلك كل مقومات النجاح المستقبلي في سوق مليء بالتحديات.