الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

11:19 ص

أونور تقر زيادة في أسعار الأجهزة اللوحية لمواجهة الغلاء العالمي

أونور

أونور

A A

أعلنت شركة أونور رسمياً عن نيتها رفع أسعار أجهزتها اللوحية خلال الفترة المقبلة، نتيجة الارتفاع الكبير والمستمر في تكاليف إنتاج شرائح الذاكرة ووحدات التخزين، في خطوة استباقية تأتي بعد تحركات مماثلة قامت بها شركة شاومي داخل السوق الصينية، مما ينذر بموجة غلاء جديدة قد تضرب قطاع الأجهزة الذكية عالمياً مع نهاية عام 2025 الحالي.

أوضح المدير العام لقسم الأجهزة اللوحية وإنترنت الأشياء في شركة أونور، من خلال منشور رسمي عبر منصة ويبو، أن الشركة لم تعد قادرة على تحمل الزيادات المتصاعدة في أسعار الذاكرة، مشيراً إلى أن التكاليف التشغيلية بلغت مستويات قياسية تجعل من تعديل أسعار البيع ضرورة حتمية لضمان استمرارية توريد الأجهزة بنفس الجودة التقنية المعهودة.

نصح المسؤول الصيني كافة المستهلكين الراغبين في اقتناء أجهزة لوحية جديدة بضرورة الإسراع في عمليات الشراء، وذلك قبل دخول التسعيرة الجديدة حيز التنفيذ رسمياً في المتاجر، حيث يهدف هذا التصريح إلى منح العملاء فرصة أخيرة للاستفادة من الأسعار الحالية قبل أن تتأثر سلاسل التوريد بالزيادات المقررة التي ستشمل كافة الفئات والموديلات المطروحة.

أزمة الذاكرة

ترتبط خطوة أونور باتجاه عالمي عام يشهده قطاع التكنولوجيا الفائقة، حيث كشفت بيانات شركات أبحاث مستقلة أن أسعار ذاكرة DRAM وشرائح NAND Flash سجلت زيادة تاريخية، إذ تجاوزت نسبة الارتفاع 300% منذ شهر سبتمبر الماضي، مما وضع ضغوطاً هائلة على الشركات المصنعة للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية التي تعتمد بشكل كلي على هذه المكونات.

يعود السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى الطلب المتزايد وغير المسبوق من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، والتي تستهلك جزءاً ضخماً من الإمدادات العالمية على حساب الأجهزة الاستهلاكية، وفق ما نشره موقع Gizmochina التقني، وهو ما خلق فجوة كبيرة بين العرض والطلب أدت إلى قفزات سعرية غير مسبوقة تهدد استقرار قطاع الإلكترونيات الشخصية عالمياً.

كانت شركة شاومي من أوائل المبادرين برفع أسعار أجهزتها رسمياً لتجنب الخسائر، حيث زاد السعر الابتدائي لجهاز Xiaomi Pad 8 من 2,199 يوان ليصل إلى 2,299 يوان، فيما ارتفع سعر نسخة Pad 8 Pro من 2,799 يوان إلى 2,899 يوان، مع رصد زيادة ثابتة قدرها 200 يوان في سلسلة Redmi Pad 2 الاقتصادية لمواجهة تكاليف التصنيع.

تمدد الغلاء

يتوقع مراقبون في سوق التقنية أن تتبع أونور نفس النهج السعري الذي سلكته شاومي، مع احتمالية قيام شركات كبرى أخرى برفع أسعارها أو تعديل المواصفات التقنية لتقليل التكاليف، بينما تحاول بعض العلامات التجارية إعادة توزيع الأعباء المالية ضمن سلاسل التوريد الخاصة بها، وذلك في محاولة يائسة لتخفيف الأثر الصادم للزيادات على المستهلك النهائي.

لا يقتصر تأثير موجة الغلاء الحالية على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية فحسب، إذ يتوقع الخبراء أن ترتفع أسعار مكونات الحواسيب الشخصية المرتبطة بالذاكرة والتخزين قريباً، مع احتمال ظهور هذه الزيادات بوضوح مع بداية العام المقبل، خاصة في ظل تكهنات قوية بانسحاب شركات كبرى مثل سامسونج من بعض قطاعات السوق التقليدية للتركيز على رقائق الذكاء الاصطناعي.

يؤكد المختصون أن هذه المستجدات السعرية تفرض واقعاً جديداً على المتسوقين في عام 2026، حيث تصبح المفاضلة بين الأجهزة تعتمد على القيمة مقابل السعر أكثر من أي وقت مضى، وينصح الخبراء بعدم تأجيل قرارات الشراء للمستلزمات التقنية الضرورية، لأن مؤشرات السوق تشير إلى استمرار تصاعد الأسعار طالما ظل الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي في ذروته.

موازنة السوق

تحاول أونور من خلال هذه الزيادات الحفاظ على هوامش ربح تسمح لها بالاستمرار في البحث والتطوير، فالأجهزة اللوحية الحديثة باتت تتطلب سعات تخزين ضخمة وذاكرة وصول عشوائي سريعة لتشغيل تطبيقات المهام المتعددة، وهو ما يضع الشركات في مأزق بين رفع السعر أو تقليل جودة المكونات، وهو الخيار الذي ترفضه أونور للحفاظ على سمعة علامتها التجارية.

تؤثر هذه التحركات السعرية بشكل مباشر على المنافسة في الفئات المتوسطة والاقتصادية، حيث كانت هذه الأجهزة تمتاز بسعرها المنافس الذي يجذب الطلاب والموظفين، ولكن مع وصول الزيادات إلى 200 يوان أو أكثر، قد يضطر الكثيرون لإعادة التفكير في ميزانياتهم، أو التوجه نحو شراء الأجهزة المستعملة أو المجددة كبديل أوفر في ظل الظروف الراهنة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً