شاومي 17 ألترا يقترب من الأسواق العالمية بمواصفات متغيرة

يستعد هاتف Xiaomi 17 Ultra لبدء رحلته التجارية خارج الحدود الصينية قريباً جداً، حيث رصدت التقارير التقنية حصول النسخ العالمية من الهاتف على موافقات تنظيمية وشهادات اعتماد رسمية في عدة دول رئيسية، وشملت هذه الاعتمادات أسواقاً استراتيجية مثل الهند وتايلاند وسنغافورة، مما يعطي الضوء الأخضر لشركة شاومي لبدء عمليات التوزيع والشحن الدولي لهذا الوحش التقني المنتظر بشغف كبير في عام 2026 المقبل.

سجلت قواعد البيانات الرسمية ظهور الطرازات العالمية المخصصة للطرح التجاري الواسع، حيث وافقت هيئة المعايير الهندية BIS على النسخ الخاصة بالسوق الهندي برقم الطراز 2512BPNDAI لهاتف الألترا، كما حصلت النسخ التي تنتهي بحرف G على اعتماد هيئة الاتصالات التايلاندية NBTC، وظهرت في سنغافورة نسخة خاصة تحمل الرقم 25128PNA1G، ويُعتقد على نطاق واسع أنها تخص إصدار Leica Edition المرموق والمخصص للمحترفين.

تؤكد هذه التحركات المكثفة أن الإطلاق الدولي بات وشيكاً ولن يتجاوز الربع الأول من العام القادم، حيث صرح "شو فاي" نائب رئيس مجموعة شاومي بأن الهاتف سيغزو الأسواق العالمية خلال عام 2026 بشكل رسمي، ورغم غياب الموعد الدقيق باليوم والساعة، إلا أن أغلب الشائعات القوية تتقاطع عند شهر مارس 2026، كونه الموعد المقترح للكشف العالمي عن السلسلة التي ستحمل لواء التصوير الاحترافي والمنافسة الشرسة.

قدرات الطاقة

أثار الجدل الأخير حول سعة البطارية تساؤلات عديدة بين أوساط المهتمين بالتقنية الحديثة، حيث تشير التسريبات الموثوقة إلى أن النسخ العالمية قد تأتي ببطاريات أقل حجماً من نظيراتها الصينية، فبينما يتمتع المستخدم في الصين ببطارية ضخمة تصل سعتها إلى 6800 مللي أمبير، قد يضطر المستخدم العالمي للاكتفاء ببطارية سعة 6000 مللي أمبير فقط، وهو ما يمثل تراجعاً ملحوظاً في قدرة الصمود والمنافسة في فئة الألترا الرائدة.

ينسحب هذا التقلص في سعة الطاقة على النسخة القياسية من هاتف Xiaomi 17 أيضاً، إذ من المتوقع أن تقتصر النسخة العالمية على بطارية سعة 5240 مللي أمبير بدلاً من 5400 مللي أمبير المتوفرة في الصين، ويرجع المحللون هذا الاختلاف البرمجي والعتادي إلى معايير السلامة الدولية الصارمة، أو ربما لتوفير مساحة إضافية لتقنيات الاتصال والترددات المطلوبة عالمياً، والتي تختلف في طبيعتها الهندسية عن متطلبات الشبكات داخل السوق الصيني المحلي.

تعتزم شاومي تعويض هذا النقص في سعة البطارية عبر تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المعالج، حيث ستعتمد النسخ العالمية على تحديثات برمجية ذكية تضمن إطالة عمر البطارية رغم صغر حجمها المادي، كما ستدعم الهواتف تقنيات الشحن السريع التي تضمن تعويض الطاقة في دقائق معدودة، لتظل تجربة المستخدم سلسة ومستقرة، ولا تتأثر بهذا التغيير الذي فرضته الظروف التقنية والتنظيمية في الأسواق الدولية التي تترقب الجهاز بكل حماس.

خيارات محدودة

تحمل التقارير المسربة خبراً قد لا يرضي جميع محبي العلامة التجارية الصينية الشهيرة، حيث تشير التوقعات بقوة إلى أن طرازي Xiaomi 17 Pro و Pro Max قد يظلان حصريين للسوق الصيني فقط، ولن يتم طرحهما رسمياً في الأسواق الدولية والمناطق الخارجية، مما يحصر الخيارات المتاحة أمام المستهلك العالمي في النسخة القياسية ونسخة الألترا الفائقة، ويحرم الكثيرين من اقتناء الفئات المتوسطة العليا التي تمتاز بتوازن السعر والمواصفات.

يعكس هذا التوجه الاستراتيجي رغبة شاومي في تركيز جهودها التسويقية واللوجستية على الطرازات الأكثر طلباً، فنسخة الألترا تمثل قمة الهرم التقني للشركة وهي الواجهة التي تنافس بها كبار المصنعين مثل سامسونج وآبل، بينما تمثل النسخة القياسية الخيار الاقتصادي المتطور لمن ينشد الأداء القوي بسعر معقول، وهذا التقسيم يسهل على الشركة إدارة سلاسل التوريد وتقديم دعم برمجي أسرع وأكثر دقة للمستخدمين في كافة القارات والدول المستهدفة.

شاومي تراهن بكل ثقلها على نجاح إصدار الألترا عالمياً، فالحصول على شهادات الاعتماد المتتالية هو الخطوة الأخيرة قبل وصول الهاتف إلى أيدي المستخدمين، ومع اقتراب شهر مارس 2026 ستبدأ ملامح الأسعار الرسمية في الظهور، ليتضح ما إذا كانت شاومي ستستطيع الحفاظ على تنافسيتها السعرية، وتقديم هاتف يتجاوز توقعات الجمهور الذي ينتظر تجربة تصوير لايكا الاحترافية في حزمة تقنية عالمية متكاملة.