السبت، 27 ديسمبر 2025

12:21 م

استثمارات الاتصالات تتجاوز 10 مليارات دولار بدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

A A

تتسارع وتيرة التحول الرقمي داخل كبرى مؤسسات الاتصالات العالمية بشكل ملحوظ، حيث ضخت الشركات استثمارات ضخمة تجاوزت حاجز العشرة مليارات دولار مؤخرًا، وذلك بهدف دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في صلب عملياتها التشغيلية والخدمية لضمان التفوق التنافسي، واستدامة النمو الاقتصادي في ظل التحديات المتزايدة التي تشهدها الأسواق الدولية حاليًا.

تؤكد البيانات الميدانية أن الاعتماد على الآلات الذكية لم يعد رفاهية، بل أصبح ضرورة حتمية لتحليل أنماط استهلاك البيانات وعدد المكالمات اليومية، مما يمنح الشركات قدرة فائقة على تقسيم قاعدة عملائها إلى شرائح دقيقة للغاية، تساهم في رفع معدلات الاستجابة للعروض التسويقية بنسب تتخطى العشرين بالمائة مقارنة بالآليات التقليدية.

عوائد ضخمة

تستفيد شركات كبرى مثل "أورنج" و"هواوي" من الخوارزميات المتقدمة لفهم سلوك المستخدمين، حيث تتيح هذه الأدوات تقديم خدمات مصممة بدقة تناسب احتياجات كل فرد على حدة، وهو ما أدى فعليًا إلى تحسين تجربة المشتركين وزيادة ولائهم للعلامة التجارية، وتعزيز الموقف المالي للشركات عبر استغلال البيانات الضخمة في اتخاذ قرارات تسويقية ذكية.

تمنح الحلول البرمجية المتطورة شركات المحمول مرونة غير مسبوقة في تعديل الباقات، إذ يتم تخصيص العروض وتغييرها تلقائيًا بناءً على معدلات الاستهلاك الفعلية لكل مشترك، الأمر الذي ساهم في خفض معدلات إلغاء الاشتراك بنحو خمسة عشر بالمائة، وتحقيق قفزة نوعية في متوسط العائد الشهري لكل مستخدم بنسب تتراوح بين خمسة وثمانية بالمائة.

تساهم هذه الخوارزميات في تقليص حجم الشكاوى الفنية التي يستقبلها المشغلون بصفة دورية، وذلك عبر التنبؤ بالأعطال قبل وقوعها ومعالجتها بشكل استباقي يضمن استمرارية الخدمة، مما يعكس الأهمية القصوى للاستثمار في البنية التحتية الذكية، والتي أصبحت المحرك الرئيسي لزيادة الإيرادات السنوية في سوق يتميز بالتنافسية الشديدة والتقلبات المستمرة.

خدمة ذكية

تعتمد مراكز الاتصال الحديثة على روبوتات المحادثة الذكية لإدارة التفاعل مع الجمهور، حيث باتت هذه الأنظمة تتعامل مع أكثر من ستين بالمائة من الاستفسارات اليومية، مما أدى إلى خفض التكاليف التشغيلية بنسبة ثلاثين بالمائة، وتوفير جهد الكوادر البشرية للتعامل مع المشكلات المعقدة التي تتطلب تدخلًا مباشرًا وتفكيرًا نقديًا أعمق.

تسعى شركات مثل "فودافون" و"إي آند" إلى تقليل زمن الانتظار عبر هذه التقنيات، خاصة في الأسواق ذات الكثافة السكانية العالية مثل السوق المصري الذي يضم ملايين المشتركين، حيث تساهم الأتمتة في تحسين مستويات الرضا العام، وتقديم استجابات فورية على مدار الساعة دون الحاجة لزيادة عدد الموظفين في مراكز الدعم الفني.

تؤدي هذه التحولات الرقمية إلى تعظيم القيمة المضافة لقطاع الاتصالات بشكل عام، حيث تتحول الشركات من مجرد مزودين لخدمات الربط إلى كيانات تكنولوجية متكاملة، تعتمد في نموها على تحليل البيانات واستشراف المستقبل، وهو ما يفسر السباق المحموم بين المشغلين العالميين للاستحواذ على أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

رؤية مستقبلية

تتوقع تقارير اقتصادية متخصصة مضاعفة حجم الاستثمارات في هذا المجال خلال السنوات الخمس المقبلة، إذ لم يعد النجاح مرتبطًا فقط بعدد أبراج التغطية أو سعة الشبكات التقليدية، بل أصبح مرهونًا بمدى ذكاء الخوارزميات التي تدير التفاعلات اللحظية، وتصنع تجربة مستخدم فريدة تتسم بالسهولة والسرعة والفاعلية المطلقة في الأداء.

يشكل الذكاء الاصطناعي حاليًا أداة مزدوجة التأثير في استراتيجيات نمو شركات الاتصالات، فهو يعمل على تحسين التجربة النهائية للعميل من جهة، ويضمن تعظيم الأرباح التشغيلية من جهة أخرى، مما يجعله المحور الأساسي للخطط التوسعية، والركيزة الأولى التي يبنى عليها مستقبل التواصل الرقمي في مختلف المجتمعات المتطورة والناشئة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً