طفرة رقمية وتصدر محلي في قائمة تطبيقات "أبل" بالسعودية

يستعد المجتمع الرقمي في المملكة العربية السعودية لوداع عام حافل بالتحولات التقنية الكبيرة، حيث كشفت الإحصائيات الختامية لمتجر "أبل" عن خارطة اهتمامات المستخدمين التي تنوعت بين الحلول اللوجستية والذكاء الاصطناعي، لتعكس هذه القائمة طبيعة النمط الاستهلاكي المتسارع الذي يشهده السوق السعودي في الوقت الراهن.

يتصدر تطبيق "كيتا" لتوصيل الطعام المشهد الرقمي بانتزاعه المركز الأول في عدد التحميلات، مما يؤكد اشتداد المنافسة في قطاع الخدمات اللوجستية الذي بات يعتمد كلياً على سرعة التنفيذ وتجربة المستخدم، في ظل نمو مطرد للخدمات التي تلامس الاحتياجات اليومية للأفراد بشكل مباشر وبسيط.

يشغل مساعد الذكاء الاصطناعي الشهير "ChatGPT" المرتبة الثانية عالمياً ومحلياً ليكون أيقونة العام التقنية، حيث بات الاعتماد عليه في تزايد مستمر لإنجاز المهام الأكاديمية والعملية بكفاءة عالية جداً، متفوقاً بذلك على الكثير من التطبيقات التقليدية التي كانت تسيطر على المراكز الأولى في الأعوام الماضية.

صدارة تقنية

يبرز مصرف "STC Bank" كقوة ضاربة في قطاع التكنولوجيا المالية بحلوله الرقمية المتطورة التي جذبت الملايين، إذ يعكس هذا التواجد القوي في المركز الثالث مدى ثقة المستخدم السعودي في الخدمات البنكية المبتكرة، وقدرة الشركات الوطنية على تقديم بدائل ذكية تغني عن التعاملات الورقية والتقليدية المرهقة.

يستمر تطبيق "جوجل جيميناي" في المنافسة الشرسة ضمن قطاع الذكاء الاصطناعي بحلوله التفاعلية والبرمجية المتميزة، ليثبت أن التوجه العام نحو الأتمتة والتقنيات التوليدية لم يعد مجرد رفاهية بل ضرورة ملحة، تفرض نفسها بقوة على الهواتف الذكية لمواكبة التطور العالمي المتسارع في مختلف المجالات العلمية.

يقتحم تطبيق "براق" للتمويل قائمة الخمسة الكبار ليجسد صعود نموذج "اشترِ الآن وادفع لاحقاً" في المملكة، حيث توضح الإحصائيات أن المستهلكين يميلون بشكل متزايد نحو الخدمات التي توفر مرونة مالية عالية، وتساعدهم على إدارة ميزانياتهم الشخصية بذكاء يتوافق مع رؤية المملكة الرقمية الشاملة لعام ألفين وثلاثين.

يحافظ تطبيق "تيمو" للتجارة الإلكترونية على جاذبيته الكبيرة بفضل العروض والخصومات التي يقدمها للجمهور السعودي، بينما يواصل "تيك توك" الهيمنة على قطاع الترفيه وصناعة المحتوى المرئي القصير الذي يجذب فئات الشباب، مما يجعلهما ركيزتين أساسيتين في قائمة التحميلات الأكثر رواجاً خلال هذا العام المنصرم.

حضور وطني

تتألق منصة "ثمانية" العربية كواحدة من أبرز تطبيقات المحتوى والبودكاست التي حجزت مكاناً متقدماً في القائمة، حيث تعبر هذه المرتبة عن وعي ثقافي متنامٍ ورغبة في استهلاك محتوى عربي نوعي ومميز، يلبي تطلعات المستمعين الباحثين عن المعرفة والترفيه الهادف في قالب عصري وجذاب وتقني.

ينضم تطبيق "واتساب" الشهير إلى قائمة العشرة الأوائل كأداة لا غنى عنها في التواصل الفوري واليومي، متبوعاً بتطبيق "نينجا" الذي يعزز من حضور قطاع توصيل الطعام والطلبات السريعة في السوق المحلي، لترسم هذه المجموعة لوحة متكاملة من التطبيقات التي تمزج بين التواصل الاجتماعي والخدمات الحيوية الضرورية.

تظهر التطبيقات الحكومية مثل "نفاذ" و"أبشر" في مراكز متقدمة لتعكس النجاح الباهر لمبادرات الحكومة الإلكترونية، إذ أصبح المواطن والمقيم يعتمدان كلياً على هذه المنصات لإتمام المعاملات الرسمية في وقت قياسي، مما يضع المملكة في مقدمة الدول التي نجحت في تطويع التكنولوجيا لخدمة المجتمع وتسهيل حياته.

تنوع رقمي

تزاحم تطبيقات عالمية مثل "يوتيوب" و"إنستغرام" و"سناب شات" على بقية المراكز في قائمة العشرين الأكثر تحميلاً، حيث تظل هذه المنصات هي المتنفس الرئيسي لمشاركة الصور واللحظات اليومية ومتابعة صناع المحتوى، رغم المنافسة الشرسة من التطبيقات الصاعدة التي تحاول سحب البساط من تحت أقدام العمالقة التقليديين.

يسجل تطبيق "ثريدز" حضوراً لافتاً ضمن قائمة الاهتمامات بجانب تطبيق "كاب كات" المخصص لتحرير الفيديوهات الاحترافية، مما يشير إلى أن المستخدم السعودي أصبح منتجاً للمحتوى وليس مجرد مستهلك فقط، معتمداً على أدوات تقنية متطورة تتيح له التعبير عن أفكاره بطرق إبداعية ومبتكرة تتماشى مع العصر.

يختتم مصرف "الراجحي" القائمة بتواجده القوي الذي يبرز ريادة القطاع المصرفي السعودي في التحول الرقمي الشامل، لتؤكد كافة هذه الأرقام والبيانات الصادرة من متجر "أبل" أن السوق السعودي يمثل بيئة خصبة للابتكار، ووجهة رئيسية لكبرى الشركات التقنية العالمية التي تسعى لتعزيز تواجدها في المنطقة العربية.