سامسونج تشعل شغف الكوريين بهاتفها القابل للطي Galaxy Z TriFold

أعلنت التقارير الواردة من السوق الكورية الجنوبية عن نفاذ كامل الكمية المتاحة من هاتف سامسونج الثوري الجديد، حيث شهدت منصات البيع إقبالاً جنونياً أدى إلى بيع كافة الوحدات في غضون دقيقتين فقط.

وتأتي هذه الواقعة بعد أيام قليلة من نفاذ الدفعة الأولى التي طُرحت في الأسواق، مما يعكس حالة الترقب الكبيرة التي تحيط بأول هاتف يحمل تقنية الطي الثلاثي من العملاق التكنولوجي، ويؤكد قدرة الشركة على جذب الأنظار لإصداراتها الفاخرة.

تُشير المعطيات الميدانية إلى أن سامسونج قد تعمدت طرح كميات محدودة جداً من الجهاز في السوق المحلي، حيث كشفت مصادر مطلعة أن الدفعة الأولى لم تتجاوز الألف وحدة فقط منذ بدء عملية البيع الرسمية.

ومع طرح الدفعة الثانية لم يتخطَّ إجمالي الأجهزة المباعة حاجز الثلاثة آلاف وحدة، مما يضع علامات استفهام حول قدرة الشركة الإنتاجية لهذا النوع من الشاشات المعقدة، أو رغبتها في خلق حالة من الندرة المفتعلة لزيادة الطلب.

زخم إعلامي

تعتمد استراتيجية سامسونج الحالية على صناعة بريق إعلامي يحيط بهاتفها الجديد عبر سياسة "القطارة" في التوزيع، إذ يرى خبراء التسويق أن نفاذ الكميات في دقائق معدودة يمنح المنتج صبغة الحصرية والتميز أمام الجمهور العالمي.

وبالرغم من ضآلة الأرقام مقارنة بعدد السكان الضخم في كوريا، إلا أن العناوين الإخبارية التي تتحدث عن نفاذ المخزون تخدم الصورة الذهنية للشركة، وتجعل الهاتف يتصدر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي كأكثر الأجهزة طلباً.

تجنبت الشركة الانتظار حتى اكتمال مخزون ضخم يكفي الطلبات المتزايدة قبل إطلاق الحدث الرسمي للبيع، واختارت المضي قدماً في طرح دفعات صغيرة تضمن لها البقاء تحت أضواء الصحافة التقنية لفترات أطول.

ويعزز هذا التوجه من قيمة الجهاز التسويقية في الأسواق الخارجية التي تترقب وصوله، حيث يُنظر إلى نفاذ الكمية في كوريا كمؤشر على جودة الابتكار ونجاح التصميم الهندسي الجديد الذي يقدمه هاتف "جالاكسي زد تراي فولد" المتطور.

توزيع دولي

يستعد الهاتف الجديد للانطلاق نحو آفاق عالمية أوسع خلال الأسابيع القليلة القادمة، حيث تشمل قائمة الوجهات المرتقبة أسواقاً حيوية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والصين، ويتوقع المتابعون أن تكرر سامسونج نفس السيناريو في إدارة المخزون بهذه الدول لضمان استمرارية الضجيج الإعلامي حول المنتج، مما يجعل الحصول على الجهاز في أيامه الأولى مهمة صعبة تتطلب سرعة كبيرة في الحجز عبر المواقع الإلكترونية الرسمية.

تتجه الأنظار أيضاً نحو تايوان وسنغافورة كأهم المحطات الآسيوية التي ستحتضن الجهاز القابل للطي في مرحلته الثانية، ويُنتظر أن يكون المعروض هناك محدوداً بنفس القدر الذي شهدناه في سيول لتعزيز مكانة الهاتف كقطعة تقنية فاخرة ونادرة، وتراهن الشركة على أن هذا الأسلوب سيقلل من الضغوط اللوجستية في البداية، ويسمح لها بمراقبة أداء الشاشات المبتكرة في أيدي المستخدمين الأوائل قبل التوسع في عمليات التصنيع والإنتاج الضخم للجمهور العام.

مخزون محدود

واجهت الشركة انتقادات طفيفة من بعض المستخدمين الذين لم يتمكنوا من إتمام عملية الشراء بسبب السرعة الخاطفة لنفاذ الكمية، إلا أن هذه الانتقادات غالباً ما تتحول إلى رغبة أكبر في الانتظار والترقب للدفعة القادمة مهما كان ثمنها، وتؤكد التقارير أن سامسونج توازن بدقة بين تكاليف التصنيع العالية لهذه التقنية وبين رغبتها في الهيمنة على سوق الهواتف القابلة للطي، خاصة مع دخول منافسين جدد يحاولون تقديم تصاميم مشابهة في الأسواق الآسيوية الكبرى.

يُعد هاتف Galaxy Z TriFold رهاناً كبيراً لمستقبل سامسونج في قطاع الهواتف الرائدة، حيث يمثل قمة ما وصلت إليه هندسة المواد وتقنيات العرض المرنة التي تنفرد بها الشركة، وسيبقى نجاحه مرهوناً بمدى قدرة العملاق الكوري على زيادة الإنتاج تدريجياً لتلبية رغبات الملايين، مع الحفاظ على ذات الجودة العالية التي جعلت منه أسرع هاتف ينفد من المتاجر في عامنا الحالي، ليرسم بذلك خريطة جديدة لمستقبل الأجهزة الذكية القابلة للتحول.