خطة طموحة لدمج الإعلانات داخل ChatGPT لزيادة إيرادات OpenAI

تتحرك شركة OpenAI بخطوات استراتيجية مدروسة نحو تأسيس قطاع إعلاني متكامل، يهدف إلى تنويع مصادر دخلها بعيداً عن الاعتماد الكلي على رسوم الاشتراكات الشهرية، وذلك في محاولة جادة لمنافسة عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل وميتا في سوق الدفع الرقمي، الذي يشهد تحولات جذرية بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي الحالية.

كشف تقرير تقني حديث صادر عن موقع ذا إنفورميشن الموثوق، أن الإدارة العليا في الشركة بدأت بالفعل استكشاف صيغ إعلانية مبتكرة، تتضمن إجراء نقاشات أولية حول إدراج الرسائل الترويجية داخل الردود التي يولدها ChatGPT، أو إظهارها بجانب النتائج بطريقة تضمن التفاعل المباشر مع اهتمامات المستخدمين وتوجهاتهم الشرائية والبحثية.

تمثل هذه الخطوة المرتقبة تحولاً جذرياً في فلسفة الشركة التشغيلية، حيث تسعى لفتح قنوات تسويقية تتسم بالالتصاق الشديد بحاجات الجمهور اللحظية، مما يسمح للمعلنين بالوصول إلى العملاء المحتملين في التوقيت المثالي للبحث عن الحلول، وهو ما يمنح OpenAI ميزة تنافسية كبرى تتفوق بها على آليات القياس والظهور التقليدية المتبعة.

منافسة شرسة

يضع هذا التوجه الجديد شركة OpenAI في مواجهة مباشرة ومحتدمة مع محركات البحث الكلاسيكية، التي تعتمد في أرباحها على الروابط الدعائية والنتائج الممولة منذ عقود طويلة، لكن الفارق الجوهري يكمن في طبيعة التجربة التفاعلية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، والتي قد تجعل الإعلانات أكثر قبولاً وتأثيراً إذا تمت صياغتها بذكاء.

تثير هذه التحركات تساؤلات مشروعة حول مدى الحفاظ على ثقة المستخدمين ومصداقية الإجابات، خاصة أن الجمهور اعتاد على تلقي معلومات مجردة من الأهداف التسويقية حتى الآن، مما يفرض على الشركة ضرورة إدارة هذا الملف بحساسية مفرطة، لضمان عدم نفور المشتركين الذين يبحثون عن الحياد التام في المعلومة التقنية.

تتعامل الشركة بحذر شديد مع ملف الإعلانات لتجنب الإضرار بتجربة الاستخدام الفريدة، حيث تشير المعطيات إلى أن أي منتجات إعلانية مستقبلية ستخضع لضوابط أمنية صارمة، وستظهر بصيغة محتوى مفيد ومرتبط بالسياق العام للمحادثة، بدلاً من الاعتماد على الأساليب الترويجية الصارخة التي قد تزعج مستخدمي النظام الأساسيين.

ضغوط مالية

يأتي التفكير في اقتحام عالم الإعلانات تزامناً مع ارتفاع تكاليف التشغيل الهائلة للبنية التحتية، التي تتطلب استثمارات بمليارات الدولارات في الخوادم الرسومية ومعالجة البيانات الضخمة، مما يضع الشركة تحت ضغوط متزايدة لتوسيع قاعدة الإيرادات وضمان الاستدامة المالية، في ظل المنافسة العالمية الشرسة بين الشركات المطورة للنماذج اللغوية.

يساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في إعادة تشكيل الطريقة التي يكتشف بها البشر المنتجات والخدمات، مما يجعل دمج الإعلانات خياراً منطقياً واقتصادياً لا يمكن تجنبه، خاصة مع تزايد عدد المستخدمين اليوميين لمنصة ChatGPT الذين يعتمدون عليها كبديل عملي وسريع لمحركات البحث التقليدية في مهامهم اليومية والعملية المختلفة.

تعتبر المرحلة القادمة حاسمة جداً في تاريخ الشركة لتحديد توقيت الانتقال من مرحلة التخطيط الداخلي، إلى مرحلة الاختبارات العلنية المباشرة مع عينات من الجمهور العالمي، حيث سيراقب المحللون بدقة رد فعل المستخدمين تجاه المحتوى المدمج، ومدى قدرتهم على تقبل وجود المعلنين داخل مساحاتهم الحوارية الخاصة والسرية.

تجربة مستخدم

يتوقع الخبراء أن يشهد عام 2026 الانطلاقة الحقيقية لهذه التجارب الإعلانية المتطورة، حيث ستحاول OpenAI الموازنة بين تحقيق الربحية وبين الحفاظ على جودة الردود، مع التركيز على جعل الإعلان جزءاً مكملاً للمعلومة وليس عائقاً أمام الوصول إليها، مما قد يغير مفهوم التسويق الرقمي للأبد ويخلق معايير جديدة للنجاح.

تستعد الشركة لتطوير خوارزميات خاصة قادرة على اختيار الإعلانات الأكثر ملاءمة لكل جلسة حوارية، بحيث يتم تقديم توصيات بمنتجات أو خدمات تساهم فعلياً في حل المشكلة التي يطرحها المستخدم، مما يحول الإعلان من كونه مصدر إزعاج إلى قيمة مضافة تعزز من كفاءة العملية البحثية وتوفر الوقت والجهد على الجميع.