الأحد، 28 ديسمبر 2025

12:32 م

أزمة تسعير تواجه جالاكسي S26 بسبب انفجار تكاليف الإنتاج

 صورة مسربة لسامسونج جالكسي إس 26

صورة مسربة لسامسونج جالكسي إس 26

ياسين عبد العزيز

A A

بدأت شركة سامسونج رسمياً مرحلة الإنتاج الضخم لسلسلة هواتفها الرائدة المنتظرة Galaxy S26، حيث تشير كافة المعطيات التقنية إلى أن الإطلاق الرسمي سيكون في شهر فبراير 2026 المقبل، ومع اقتراب هذا الموعد الفاصل، تجد الشركة الكورية نفسها في مأزق حقيقي يتمثل في العجز عن حسم القائمة النهائية لأسعار الأجهزة الثلاثة في السلسلة، وهو أمر غير معتاد في مثل هذا الوقت الحرج من دورة حياة المنتج.

تعاني سامسونج من ضغوط اقتصادية خانقة نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار المكونات الأساسية للهواتف الذكية، حيث سجلت تكاليف وحدات الكاميرا المتطورة وشرائح الذاكرة العشوائية "رام" قفزات سعرية غير مسبوقة خلال العام الأخير، ويضاف إلى ذلك الارتفاع الملحوظ في أجور العمالة وتكاليف سلاسل التوريد العالمية، مما جعل تكلفة تصنيع الهاتف الواحد ترتفع بشكل حاد يهدد هامش الربح المستهدف للشركة في هذه السلسلة الحيوية.

يواجه صناع القرار في سامسونج خيارين أحلاهما مر في عملية تسعير سلسلة جالاكسي S26 الجديدة، فإما تمرير هذه الزيادات في التكاليف إلى المستهلك النهائي ورفع سعر الهاتف مقارنة بالجيل السابق، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع حاد في أرقام المبيعات أمام المنافسين، أو تحمل الشركة لهذه الأعباء المالية والإبقاء على الأسعار الحالية ثابتة، مما يعني تآكل الأرباح التشغيلية لقطاع الهواتف وهو أمر ترفضه الإدارة المالية بشدة.

تحدي الأرباح

اتخذت سامسونج مؤخراً قراراً جريئاً ببيع هاتفها ثلاثي الطي Galaxy Z TriFold بسعر يقل عن تكلفة تصنيعه، وذلك في محاولة استراتيجية لإثبات تفوقها التقني في عالم الشاشات المرنة وكسب حصة سوقية مبكرة، لكن هذا النهج "الخاسر" لا يمكن تطبيقه بأي حال من الأحوال على سلسلة S26 الرائدة، لأنها تمثل العمود الفقري لمبيعات الشركة ومصدر دخلها الرئيسي الذي لا يمكن المغامرة بأرباحه تحت أي ظرف من الظروف التنافسية.

تعتبر السيطرة على تكاليف المعالجات هي الورقة الرابحة التي تحاول سامسونج اللعب بها لخفض النفقات، حيث تعمد الشركة لتقليل اعتمادها على شرائح كوالكوم Snapdragon التي تفرض أسعاراً مرتفعة جداً مقابل الأداء، وتوجهت الشركة بكل ثقلها نحو إحياء معالجات Exynos المطورة داخلياً، والتي توفر مرونة أكبر في التسعير وتكلفة إنتاج أقل بكثير، مما يمنح الشركة متنفساً مالياً يساعدها على موازنة المعادلة الصعبة بين السعر والربح.

بدأت المبادرة التصحيحية بالفعل عبر دمج شريحة Exynos 2600 المبنية على تقنية 2 نانومتر في بعض إصدارات Galaxy S26، حيث تراهن سامسونج على أن هذه الشريحة ستوفر أداءً منافساً مع خفض التكلفة الإجمالية للجهاز بنسبة ملموسة، ومع ذلك، تظل الفرصة محدودة للمناورة السعرية لأن نسبة كبيرة من الإنتاج لا تزال مرتبطة بمعالجات كوالكوم، وهو ما يحد من قدرة الشركة على تقديم تخفيضات كبرى للمستهلكين في الأسواق العالمية.

ضغط القيادة

يمارس رئيس قطاع الهواتف في سامسونج، رو تاي-مون، ضغوطاً هائلة على الموردين والشركاء لخفض أسعار المكونات، حيث تهدف هذه التحركات الدبلوماسية والتجارية إلى تأمين عقود توريد بأسعار تفضيلية تساهم في تثبيت سعر جالاكسي S26، وتسعى الشركة من خلال هذه المفاوضات الشاقة إلى إيجاد نقطة توازن ترضي طموحات العملاء في الحصول على سعر عادل، وتحافظ في الوقت نفسه على استدامة النمو المالي للمجموعة الكورية.

تشير التقارير إلى أن سامسونج قد تضطر في النهاية إلى تعديل بعض المواصفات الثانوية في الهواتف، مثل تقليل سماكة الجهاز أو استخدام مواد تصنيع مبتكرة وأقل كلفة، وذلك لتجنب رفع السعر النهائي الذي قد يزعج عشاق العلامة التجارية، وتبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير التسعير النهائي، حيث تترقب الأسواق بفارغ الصبر الإعلان الرسمي الذي سيكشف عن مدى نجاح سامسونج في عبور هذه العاصفة الاقتصادية والتقنية المعقدة.

صراع سامسونج الحالي ليس تقنياً فحسب بل هو صراع بقاء مالي، فالسوق العالمي لم يعد يحتمل زيادات سعرية كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، وسيكون نجاح سامسونج في الحفاظ على سعر Galaxy S26 بمثابة انتصار إداري وتجاري كبير، يضمن لها البقاء على قمة هرم الهواتف الذكية لعام 2026، ويؤكد قدرتها على إدارة الأزمات الكبرى بذكاء واحترافية عالية تليق بمكانتها كعملاق تكنولوجي رائد.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً