رغم تطوره التقني.. هاتف Pixel 10 يعيد أزمة البطارية القديمة ويتراجع أمام Pixel 9 الأرخص سعراً

في الوقت الذي كانت تتطلع فيه Google إلى جعل هاتفها الجديد Pixel 10 Pro XL معياراً جديداً في الأداء والكفاءة، تكشف التقارير والمراجعات المبكرة عن خيبة أمل لدى المستخدمين بسبب مشكلات البطارية المستمرة التي عادت لتُذكّر بما عانت منه أجيال بكسل السابقة، فرغم التحسينات في المعالج والحجم الكبير للبطارية، إلا أن الأداء الفعلي لا يرقى إلى وعود الشركة، بل جاء أدنى من الجيل السابق Pixel 9 في بعض الاختبارات العملية.

ضعف غير متوقع

يشير المستخدمون إلى أن عمر البطارية في Pixel 10 Pro XL أقل مما كان متوقعاً، خصوصاً أثناء المهام الثقيلة مثل مكالمات الفيديو والتصوير عالي الدقة. 

وتُظهر الاختبارات أن الهاتف يستهلك الطاقة بسرعة عند تشغيل الكاميرا أو اللعب، حيث تسجّل الشريحة الجديدة أداءً أقل كفاءة من الناحية الحرارية مقارنة بما وعدت به Google.
 

كما أن أحد أبرز العوامل المؤثرة هو الاستهلاك المفرط للطاقة في مناطق الإشارة الضعيفة، وهي مشكلة مزمنة في سلسلة بكسل، تجعل الهاتف يستنزف البطارية في الخلفية أثناء محاولته الحفاظ على الاتصال بالشبكة. 

هذا السلوك ينعكس على الاستخدام اليومي، إذ يجد المستخدمون أن الجهاز يطلب الشحن قبل نهاية اليوم رغم الاستخدام المعتدل.

مقارنة مع Pixel 9

المثير للدهشة أن الجيل السابق Pixel 9، وهو أرخص ثمناً، استطاع في بعض اختبارات التحمل أن يتفوّق على Pixel 10، سواء في وضع الطيران أو في تشغيل الفيديو المتواصل أو حتى في الألعاب. 

ويُعزى ذلك إلى التوازن الأفضل في إدارة الطاقة بين المعالج والبطارية في سلسلة 9، بالإضافة إلى أن Pixel 10 يعتمد نظاماً أكثر عدوانية في رفع الأداء مما يزيد من استهلاك الطاقة دون تحقيق تحسّن فعلي في التجربة.

ويصف بعض الخبراء الأمر بأنه خطوة للخلف من حيث الكفاءة، مؤكدين أن Google لم تنجح بعد في معالجة التحدي الأبرز في هواتفها، وهو تحقيق توازن مستدام بين الأداء والطاقة.

تاريخ متكرر للمشكلة

هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها Google انتقادات بسبب ضعف بطاريات أجهزتها، إذ عانت طرازات Pixel 3 و4 و6 من المشكلة نفسها، فيما كان Pixel 5 استثناءً نسبياً بفضل استهلاكه المنخفض للطاقة وسعره المقبول. 

أما اليوم، ومع ارتفاع سعر Pixel 10 الأساسي إلى نحو 799 دولاراً ووصول نسخة Pro XL إلى حدود الألف دولار، فإن التبرير لم يعد مقبولاً، خصوصاً حين تقدّم المنافسة بطاريات تدوم أطول مع أداء مماثل أو حتى أفضل.

الأمر الأكثر إحباطاً أن بطارية Pixel 10 تبدأ بفقدان سعتها بعد نحو 200 دورة شحن فقط، أي ما يعادل عاماً من الاستخدام تقريباً، وفقاً لتجارب أولية. 

وتُطلق Google ميزة "مساعد صحة البطارية" التي تقلّل من ذروة الأداء حفاظاً على الأمان، لكنها في الواقع تؤدي إلى ضعف إضافي في التجربة اليومية. 

ومع إعلان الشركة عن دعم برمجي يمتد لسبع سنوات، يبدو أن المستخدمين سيضطرون عاجلاً أو آجلاً إلى استبدال البطارية للحفاظ على الأداء الأساسي للهاتف.

موثوقية موضع شك

في عالم تزداد فيه المنافسة بين الشركات على توفير هواتف تدوم ليومين من الاستخدام الكثيف، يبدو أن Pixel 10 يعيد إنتاج نفس الأخطاء القديمة، فعندما تقدم شركات مثل سامسونج وأبل ووان بلس هواتف ببطاريات أكثر تحملاً وسعراً مشابهاً، يصبح من الصعب التوصية بجهاز جوجل الجديد دون تحفظات. 

عمر البطارية لم يعد تفصيلاً ثانوياً، بل أصبح الفيصل الحقيقي في تقييم الهواتف الذكية، وGoogle – رغم تطورها في البرمجيات والكاميرات – لم تُفلح بعد في تجاوز هذه العقدة التقنية التي تلازم سلسلة بكسل منذ سنوات.