كوالكوم تحسم الجدل وتحدد موعد الكشف عن معالجها الجديد Snapdragon 8 Gen 5

بعد فترة من الترقب والتحليلات التقنية، قطعت شركة كوالكوم الشك باليقين عبر فرعها في الصين، محددة تاريخ السادس والعشرين من نوفمبر الجاري موعداً رسمياً لإزاحة الستار عن أحدث إصداراتها في عالم المعالجات، وهو شريحة Snapdragon 8 Gen 5 التي طال انتظارها.

وكانت الشركة قد مهدت لهذا الإطلاق سابقاً خلال فعاليتها السنوية الضخمة "Snapdragon Summit" التي أقيمت في هاواي خلال شهر سبتمبر الماضي، حيث كان التركيز الأكبر حينها منصباً على النسخة الأقوى "Elite"، إلا أن الشركة لم تغفل الإشارة إلى وجود نسخة قياسية قادمة في الطريق.

استراتيجية ذكية

يأتي هذا الإعلان ليؤكد نهج كوالكوم الجديد في تنويع محفظة منتجاتها الرائدة، حيث تسعى الشركة لتقديم خيارات متعددة لشركائها من مصنعي الهواتف الذكية، مما يتيح لهم مرونة أكبر في تسعير هواتفهم الرائدة وتوجيهها لشرائح مختلفة من المستخدمين دون التضحية بالأداء العالي.

ورغم أن الشركة لم تكشف عن ورقة المواصفات الكاملة بشكل رسمي حتى الآن، إلا أن المعلومات المؤكدة تشير إلى أن المعالج الجديد سيعتمد على تقنية تصنيع بدقة 3 نانومتر المتطورة، وهي نفس التقنية المستخدمة في شريحة "Elite" الأغلى ثمناً، مما يضمن كفاءة عالية في استهلاك الطاقة.

وتكمن الفروقات الجوهرية بين النسختين في ترددات التشغيل وسرعة المعالجة القصوى، حيث تم تصميم النسخة القياسية Gen 5 لتعمل بترددات أقل انخفاضاً، بهدف تحقيق توازن مثالي بين الأداء القوي واستدامة البطارية وحرارة الجهاز للاستخدام اليومي المكثف.

وتشير البيانات التقنية إلى أن النواة الرئيسية في المعالج الجديد ستعمل بتردد يصل إلى 3.8 جيجاهرتز، مقارنة بـ 4.6 جيجاهرتز في نسخة Elite، وهو فارق ملحوظ رقمياً لكنه قد لا يكون مؤثراً بشكل كبير في المهام الاعتيادية، مما يجعله خياراً منطقياً للهواتف الرائدة "الأساسية".

بنية تقنية

وفيما يخص التكوين الداخلي للأنوية، صححت التسريبات الحديثة الاعتقادات السابقة التي كانت تشير إلى اعتماد تصميم "1+7"، حيث أوضح المسرب التقني الموثوق Digital Chat Station أن المعالج سيسير على خطى شقيقه الأكبر باعتماد تكوين "2+6" المتطور.

ويعني هذا التكوين وجود نواتين رئيسيتين للأداء الفائق، مدعومتين بستة أنوية مخصصة للكفاءة وإدارة المهام الخلفية، وهو هندسة برمجية تهدف إلى توزيع الأحمال الثقيلة بذكاء، مما يضمن استجابة فورية للتطبيقات والألعاب دون استنزاف موارد الجهاز.

كما طالت التخفيضات التكتيكية أنوية الأداء الثانوية، حيث ستعمل في هذا الإصدار بتردد 3.32 جيجاهرتز، مقارنة بـ 3.62 جيجاهرتز في النسخة العليا، مما يؤكد توجه كوالكوم لطرح هذا المعالج كحل وسطي مثالي يجمع بين "النفس الطويل" والسرعة العالية.

أداء رسومي

وعلى صعيد المعالجة الرسومية التي تهم عشاق الألعاب، سيتم تزويد الشريحة بمعالج رسوميات من طراز Adreno 840، والذي يُتوقع أن يقدم أداءً قوياً للغاية وقادراً على تشغيل أحدث العناوين الرسومية، ولكنه سيأتي بقدرات أقل قليلاً من الموجود في نسخة Elite.

ويعكس هذا التوجه في تقليص قدرات الرسوميات رغبة الشركة في تمييز الهواتف "الألترا" أو "البرو" عن الهواتف الرائدة العادية، حيث سيتمكن المستخدم من الحصول على تجربة بصرية ممتازة بسعر أقل، تاركاً الأداء الرسومي الأقصى للفئة السعرية الأعلى.

وبذلك، تضع كوالكوم اللمسات الأخيرة على تشكيلتها لعام 2025، حيث من المتوقع أن يكون هذا المعالج هو القلب النابض للعديد من الهواتف الرائدة القادمة من شركات مثل شاومي، أوبو، وفيفو، خاصة في إصداراتها القياسية التي تستهدف الشريحة الأوسع من الجمهور.