ميتا تطلق أداة SAM Audio الثورية لعزل وتنقية الأصوات

أعلنت شركة ميتا رسمياً عن إطلاق أداة SAM Audio المتطورة والمبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي المفتوحة المصدر، حيث تهدف هذه التقنية إلى تمكين المستخدمين من فصل الأصوات وتنقيتها من الضوضاء عبر أوامر نصية بسيطة، مما يفتح آفاقاً جديدة في عالم الإنتاج الصوتي الرقمي بعيداً عن التعقيدات التقليدية التي كانت تتطلب برامج تحرير باهظة الثمن.

تسمح الأداة الجديدة باستخراج عناصر صوتية محددة بدقة مذهلة مثل صوت المطرب أو آلة موسيقية بعينها من وسط تسجيلات مليئة بالضجيج، وتستهدف هذه الميزة تيسير مهام صناع البودكاست ومنتجي الموسيقى الذين يواجهون تحديات كبيرة في عزل التداخلات الصوتية غير المرغوب فيها، وهو ما يوفر جودة صوتية نقية تعزز من تجربة الاستماع النهائية للجمهور.

يعيد هذا الابتكار رسم ملامح صناعة الأفلام والإنتاج الإذاعي عبر توفير حلول فورية لتنقية التسجيلات الميدانية المشوشة، كما تمتد فوائده لتشمل تطوير الأدوات المساعدة لذوي الإعاقة السمعية عبر تمييز الأصوات البشرية وسط الزحام، مما يؤكد التزام شركة ميتا بتطوير تقنيات تخدم الاحتياجات الإنسانية والمهنية بأسلوب تقني يتسم بالبساطة والفاعلية القصوى.

أوامر ذكية

تعتمد آلية تشغيل SAM Audio على نموذج متعدد الوسائط يمنح المستخدم ثلاثة خيارات متنوعة للتحكم في عملية المعالجة، حيث يمكن كتابة وصف نصي يحدد بدقة نوع الصوت المطلوب عزله، أو استخدام تقنية الاختيار البصري لتحديد مصدر الصوت داخل مقطع فيديو، بالإضافة إلى إمكانية تحديد اللحظات الزمنية الدقيقة التي يظهر فيها الصوت المراد تنقيته.

يستند النموذج البرمجي إلى محرك Perception Encoder Audiovisual الفريد من إنتاج شركة ميتا العالمية، والذي يمتلك قدرة فائقة على فهم السياق الصوتي وتحليله بعمق قبل البدء في إجراءات الفصل، بحسب ما ورد في تقرير موقع DigitalTrends المتخصص، مما يضمن الحصول على نتائج تتسم بالواقعية الشديدة والابتعاد عن التشويه الرقمي المعتاد.

يتيح النظام دمج أنواع مختلفة من الأوامر في وقت واحد للحصول على مستويات تحكم غير مسبوقة في جودة النتائج، إذ يمكن للمستخدم الجمع بين الإشارة البصرية والوصف النصي لضمان عزل أدق الأصوات تداخلاً، مما يجعل من SAM Audio محركاً بحثياً وتنفيذياً للصوت في آن واحد، وهو ما يغير قواعد اللعبة في استوديو التحرير الرقمي الحديث.

معايير الجودة

ترافق إطلاق الأداة مع الكشف عن معايير تقييم مبتكرة أطلقت عليها الشركة اسم SAM Audio-Bench، حيث تهدف هذه المعايير إلى قياس كفاءة نماذج فصل الصوت بدقة علمية، بالإضافة إلى أداة SAM Audio Judge التي تتولى مهمة تقييم المخرجات من منظور المستمع البشري، لضمان وصول الصوت بأفضل حلة ممكنة حتى في غياب الملفات الأصلية.

أظهرت نتائج الاختبارات الميدانية تفوقاً ملحوظاً للنموذج في سرعة المعالجة التي تتجاوز الزمن الحقيقي للتسجيل، وهو ما يعني قدرة الأداة على التعامل مع ملفات صوتية ضخمة ومعقدة في ثوانٍ معدودة، مما يوفر ساعات طويلة من العمل اليدوي المرهق للمهندسين، ويسمح بالتركيز على الجوانب الإبداعية والجمالية للعمل الفني بدلاً من الانشغال بالتفاصيل التقنية المملة.

تتنوع الاستخدامات العملية لهذه التقنية لتشمل إزالة ضوضاء حركة المرور المزعجة من تسجيلات المقابلات الخارجية، فضلاً عن قدرتها على حذف أصوات الحيوانات الأليفة المفاجئة في التسجيلات المنزلية، كما تمثل كنزاً حقيقياً للعاملين في مجال الأرشفة الموسيقية الذين يسعون لترميم المقطوعات القديمة وإعادة إحيائها بمعايير نقاء عصرية تتناسب مع أجهزة الصوت الحديثة.

قيود تقنية

أكدت شركة ميتا وجود بعض القيود التشغيلية في هذه النسخة الأولية من الأداة، حيث لا تدعم الأنظمة الحالية استقبال الأوامر الصوتية المباشرة من المستخدم، كما تبرز تحديات هندسية عند محاولة فصل الأصوات المتشابهة جداً في الترددات، مثل محاولة تمييز صوت مغنٍ واحد بعينه داخل جوقة غنائية كاملة تؤدي في وقت واحد وبنفس الطبقات الصوتية.

يسعى المطورون في المستقبل القريب لتجاوز هذه العقبات عبر تغذية النموذج ببيانات أكثر تنوعاً لزيادة قدرته على التمييز السمعي، كما تخطط الشركة لتوسيع نطاق دعم اللغات المختلفة في الأوامر النصية لتسهيل استخدام الأداة حول العالم، مما يرسخ مكانة ميتا كقوة مهيمنة في سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتخصصة في معالجة الوسائط المتعددة.

يمثل SAM Audio حجر الزاوية في استراتيجية ميتا نحو جعل الذكاء الاصطناعي أداة تمكين يومية للجميع، فالتوفر المجاني لهذه التقنية كمشروع مفتوح المصدر يشجع المبرمجين على تطوير إضافات وتطبيقات فريدة تعتمد على محركها الأساسي، مما يضمن استمرار عملية الابتكار والتطوير الجماعي لهذا القطاع التكنولوجي المتسارع الذي يمس حياة الملايين من صناع المحتوى.