الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

05:21 ص

مايكروسوفت تطالب مستخدمي "سكايب" بحفظ بياناتهم قبل الحذف النهائي

شركة مايكروسوفت

شركة مايكروسوفت

A A

أطلقت شركة مايكروسوفت تحذيراً عاجلاً ومصيرياً لملايين المستخدمين النشطين والسابقين لتطبيق "سكايب" الشهير، حيث دعتهم بضرورة التحرك الفوري والسريع لإنقاذ سجلاتهم الشخصية ومحادثاتهم التاريخية قبل فقدانها للأبد، وذلك تزامناً مع استعدادات العملاق التقني لإغلاق المنصة التي تربعت لسنوات طويلة على عرش الاتصالات الرقمية المرئية حول العالم.

يأتي هذا التحرك الرسمي في ظل خطة شاملة لإحالة التطبيق إلى التقاعد النهائي، بعد أن واجه تراجعاً كبيراً في حصته السوقية أمام صعود المنصات الحديثة، حيث قررت الشركة تركيز كافة جهودها واستثماراتها الضخمة لتطوير منصة "مايكروسوفت تيمز" الأكثر مرونة وتطوراً، والتي باتت الخيار الأول لقطاعات الأعمال والمستخدمين الأفراد في العصر الرقمي المتسارع حالياً.

شددت الشركة في بيانها التقني على أن المهلة الممنوحة لاسترجاع البيانات أوشكت على النفاد الفعلي، إذ من المقرر إغلاق كافة الأبواب الرقمية لاستعادة الملفات أو الرسائل بحلول شهر يناير من العام القادم، مما يضع المستخدمين أمام فرصة زمنية ضيقة جداً لتأمين ذكرياتهم ومستنداتهم المخزنة على خوادم الشركة قبل مسحها آلياً ودون رجعة.

نهاية المسيرة

أعلنت مايكروسوفت أن الخامس من مايو لعام ألفين وخمسة وعشرين كان الموعد الرسمي لإيقاف التشغيل، ومع ذلك فقد منحت المستخدمين فترة انتقالية إضافية لتحميل أرشيفهم الخاص من المكالمات والصور والرسائل النصية، إلا أن هذه النافذة الزمنية ستغلق تماماً مع بداية العام الجديد، لتنتهي بذلك رحلة واحدة من أكثر الأدوات تأثيراً في تاريخ التواصل الإنساني والتقني.

أكدت التقارير الفنية الصادرة أن المحتوى الذي لن يتم نقله أو حفظه يدوياً سيُحذف بصورة آلية ودائمة، ولن تتوفر لاحقاً أي حلول برمجية أو خدمات دعم فني تتيح استرجاع ما تم فقده، مما يحتم على الجميع تسجيل الدخول الفوري وتفعيل ميزة "تصدير البيانات" المتوفرة في إعدادات الحساب، لضمان الاحتفاظ بنسخ احتياطية على الأجهزة الشخصية أو السحب التخزينية الأخرى.

يمثل هذا القرار الستار الأخير في مسيرة التطبيق الذي انطلق في عام ألفين وثلاثة، حيث نجح "سكايب" حينها في تغيير ملامح الاتصال الصوتي والمرئي عبر الإنترنت بشكل جذري، وأصبح مرادفاً لمفهوم المحادثات المجانية العابرة للقارات، قبل أن يستحوذ عليه عملاق البرمجيات في صفقة مليارية كبرى عام ألفين وأحد عشر لتعزيز ترسانته من خدمات التواصل.

هيمنة تيمز

بلغ التطبيق ذروة انتشاره التاريخي بامتلاك أكثر من ثلاثمائة مليون مستخدم نشط شهرياً في منتصف العقد الماضي، إلا أن الرياح التقنية جرت بما لا تشتهي طموحات سكايب مع صعود تطبيقات الهواتف الذكية الأكثر خفة، والخدمات السحابية التي وفرت ميزات تفاعلية وتشاركية أفضل، مما دفع مايكروسوفت لاتخاذ القرار الصعب بدمج أفضل ميزاته داخل تطبيقها الأحدث "تيمز".

توضح مايكروسوفت أن التوجه نحو "مايكروسوفت تيمز" ليس مجرد تغيير في الاسم أو الواجهة، بل هو انتقال نحو بيئة عمل ذكية وشاملة تدعم الذكاء الاصطناعي والتعاون اللحظي، مما يجعل الحفاظ على "سكايب" ككيان مستقل أمراً غير مجدٍ اقتصادياً أو تقنياً، في ظل التنافس المحتدم مع شركات كبرى مثل "زووم" و"جوجل" اللتين تقدمان خدمات مشابهة ومتطورة.

أشارت الإحصائيات الأخيرة إلى أن الهجرة الجماعية للمستخدمين نحو المنصات البديلة أدت لضعف التفاعل على سكايب، وهو ما جعل تكاليف صيانة الخوادم وتحديث الثغرات الأمنية عبئاً لا يتناسب مع حجم العوائد، لتقرر الشركة أخيراً توحيد جهود مهندسيها تحت راية واحدة تضمن تقديم خدمة اتصال موحدة، تتسم بالأمان الفائق والجودة العالية التي تتطلبها بيئة العمل الحديثة.

فرصة أخيرة

يجد المستخدمون القدامى أنفسهم اليوم أمام لحظة حاسمة لاستعادة سجلات شكلت جزءاً من حياتهم المهنية والعائلية، حيث يمثل أرشيف سكايب لملايين الأشخاص مخزناً من العواطف والقرارات والذكريات التي لا تقدر بثمن، مما يجعل التحذير الأخير من مايكروسوفت بمثابة نداء استغاثة تقني، لكل من يرغب في الحفاظ على إرثه الرقمي قبل أن يختفي خلف جدران التشفير والحذف.

ينسجم هذا الإغلاق مع رؤية الشركة الرامية لتبسيط محفظة منتجاتها وجعلها أكثر وضوحاً للمستهلك النهائي، إذ تسعى مايكروسوفت لجعل "تيمز" هو التطبيق الشامل لكل شيء، بدءاً من المحادثات العائلية البسيطة وصولاً إلى المؤتمرات الدولية الكبرى، في محاولة منها للهيمنة الكاملة على سوق الاتصالات الرقمية، الذي بات يشهد تحولات جذرية في سلوكيات وطرق استخدام الأفراد.

يسدل الستار نهائياً على أيقونة التواصل الأزرق الشهيرة مع مطلع عام ألفين وستة وعشرين، ليبقى سكايب مجرد ذكرى في سجلات تاريخ الإنترنت الذي لا يتوقف عن التطور والتغيير، بينما تواصل التكنولوجيا زحفها نحو آفاق جديدة من الذكاء الاصطناعي، الذي سيحل محل الأدوات التقليدية ليصيغ لنا واقعاً مختلفاً من التواصل الإنساني والافتراضي في المستقبل القريب.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً