الإثنين، 29 ديسمبر 2025

01:33 م

اختبارات قاسية تضع Galaxy Z TriFold في مأزق تقني بسبب الهشاشة

ياسين عبد العزيز

A A

خضع هاتف Galaxy Z TriFold الجديد لاختبارات صلابة صارمة ومكثفة، كشفت عن ضعف ملحوظ في بنيته الهيكلية مقارنة بالجيل السابق Galaxy Z Fold 7، حيث فشل الجهاز بشكل مفاجئ في تحمل ضغوط الانحناء العكسي التي تعرض لها خلال التجارب المعملية، وتضررت بكسلات الشاشة المرنة بشكل جسيم عند نقاط الطي الحساسة، مما أثار شكوكاً حول قدرة التصميم ثلاثي الطيات على الصمود في ظروف الاستخدام اليومي القاسية.

انكسر الجزء السفلي من المفصلة اليمنى للجهاز عند تعرضه لضغط ميكانيكي، وهو ما يمثل تراجعاً في معايير المتانة التي وضعتها سامسونج في إصداراتها السابقة، بينما أظهر هاتف Galaxy Z Fold 7 قدرة فائقة على تحمل الالتواءات المماثلة دون تلف يذكر، وتؤكد هذه النتائج أن زيادة عدد المفصلات وطي الشاشة يفرض تحديات هندسية معقدة، تتطلب حلولاً أكثر ابتكاراً لضمان سلامة الأجهزة القابلة للطي من الكسر المفاجئ.

واجه الجهاز مشكلات إضافية عند خضوعه لاختبارات الغبار والرمال الدقيقة، حيث صدر صوت طحن مزعج ومقلق من داخل المفصلات أثناء عمليات الفتح والإغلاق المتكررة، ويشير هذا السلوك التقني إلى وجود ثغرات تسمح بتسلل الجزيئات الصغيرة إلى قلب الميكانيكا الداخلية، مما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تآكل التروس وتعطيل حركة الشاشة بالكامل، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً للمستخدمين الذين يفضلون حمل هواتفهم في جيوب الملابس العادية.

عيوب التصميم

تسببت اختبارات النار والحرارة المباشرة في ظهور تشوهات بصرية على سطح الشاشة، حيث بدأت الطبقات البلاستيكية الحامية في التفاعل بشكل سلبي مع مصادر اللهب القوية، ورغم أن هذه الظروف تعتبر غير اعتيادية للاستخدام الطبيعي إلا أنها تظهر حدود التحمل الحراري، ويحذر الخبراء من أن الضغط من الاتجاه المعاكس قد يسبب انحناءً غير مرغوب فيه للبطارية، نظراً لكونها رقيقة جداً وموزعة بشكل دقيق داخل أجزاء الهاتف الثلاثة المتصلة ببعضها البعض.

أكدت شركة سامسونج رسمياً قدرة جهازها المبتكر على تحمل حتى 200,000 عملية طي، وهو رقم نظري يعكس صمود المفصلات في ظروف المختبر المثالية والخالية من الشوائب، ومع ذلك تظل الفجوة كبيرة بين الاختبارات الآلية والواقع العملي المليء بالضغوط والارتطامات، وتشدد الشركة على ضرورة التعامل بحذر مع الجهاز لتجنب الالتواءات الجانبية الحادة، التي قد تنهي عمر الشاشة الافتراضي قبل الموعد المحدد لها برغم التقنيات الدفاعية المتوفرة.

يبرز التصميم النحيف جداً كعامل ضعف إضافي في مواجهة قوى الشد والانحناء، حيث تضحي الشركة بجزء من الصلابة الهيكلية في سبيل الحصول على مظهر جذاب وسهولة في الحمل، وتوضح التقارير التقنية أن توزيع المكونات الداخلية على ثلاث مساحات منفصلة يقلل من تماسك الهيكل، مما يجعل الهاتف عرضة للأعطال المحتملة عند الجلوس عليه بطريق الخطأ، أو وضعه تحت أحمال ثقيلة داخل الحقائب المزدحمة بالأدوات والمعدات الشخصية المختلفة.

مفصلات ضعيفة

يتوقع المحللون أن يطرح Galaxy Z TriFold في الأسواق العالمية خلال أوائل 2026، ومع ذلك يظل القلق سيد الموقف بشأن متانته مقارنة بالنسخ السابقة الأقل تعقيداً، فالمستهلك الذي يدفع مبالغ طائلة يطمح للحصول على جهاز يجمع بين الابتكار والصلابة، وتضع هذه الاختبارات ضغطاً كبيراً على مهندسي سامسونج لإجراء تحسينات اللحظات الأخيرة، قبل وصول المنتج النهائي إلى أيدي المستخدمين الذين لا يتسامحون مع العيوب التصنيعية في الأجهزة الرائدة.

كشفت تجارب الخدش عن حساسية مفرطة في الطبقة العلوية للشاشة الكبيرة، حيث تركت الأدوات المعدنية البسيطة آثاراً واضحة لا يمكن معالجتها أو إخفاؤها بسهولة تامة، وتتطلب هذه الحساسية استخدام واقيات شاشة خاصة قد تؤثر على جودة العرض أو سلاسة اللمس، مما يزيد من تكاليف الصيانة الدورية ويجعل امتلاك هاتف ثلاثي الطيات مسؤولية كبيرة، تتطلب وعياً دائماً بطبيعة المواد المستخدمة في تصنيع هذه التحفة التقنية الهشة.

أظهرت المفصلة اليسرى تماسكاً أفضل قليلاً من نظيرتها اليمنى خلال الضغط المتوازن، ولكن هذا التباين في القوة يثير مخاوف بشأن جودة التصنيع وتوحيد المعايير في خطوط الإنتاج، وتستمر سامسونج في تطوير مواد كربونية جديدة لتدعيم نقاط الضعف المكتشفة في هذا الاختبار، في محاولة منها لاستعادة ثقة الجمهور الذي صُدم بنتائج اختبارات الصلابة الأخيرة، والتي انتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي والمواقع التقنية المتخصصة.

واقع تقني

تظل التكنولوجيا القابلة للطي في مرحلة من التطور المستمر والمثير للإعجاب، ولكن Galaxy Z TriFold يثبت أن الطريق لا يزال طويلاً نحو الوصول للصلابة المثالية، فكل زيادة في عدد أجزاء الهاتف تعني زيادة في احتمالات العطل الميكانيكي أو البرمجي، ويجب على المستخدمين الموازنة بين شغفهم بامتلاك أحدث صيحات التكنولوجيا وبين واقعية المتانة، خاصة في ظل التكلفة العالية لتبديل الشاشات المرنة التي تشكل الجزء الأكبر من قيمة الجهاز السوقية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً