إنستجرام تغزو شاشات المنازل بنسخة مخصصة لمشاهدة مقاطع ريلز

أعلنت شركة إنستجرام العالمية عن إطلاق تطبيقها الجديد المخصص كلياً لأجهزة التلفاز الذكية، حيث تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى نقل تجربة مشاهدة مقاطع "ريلز" الشهيرة إلى الشاشات الكبيرة.

ويقتصر التطبيق في نسخته الحالية على عرض الفيديوهات القصيرة فقط مع وعود بتطوير ميزات إضافية، وذلك في إطار سعي الشركة المستمر لمنافسة منصات الفيديو المنزلية وتوسيع قاعدة مستخدميها خارج نطاق الهواتف.

بدأت الشركة مراحل الاختبار الفعلية للتطبيق داخل الولايات المتحدة عبر أجهزة أمازون، ومن المقرر أن يتوسع نطاق التوفر ليشمل مناطق جغرافية أخرى وأنظمة تشغيل متنوعة قريباً، ويسمح التطبيق للمستخدمين بإضافة ما يصل إلى خمسة حسابات مختلفة على نفس الجهاز، مما يسهل عملية التنقل بين أفراد العائلة الواحدة وتخصيص المحتوى بما يتناسب مع اهتمامات كل فرد منهم بشكل مستقل.

تسهيلات ذكية

ينظم التطبيق الجديد مقاطع الفيديو ضمن قنوات منفصلة تعتمد على خوارزميات الاهتمام الشخصي، كما يوفر ميزة البحث المتقدم التي تتيح اكتشاف صناع المحتوى والحسابات الرائجة بكل سهولة، وتخطط إنستجرام لإضافة خصائص تفاعلية مستقبلية تتيح استخدام الهاتف المحمول كجهاز تحكم عن بُعد، بالإضافة إلى توفير ميزة المشاهدة المشتركة التي تهدف إلى تعزيز الجانب الاجتماعي للترفيه المنزلي الرقمي.

يحرص النظام الجديد على توفير واجهة مستخدم سلسة تتناسب مع طبيعة أجهزة التلفاز، إذ تم تحسين أسلوب التنقل بين القوائم والمقاطع لضمان تجربة بصرية مريحة وغير معقدة، وتستهدف الشركة من هذا التحديث جذب صناع المحتوى لتقديم فيديوهات بجودة عالية تليق بالعرض على الشاشات الكبيرة، مما يفتح آفاقاً جديدة للإبداع الرقمي بعيداً عن قيود الشاشات الصغيرة التي اعتاد عليها جمهور المنصة.

أمان العائلة

يولي التطبيق اهتماماً بالغاً بمعايير الأمان والسلامة الرقمية لجميع أفراد الأسرة، حيث يعتمد نظام تصنيف عمري يبدأ من سن الثالثة عشرة مع فرض قيود صارمة على محتوى المراهقين، وتطبق الشركة نفس إجراءات الحماية المتوفرة في تطبيق الهاتف لتقييد التعليقات أو الحسابات غير المناسبة، مما يضمن بيئة مشاهدة آمنة تماماً لمن هم دون سن الثامنة عشرة داخل المنزل.

تسمح إعدادات الخصوصية المتقدمة للوالدين بالتحكم في نوعية المقاطع التي تظهر على الشاشة الرئيسية، وذلك عبر أدوات تقنية تمنع وصول المحتوى الحساس إلى الأطفال بشكل تلقائي وفعال، ويعكس هذا التوجه رغبة ميتا في تقديم منصة ترفيهية مسؤولة تجمع بين التسلية والحماية، وهو ما يعزز من ثقة العائلات في استخدام التطبيق كبديل عصري لقنوات التلفاز التقليدية التي تفتقر للتفاعل.

آفاق مستقبلية

تتوقع الأوساط التقنية أن يغير هذا التطبيق من خارطة المنافسة مع منصات مثل يوتيوب وتيك توك، خاصة وأن إنستجرام تمتلك مخزوناً هائلاً من المحتوى البصري الجذاب الذي يناسب المشاهدة الجماعية، وستعمل الشركة في المراحل القادمة على دمج تقنيات إعلانية تتوافق مع طبيعة التلفاز، مما يوفر فرصاً تسويقية جديدة للعلامات التجارية التي ترغب في الوصول إلى المستهلكين في لحظات استرخائهم.

يمثل إطلاق Instagram for TV بداية لمرحلة جديدة من التكامل بين الأجهزة الذكية المختلفة، حيث تسعى الشركة لتوحيد تجربة المستخدم عبر كافة المنصات التي يتفاعل معها بشكل يومي، ومع استمرار التحديثات البرمجية سيصبح التطبيق جزءاً لا يتجزأ من نظام الترفيه المنزلي، مما يؤكد على مرونة إنستجرام وقدرتها على التكيف مع التغيرات السريعة في سلوكيات المشاهدة الرقمية الحديثة.