جوجل تطلق تحديثات أندرويد الشاملة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة

تستعد شركة جوجل العالمية لإحداث نقلة نوعية في معايير استخدام الهواتف الذكية، حيث أطلقت حزمة تحديثات موسعة ضمن نظام أندرويد ستة عشر لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعتمد هذه التقنيات على دمج نماذج "جمناي" للذكاء الاصطناعي بشكل عميق، لتسهيل التفاعل اليومي للمستخدمين الذين يعانون من تحديات بصرية أو سمعية أو حركية.

تستهدف الحزمة الجديدة جعل التكنولوجيا أكثر شمولية وقدرة على فهم متطلبات الأفراد، إذ لم تعد الميزات تقتصر على الأدوات التقليدية بل أصبحت تفكر وتتفاعل بذكاء، مما يساهم في تحويل الهاتف من مجرد جهاز اتصال إلى مساعد شخصي متطور، يدرك البيئة المحيطة ويقدم الدعم اللازم في الوقت الحقيقي وبأقل مجهود ممكن.

إدراك بصري

تطور شركة جوجل ميزة الإطار الموجه في كاميرات هواتف بيكسل لتقديم تجربة فريدة للمكفوفين، حيث لم يعد النظام يكتفي بتحديد موضع الوجه فقط بل أصبح يصف المشهد بالكامل صوتياً، مما يمنح المستخدمين القدرة على التقاط الصور وتوثيق اللحظات بدقة متناهية، ودون الحاجة للاستعانة بمساعدة خارجية أو الاعتماد على رؤية الشاشة.

تضيف التقنية الجديدة سياقاً ثرياً للمحتوى البصري عبر تحليل العناصر الموجودة في إطار الكاميرا، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي الآن تمييز الأشياء والأشخاص ووصف حركاتهم بوضوح تام، وهو ما يعزز ثقة المستخدمين في التعامل مع البيئات المختلفة، ويفتح آفاقاً جديدة للتعبير الإبداعي باستخدام الهواتف المحمولة في كافة الأوقات والظروف.

تمنح التحديثات الجديدة ميزة قراءة الشاشة "تالك باك" قدرات إضافية بفضل الإيماءات الذكية المدمجة، حيث بات بإمكان المستخدمين بدء الإملاء الصوتي عبر لوحة مفاتيح "جي بورد" بلمسة واحدة سريعة، مما يسهل عملية كتابة الرسائل والبحث على الإنترنت، ويقلل من التعقيدات التي كانت تواجه ضعاف البصر عند التعامل مع الواجهات اللمسية.

دعم سمعي

توسع جوجل قدرات ميزة الشرح التوضيحي لتشمل توصيف الحالة الشعورية والنبرات الصوتية للمتحدث، حيث لم تعد الترجمة تقتصر على تحويل الكلام إلى نص بل أصبحت تصف الضحك والتنهد وارتفاع الصوت، مما يوفر سياقاً عاطفياً مكتملاً للصم وضعاف السمع، ويسهل عليهم فهم المحتوى المنشور على منصة يوتيوب بدقة أكبر.

تحسن الشركة أدوات التحكم الصوتي عبر دعم لغات عالمية جديدة مثل اللغة اليابانية حالياً، كما أصبح تشغيل الوصول الصوتي ممكناً عبر أوامر مباشرة وأكثر دقة في التعرف على علامات الترقيم، مما يضمن تجربة تواصل خالية من الأخطاء، ويوفر مرونة فائقة للمستخدمين الذين يفضلون إدارة أجهزتهم عبر التفاعل اللفظي المباشر.

تساهم ميزة الاقتران السريع في تعزيز تجربة مستخدمي أجهزة السمع الطبية بشكل ملحوظ وفعال، حيث جرى تحسين سرعة الاتصال اللاسلكي وتسهيل عملية التبديل بين الأجهزة المختلفة دون تعقيدات تقنية، مما يضمن استمرارية الصوت ووضوحه ويقلل من زمن التأخير الذي قد يواجه المستخدمين عند استقبال المكالمات أو الاستماع للموسيقى.

سهولة حركية

تحدث جوجل ميزة النقر التلقائي لخدمة الأفراد الذين يعتمدون على أجهزة الماوس أو الأدوات الطرفية، حيث وفرت خيارات زمنية مرنة لتنفيذ أوامر السحب والتمرير دون الحاجة للضغط الفعلي، مما يقلل من الجهد البدني المطلوب للتعامل مع التطبيقات، ويمنح ذوي الإعاقات الحركية تحكماً كاملاً وسلساً في كافة وظائف نظام التشغيل.

يطور نظام أندرويد ستة عشر الوضع الداكن الموسع ليعمل بشكل أكثر اتساقاً وتوافقاً مع التطبيقات، حيث تم تحسين مستويات التباين ووضوح النصوص لتقليل إجهاد العين وتسهيل القراءة لذوي الرؤية المحدودة، وهو توجه استراتيجي يجعل سهولة الوصول جزءاً أصيلاً من واجهة المستخدم، وليس مجرد إعداد اختياري يتم تفعيله عند الحاجة.

تؤكد التقارير أن هذه الخطوات تعكس التزاماً أخلاقياً من جوجل نحو دمج الجميع في العالم الرقمي، إذ يتحول الذكاء الاصطناعي إلى جسر يردم الفجوة بين قدرات المستخدمين وتحديات التكنولوجيا، مما يجعل الهواتف الذكية أداة تمكين حقيقية، تساهم في تعزيز استقلالية الأفراد وتحسين جودة حياتهم اليومية عبر حلول برمجية مبتكرة ومستدامة.