الأربعاء، 24 ديسمبر 2025

12:00 م

تعاون إنتل وإنفيديا يشعل المنافسة بمعالج Serpent Lake الخارق

Strix Halo

Strix Halo

ياسين عبد العزيز

A A

تكشف التسريبات التقنية الأخيرة عن تحول جذري في استراتيجيات تصنيع الشرائح، حيث تتوجه شركة إنتل للتعاون مع عملاق الرسوميات إنفيديا لإنتاج معالجات Serpent Lake، والتي تهدف من خلالها لمنافسة معالجات AMD Strix Halo بشكل مباشر، عبر دمج قوة المعالجة المركزية مع قدرات رسومية مدمجة غير مسبوقة وتاريخية.

تعتمد هذه المعالجات الثورية على معمارية Titan Lake المتطورة في جانب المعالج المركزي، حيث تستخدم أنوية Griffin Cove المخصصة للأداء العالي وأنوية Golden Eagle لرفع كفاءة استهلاك الطاقة، مما يضمن توازناً مثالياً بين القوة والإنتاجية في مختلف ظروف العمل، ويجعل من هذه الشريحة حلاً متكاملاً لأجهزة الحواسيب المحمولة والمنصات الرقمية الحديثة.

يتجه التعاون نحو آفاق جديدة باستخدام معمارية RTX Rubin من إنفيديا كمعالج رسومي مدمج، مع ترجيح تصنيع هذه الشريحة بدقة 3 نانومتر من شركة TSMC، مما يعد بقفزة هائلة في الأداء الرسومي المدمج، ويسمح بتشغيل الألعاب الثقيلة والبرامج الهندسية المعقدة دون الحاجة لبطاقات رسومية منفصلة تزيد من وزن وحجم الأجهزة المحمولة والخفيفة.

معمارية ثورية

تدعم معالجات Serpent Lake تقنيات ذاكرة LPDDR6 الحديثة بعدد قنوات يصل إلى 16 قناة، وذلك بهدف توفير عرض نطاق ترددي ضخم ومرتفع جداً، حيث يعد هذا العنصر حاسماً لتجنب اختناقات الأداء التقنية، وضمان انسيابية نقل البيانات بين المعالج المركزي والرسومي، وهو التحدي الأكبر الذي كان يواجه الأجيال السابقة من المعالجات المدمجة والتقليدية.

يربط الخبراء بين هذا المشروع وبين مشروع Nova Lake-AX الذي توقفت أخباره لفترة، مما يرجح إعادة إحيائه تحت مسمى جديد مع استبدال رسوميات Intel Arc بحلول RTX المتفوقة، ليكون الرد القاتل على هيمنة AMD في سوق المعالجات التي تجمع بين قوة الحوسبة والرسوميات، ويفتح الباب أمام جيل جديد من أجهزة الألعاب المحمولة ذات الكفاءة العالية والفريدة.

يفتح هذا التعاون المحتمل الباب أمام تحولات كبيرة في صناعة الحواسيب الشخصية، إذ تسعى إنتل لتعزيز مكانتها السوقية عبر الاستعانة بخبرات إنفيديا في معالجة الصور والذكاء الاصطناعي، بينما تستفيد إنفيديا من التواجد داخل معالجات إنتل واسعة الانتشار، مما يخلق تحالفاً تقنياً قد يغير موازين القوى في مواجهة المنافسين التقليديين والشركات الصاعدة في هذا المجال.

أداء رسومي

يتوقع المحللون أن توفر معالجات Serpent Lake أداءً يضاهي البطاقات الرسومية المنفصلة من الفئة المتوسطة، وهو ما يمثل ثورة لمستخدمي الحواسيب النحيفة الذين يرغبون في الحصول على أداء قوي دون التضحية بخفة الوزن، وسيسهم هذا الابتكار في تحسين تجارب الواقع الافتراضي والمعالجة الفورية للفيديو، بفضل تقنيات تتبع الأشعة التي ستتوفر لأول مرة بشكل مدمج واحترافي.

تستهدف إنتل من هذه الخطوة استعادة الريادة في قطاع الأجهزة المحمولة المخصصة للألعاب والعمل الإبداعي، خاصة مع تزايد الطلب على الأجهزة التي تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي محلياً، حيث توفر أنوية RTX Rubin القدرات الحسابية اللازمة لتشغيل النماذج اللغوية الكبيرة ومعالجة الصور بذكاء وسرعة، مما يجعل الجهاز مستعداً تماماً لمتطلبات المستقبل الرقمي والتقني المتطور.

يظل التساؤل قائماً حول مستقبل حلول Intel Arc الرسومية المستقلة، حيث تؤكد المصادر أن إنتل ستستمر في تطويرها بالتوازي مع هذا التعاون الجديد والمثير، مما يمنح المستخدمين خيارات متنوعة تلبي كافة الاحتياجات المادية والتقنية، ويعزز من تنوع المحفظة الإنتاجية للشركة في ظل التنافس المحموم على تقديم أفضل تجربة بصرية وحسابية لملايين المستخدمين حول العالم.

منافسة شرسة

يمثل دمج تقنيات إنفيديا داخل رقاقات إنتل اعترافاً ضمنياً بقوة معمارية RTX في معالجة الجرافيك، وهو ما قد يدفع الشركات المصنعة للأجهزة لتبني هذا المعالج الجديد كخيار أساسي في موديلات 2026 القادمة، خاصة وأن دقة تصنيع 3 نانومتر ستضمن استهلاكاً أقل للبطارية وحرارة منخفضة، وهي العوامل الأكثر أهمية لمستخدمي الأجهزة المحمولة والمنصات الذكية المدمجة.

يترقب الوسط التقني الإعلان الرسمي عن مواعيد طرح هذه المعالجات في الأسواق العالمية، وسط توقعات بأن تشعل حرب أسعار ومواصفات بين إنتل وAMD، مما يصب في النهاية في مصلحة المستهلك الذي سيحصل على تقنيات فائقة بأسعار تنافسية، ويؤكد أن الابتكار لا يتوقف عند حدود المنافسة التقليدية بل يمتد لبناء تحالفات استراتيجية كبرى بين عمالقة الصناعة والبرمجيات.

تختتم إنتل عام 2025 بهذه التسريبات التي رفعت سقف التوقعات لدى المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، فالمعالج الجديد ليس مجرد تحديث تقني بل هو إعادة صياغة لمفهوم الحاسب المحمول، حيث ستختفي الفوارق بين الأجهزة المكتبية الضخمة والأجهزة المحمولة الرقيقة، بفضل قوة Serpent Lake التي ستنقل أداء الرسوميات المدمجة إلى آفاق لم نكن نتخيلها منذ سنوات قليلة ومعدودة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً