السبت، 27 ديسمبر 2025

12:24 م

الذكاء الاصطناعي يقلص زمن اكتشاف أعطال الشبكات بنسبة 30%

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

A A

تتسارع وتيرة التحول الرقمي داخل مراكز تشغيل شبكات الاتصالات العالمية بشكل غير مسبوق، حيث باتت خوارزميات الذكاء الاصطناعي هي المسؤول الأول عن تحليل مليارات البيانات الصادرة عن أبراج البث، ومراقبة حركة المستخدمين وجودة الإشارة بدقة متناهية، مما ساهم في رفع كفاءة مراقبة الشبكات بنسب تتجاوز الثلاثين بالمائة حالياً.

تؤكد شركات كبرى مثل "إريكسون" و"نوكيا" أن الاعتماد على التحليل التنبؤي الذكي قد أحدث ثورة حقيقية في استقرار الخدمة، إذ تقلص زمن اكتشاف الأعطال الفنية من ساعات طويلة إلى دقائق معدودة بفضل المعالجة اللحظية للبيانات، وهو ما ينعكس مباشرة على تجربة المستخدم النهائي ويقلل من فترات انقطاع الاتصال المفاجئة.

كفاءة التشغيل

تعتمد الأنظمة الحديثة على التنبؤ بمواقع الخلل قبل وقوعها الفعلي بدلاً من انتظار حدوث العطل والتعامل معه بالطرق التقليدية، حيث نجح مشغلو المحمول في خفض معدلات الأعطال المفاجئة بنسب تتراوح بين أربعين وستين بالمائة، مما وفر مبالغ طائلة كانت تُهدر في عمليات الإصلاح الطارئة والمكلفة.

تساهم هذه التقنيات في تقليل عدد زيارات الصيانة الميدانية للمواقع بنسبة تقارب الخمسة وعشرين بالمائة تقريباً، وهو أمر يمثل وفورات تشغيلية ضخمة لشركات الاتصالات، خاصة وأن تكلفة الزيارة الواحدة لموقع البرج قد تصل إلى ثلاثمائة دولار في بعض الأسواق العالمية، مما يجعل الأتمتة خياراً اقتصادياً ذكياً.

تستفيد المؤسسات الكبرى من هذه الحلول في تحسين إدارة الموارد البشرية وتوجيه الفنيين نحو المهام الأكثر تعقيداً وأهمية، بدلاً من استنزاف طاقتهم في ملاحقة الأعطال البسيطة التي يمكن للبرمجيات الذكية معالجتها ذاتياً، مما يعزز من مرونة الشركة وقدرتها على التوسع في تقديم خدمات الجيل الخامس المتطورة.

إدارة ذكية

تعلن شركة "فودافون" العالمية أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة بنيتها التحتية ساعدها على تسريع الاستجابة للشكاوى، حيث تحسنت سرعة التعامل مع المشكلات الفنية بنسبة تتجاوز الخمسين بالمائة، مع انخفاض ملحوظ في عدد البلاغات المرتبطة بانقطاع الخدمة أو ضعف جودة المكالمات الصوتية.

تظهر النتائج بوضوح في الأسواق الضخمة والمزدحمة بالسكان مثل السوق المصري الذي يضم ملايين المشتركين النشطين يومياً، إذ إن أي تحسن طفيف في جودة الشبكة يلمسه ملايين المستخدمين في آن واحد، ويحمي الشركات من خسائر الإيرادات الناتجة عن انتقال العملاء إلى مشغلين منافسين بسبب سوء الخدمة.

يعمل الذكاء الاصطناعي كصمام أمان للشركات عبر مراقبة الضغط على الشبكة في أوقات الذروة وتوزيع الأحمال بذكاء، مما يضمن استمرارية التدفق الرقمي دون حدوث اختناقات في سعة البيانات، وهو ما يعزز الولاء لدى المشتركين ويخلق بيئة تواصل تتسم بالاعتمادية العالية والسرعة المطلوبة في العصر الحالي.

وفورات مالية

يؤكد خبراء الاقتصاد أن الاستثمار في حلول التشغيل الذكي لم يعد نوعاً من الرفاهية التقنية بل صار ضرورة حتمية، حيث يمكن للمشغلين الذين يتبنون هذه الأنظمة خفض نفقاتهم التشغيلية السنوية بنسب تتراوح بين عشرة وخمسة عشر بالمائة، وهو ما يعادل مئات الملايين من الدولارات سنوياً.

تفسر هذه الأرقام الضخمة سرعة التسابق العالمي نحو تبني حلول الشبكات ذاتية الإدارة والتحكم في مختلف القارات، حيث تسعى الشركات لتعظيم هوامش أرباحها عبر تقليل الهالك التشغيلي ورفع جودة الأداء، مما يمهد الطريق لمستقبل يعتمد كلياً على الأنظمة المستقلة في إدارة قطاع الاتصالات الحيوي.

تستمر التوقعات في الإشارة إلى أن دور الذكاء الاصطناعي سيتعاظم ليشمل تصميم الشبكات وتطويرها بشكل آلي بالكامل، حيث ستتمكن الخوارزميات من تحديد مواقع الأبراج الجديدة وتحسين تغطيتها دون تدخل بشري، مما يضمن كفاءة استثمارية قصوى وتحقيق أعلى مستويات التغطية بأقل التكاليف الممكنة عالمياً.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً