فيديو تخيلي يستعرض هاتف آيفون القابل للطي من جميع الزوايا

كشف مقطع فيديو جديد تم تداوله مؤخراً عن تفاصيل بصرية مثيرة لهاتف iPhone Fold المرتقب، حيث قدم العرض لقطات شاملة تحاكي التصميم المتوقع لأول جهاز قابل للطي من إنتاج شركة أبل، وذلك بعد أيام قليلة من ظهور أولى الصور التخيلية بنظام CAD التي رسمت الملامح الأولية لهذا المنتج، والذي ينتظره ملايين المستخدمين حول العالم بشغف كبير جداً.

يعتمد الفيديو المنشور في تفاصيله الدقيقة على المخططات الهندسيّة التي تم تسريبها في أوقات سابقة، ورغم عدم وجود تأكيدات رسمية من الشركة إلا أن الهدف من هذا العرض يبدو موجهاً لإثارة التكهنات، ووضع المشاهد في تجربة بصرية توهمه بأن الجهاز قد وصل بالفعل إلى مراحل الإنتاج النهائية، مع التركيز على الزوايا الجمالية التي تبرز نحافة الجهاز وانسيابية حركته الميكانيكية.

يظهر الفيديو تبايناً ملحوظاً في بعض التفاصيل التقنية الدقيقة مقارنة بالرسومات المسربة سابقاً، حيث يبرز الاختلاف الواضح في موضع كاميرا السيلفي على الشاشة الداخلية الكبيرة القابلة للطي، وهذا التضارب يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول التصميم النهائي الذي ستستقر عليه أبل، خاصة وأن الشركة تسعى دائماً لتقديم حلول مبتكرة تخفي العدسات بطريقة تضمن استمرارية العرض البصري.

تصميم مبتكر

يدعي صانعو الفيديو أن شركة أبل ستكتفي بإطلاق 3 هواتف آيفون جديدة فقط خلال العام المقبل، متجاهلين بذلك كافة التقارير التي تحدثت عن وجود نسخة iPhone 17e الاقتصادية في الجدول الزمني، كما يزعم المقطع أن هاتف iPhone Fold سيقتصر توفره عند الإطلاق على اللونين الأسود والأبيض فقط، وهي خيارات كلاسيكية تعكس رغبة الشركة في الحفاظ على طابع الفخامة والرزانة في فئتها الجديدة.

تستهدف أبل من خلال هذا الإصدار الوصول إلى درجة من الكمال في تقنية الشاشات المرنة، حيث تشير الشائعات المتواترة إلى أن الشركة أصرت على أن تكون طية الشاشة دقيقة للغاية وغير مرئية، وهذا التحدي التقني هو ما يركز عليه الفيديو بشكل مكثف لإظهار تفوق أبل المزعوم، رغم أن المنافسين في السوق الصينية حققوا نجاحات ملموسة في تقليل أثر الطية منذ عدة سنوات حتى الآن.

يثير الفيديو تساؤلات حول مدى قدرة أبل على تقديم طية أصغر أو غير محسوسة تماماً للمستخدم، فبينما يحاول المقطع تصوير الهواتف المنافسة القابلة للطي وكأن طياتها ضخمة وواضحة للعيان بشكل مزعج، يظل الاختبار الحقيقي مرهوناً بالواقع العملي عند طرح الجهاز، وكيفية تعامل التقنيات البرمجية مع انحناءات الشاشة لضمان عدم تأثر جودة الصورة أو استجابة اللمس في منطقة المفصلة الحيوية.

ثورة تقنية

تتزامن هذه التسريبات مع تحركات كبرى تقودها شركات تقنية أخرى في سوق الهواتف الذكية، حيث بدأت علامة نوكيا التجارية التابعة لشركة HMD Global في تطوير إصدار جديد يحمل اسم N73، والذي يستهدف الفئة المميزة من المستخدمين الباحثين عن التصاميم الكلاسيكية الممزوجة بالتكنولوجيا الحديثة، مما يعزز من وتيرة المنافسة العالمية في ابتكار أشكال جديدة للأجهزة المحمولة التي نستخدمها يومياً.

تقود سامسونج من جانبها ثورة جديدة في عالم الشاشات الذكية المتوافقة مع متطلبات الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى العملاق الكوري لإنتاج شاشات لا تحتاج إلى عملية الشحن اليومي المعتادة بفضل كفاءة استهلاك الطاقة، وهذا التطور التقني سيضع أبل أمام تحدٍ كبير في تزويد هاتفها القابل للطي ببطارية قادرة على الصمود، خاصة مع وجود شاشتين كبيرتين تستهلكان قدراً عالياً من الطاقة الكهربائية.

يحاول المصممون في الفيديو تسليط الضوء على المتانة الهندسية التي توليها أبل اهتماماً خاصاً، فمن المتوقع أن تستخدم الشركة مواد تصنيع متطورة تتجاوز الفولاذ المقاوم للصدأ لتوفير حماية قصوى للشاشة، ومع ذلك تظل التساؤلات قائمة حول مدى واقعية هذه المخططات في مواجهة التحديات الفيزيائية، التي واجهتها الشركات الأخرى عند محاولة تقديم هاتف نحيف جداً وفي الوقت نفسه يتميز بصلابة عالية.

يستعرض المقطع أيضاً واجهة المستخدم وكيفية انتقال التطبيقات بسلاسة بين الشاشة الخارجية والداخلية، وهو ما يطلق عليه نظام الاستمرارية الذي تبرع فيه أبل من خلال نظام تشغيلها المتطور، حيث يهدف الفيديو لإظهار أن iPhone Fold لن يكون مجرد هاتف كبير الحجم، بل سيكون أداة إنتاجية قوية تدمج بين خصائص الهاتف الذكي وجهاز الآيباد في قالب واحد يسهل وضعه في الجيب.

تستمر التكهنات حول الموعد الرسمي للكشف عن هذا الجهاز الثوري الذي قد يغير خريطة مبيعات أبل، فبينما تشير بعض المصادر إلى عام 2026 كموعد محتمل للإنتاج الضخم والتوفير التجاري، يرى آخرون أن أبل لا تزال في مرحلة الاختبارات الصارمة لضمان عدم تكرار أخطاء البدايات التي وقع فيها الآخرون، مما يجعل كل فيديو تسريبي يظهر حالياً بمثابة قطعة صغيرة من أحجية كبيرة لم تكتمل فصولها بعد.