الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

02:24 م

ستارلينك تطلق أرخص خطة لإنترنت الأقمار الصناعية عبر طبق "ميني"

Starlink

Starlink

ياسين عبد العزيز

A A

تستعد شركة ستارلينك، التابعة لمجموعة سبيس إكس، لإعادة طرح عرضها الترويجي الأكثر توفيراً لمقتني أطباق "ميني" المخصصة للاتصال بالإنترنت أثناء التنقل، حيث تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى تقديم خيارات سعرية مرنة تنافس بها مزودي الخدمات التقليديين، وتدعم من خلالها رؤيتها الطموحة في توفير تغطية عالمية شاملة بأسعار معقولة تتناسب مع احتياجات الرحالة والمستخدمين الذين يتطلب نشاطهم تنقلاً مستمراً في مناطق نائية.

كانت الشركة قد أطلقت سابقاً نسخة تجريبية لخطة الخدمة السكنية المخففة بسعر أربعين دولاراً شهرياً، لكنها كانت محصورة لفترة وجيزة جداً وفي مناطق جغرافية محددة تعاني من نقص في التغطية، إذ قدمت حينها سرعة تحميل قصوى تصل إلى مائة ميجابت في الثانية، وهو ما جعلها خياراً مثالياً لمن يبحثون عن الوظائف الأساسية للإنترنت دون الحاجة إلى السرعات الخارقة التي توفرها الخطط السكنية المتقدمة والأغلى ثمناً.

أجرت ستارلينك تغييرات مفاجئة مؤخراً عبر إزالة تلك الخطة الزهيدة من قائمة خياراتها، واستبدلتها بخطة سكنية مخففة عادية تبدأ من ثمانين دولاراً شهرياً مع مضاعفة سرعة التحميل لتصل إلى مائتي ميجابت، مما عكس رغبة الشركة في تحسين جودة الخدمة وزيادة مساحة التغطية المتاحة للمشتركين، إلا أن هذا الارتفاع السعري خلف تساؤلات لدى المستخدمين حول توفر خيارات اقتصادية مستقبلاً لأصحاب الأجهزة الصغيرة.

خطط ترويجية

يتوقع خبراء التقنية عودة الخطة التاريخية بقيمة أربعين دولاراً تحت مسمى جديد يتبع فئة التجوال "Roam"، لتكون مخصصة حصرياً لأصحاب طبق "ميني" الذين قاموا بشراء الجهاز بشكل مستقل، حيث يمثل هذا التوجه استجابة ذكية لمتطلبات السوق التي تشكو من ارتفاع تكاليف خطط التجوال الحالية، والتي تبدأ من خمسين دولاراً لسعة بيانات محدودة جداً لا تتجاوز الخمسين جيجابايت فقط في الشهر الواحد.

تصل تكلفة خطة التجوال غير المحدودة حالياً إلى مائة وخمسة وستين دولاراً شهرياً، وهو مبلغ يراه الكثيرون باهظاً ويفوق الميزانية المخصصة للأفراد والرحالة الذين يستخدمون أطباق "ميني" المدمجة، لذا فإن طرح الخطة الجديدة سيسهم بشكل فعال في زيادة انتشار الأجهزة الصغيرة، ويعزز من مكانة ستارلينك كأرخص خيار متاح حالياً للحصول على إنترنت الأقمار الصناعية عالي الجودة والموثوقية أثناء الحركة.

تتخذ الشركة إجراءات تحفيزية إضافية لضمان ولاء عملائها وتوسيع قاعدتها، حيث بدأت بالفعل في تقديم طبق "ميني" مجاناً مع اشتراكات الخدمة السكنية في مناطق مختارة حول العالم، وذلك لتشجيع المشتركين الدائمين على اصطحاب أجهزتهم أثناء السفر وضمان استمرارية استخدامهم لشبكة الأقمار الصناعية، وهو ما يعكس تناغماً كبيراً بين الخدمات الثابتة والمحمولة التي تقدمها المنظمة التقنية.

معايير الاستحقاق

تستثني ستارلينك المشتركين الذين حصلوا على طبق "ميني" كإيجار مجاني ضمن خطتهم السكنية من الاستفادة من العرض الجديد، والسبب في ذلك يعود لكونهم قد استفادوا مسبقاً من خصومات كبيرة وصلت إلى خمسين بالمائة على رسوم التجوال لعدة أشهر متتالية، مما يجعل العرض الجديد موجهاً بشكل أساسي لمن استثمروا في شراء الجهاز ودفعوا ثمنه كاملاً كجهاز إضافي أو مستقل ومخصص لرحلاتهم الخارجية.

تعتبر خطة الأربعين دولاراً الخيار المثالي والواقعي لملاك أجهزة "ميني" نظراً لمواصفات الجهاز العتادية، حيث إن السرعة القصوى لهذا الطبق الصغير لا تتعدى حاجز المائة ميجابت في الثانية، مما يعني أن الاشتراك في خطط أغلى ثمناً وسرعة لن يمنح المستخدم ميزات إضافية ملموسة، وهو ما يبرر اعتماد هذا السعر المخفض الذي يتناسب تماماً مع القدرات التقنية للطبق المدمج والمحمول بسهولة.

يفتح هذا التحول السعري الباب أمام عصر جديد من الإنترنت الفضائي الميسر للجميع، إذ لم يعد امتلاك اتصال ثابت وسريع بالإنترنت في عمق الصحاري أو فوق قمم الجبال حكراً على البعثات العلمية أو الشركات الكبرى، بل أصبح متاحاً للمغامرين الأفراد بأسعار تقترب كثيراً من أسعار باقات الإنترنت المحلية التقليدية، مع ميزة التغطية العالمية التي تمنح الفرد شعوراً بالأمان والاتصال الدائم أينما حل وارتحل.

انتشار واسع

يؤكد محللو السوق أن استراتيجية ستارلينك تهدف إلى السيطرة الكاملة على قطاع الإنترنت المتنقل قبل دخول منافسين جدد، حيث إن خفض تكلفة الدخول للخدمة سيجبر الشركات الأخرى على مراجعة سياساتها السعرية لتواكب هذا التحدي، مما يصب في النهاية في مصلحة المستهلك الذي سيجد أمامه خيارات تقنية متطورة بأسعار ترويجية لم يكن من الممكن تخيلها قبل سنوات قليلة من انطلاق ثورة الأقمار الصناعية.

تساهم خطط الأربعين دولاراً في دعم الاقتصاد الرقمي للعاملين عن بعد والرحالة الرقميين، الذين يمثلون شريحة متنامية من القوى العاملة العالمية التي تبحث عن الاستقرار التقني في أماكن غير تقليدية، وبذلك تتحول ستارلينك من مجرد مزود لخدمة الإنترنت إلى شريك أساسي في دعم نمط الحياة العصري الذي يعتمد على حرية الحركة والاتصال الفوري والدائم بكافة المنصات والخدمات السحابية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً