جوجل تنهي تقارير الإنترنت المظلم وتتجه نحو أدوات حماية جديدة
هواتف جوجل
أعلنت شركة جوجل رسمياً عن عزمها التوقف عن إرسال تقارير الإنترنت المظلم مع بداية العام المقبل، حيث ستقوم بإيقاف الأداة المجانية التي كانت تمنح ملايين المستخدمين القدرة على مراقبة تسرب بياناتهم الشخصية، في خطوة تقنية مفاجئة تستهدف إعادة هيكلة منظومة الأمان الرقمي التي توفرها الشركة لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة.
كانت هذه الأداة الحيوية متاحة في البداية لمشتركي خدمة "جوجل ون" المدفوعة فقط، قبل أن تقرر الشركة إتاحتها لعموم الجمهور في منتصف عام 2024، إذ تميزت بقدرتها على إرسال إشعارات فورية عند رصد أي بيانات حساسة مثل الأسماء أو عناوين البريد الإلكتروني، والتي غالباً ما كانت تظهر نتيجة عمليات اختراق كبرى لقواعد البيانات العالمية.
أوضحت جوجل في بيانها الرسمي المرسل عبر البريد الإلكتروني لمستخدميها، أن قرار إيقاف الأداة جاء استجابة لملاحظات سلبية أشارت إلى قصور التقارير في تقديم خطوات عملية، حيث يرى المستخدمون أن مجرد التنبيه بوقوع التسريب لا يكفي دون وجود إرشادات واضحة حول كيفية تأمين الحسابات المتضررة، أو سد الثغرات التي استغلها المهاجمون في العالم الرقمي.
قصور تقني
تركز الأداة الحالية بشكل أساسي على إعلام المستخدم بوقوع الكارثة الرقمية وعرض قائمة بالتنبيهات المرتبطة بحسابه الشخصي، ولكنها تفتقر تماماً لتوجيه أي نصائح أمنية حول الإجراءات الواجب اتباعها لاحقاً، مما جعلها في نظر الكثيرين أداة سلبية تثير القلق والتوتر، دون أن تقدم حلاً حقيقياً يمنع استغلال تلك البيانات المسربة في عمليات الاحتيال أو انتحال الشخصية.

أكدت الشركة أنها ستتجه في المستقبل القريب نحو تطوير أدوات أمنية أكثر تفاعلية وذكاءً، حيث ستوفر هذه البرمجيات الجديدة خطوات عملية واضحة وقابلة للتنفيذ فور وقوع أي تهديد، بدلاً من الاكتفاء بنظام الإشعارات التقليدي، وذلك في إطار سعي جوجل الدائم لتعزيز الثقة في خدماتها السحابية، وضمان أمن المعلومات الشخصية لمستخدمي هواتف أندرويد وخدمات الويب.
حددت جوجل جدولاً زمنياً صارماً لعملية الإيقاف التدريجي للخدمة الحالية، حيث من المقرر أن تتوقف الخوارزميات عن رصد أي بيانات جديدة على الإنترنت المظلم في تاريخ 15 يناير 2026، بينما سيتم إزالة إمكانية الوصول إلى كافة التقارير السابقة المخزنة في الحسابات بشكل نهائي في 16 فبراير 2026، مما يمنح المستخدمين وقتاً محدوداً لمراجعة سجلاتهم الحالية.
أمن المعلومات
ينصح خبراء الأمن السيبراني كافة المستخدمين بضرورة البدء في تغيير كلمات المرور الخاصة بحساباتهم الهامة قبل توقف الخدمة، والاعتماد على تطبيقات إدارة كلمات المرور وتفعيل خاصية التحقق بخطوتين لتعويض غياب تقارير جوجل، خاصة وأن التهديدات في الإنترنت المظلم لا تتوقف بقرار الشركة، بل تتطلب وعياً أمنياً مستمراً وإدارة نشطة للخصوصية الرقمية من قبل الأفراد.
يعكس هذا التحرك رغبة جوجل في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في منظومة الحماية القادمة، حيث يتوقع المحللون أن يقوم المساعد الذكي "جيميني" بدور المراقب الأمني الذي يقترح الحلول الفورية، مثل إعادة تعيين الأمان أو حذف البيانات من المواقع غير الموثوقة، مما يحول عملية الحماية من مجرد رصد للبيانات إلى إجراءات وقائية استباقية تحمي المستخدم من الاختراق.
تواجه جوجل تحديات كبرى في إقناع المستخدمين بجدوى التغييرات الجديدة في ظل تزايد وتيرة تسريبات البيانات العالمية، فالمنافسة مع شركات أمن المعلومات المستقلة تفرض عليها تقديم بدائل مجانية قوية، تضمن عدم انتقال قاعدة مستخدميها الواسعة إلى خدمات خارجية تقدم ميزات المراقبة الشاملة للإنترنت المظلم، والتي لا تزال تمثل حاجة ملحة لشريحة كبيرة من رواد الشبكة العنكبوتية.
مستقبل الحماية
تخطط الشركة لتعزيز ميزات الحماية داخل هواتف Pixel 10 القادمة لتكون أكثر صموداً أمام محاولات التجسس، حيث سيتم دمج الرقابة الأمنية مباشرة في نظام التشغيل بدلاً من الاعتماد على تطبيقات منفصلة، وهو توجه يهدف لتبسيط تجربة المستخدم وجعل الأمان جزءاً أصيلاً من روتين استخدام الهاتف، دون الحاجة للاشتراك في خدمات إضافية قد لا تحقق الفائدة المرجوة منها.
يشير الموقع التقني Engadget إلى أن خطوة جوجل قد تكون مقدمة لفرض رسوم على أدوات الحماية المتقدمة مستقبلاً، أو ربما دمجها ضمن باقات اشتراك جديدة توفر دعماً فنياً مباشراً لحالات الاختراق، مما يفتح فصلاً جديداً في تاريخ التعامل مع بيانات الإنترنت المظلم، ويضع جوجل في موقف المسؤولية المباشرة عن توجيه المستخدمين نحو الطريق الصحيح لتأمين هويتهم الرقمية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً