ميتا تعيد ترتيب أولوياتها المالية وتخفض إنفاق الميتافيرس بشكل واسع خلال 2026

تستعد شركة ميتا لإعادة توجيه استثماراتها بشكل لافت خلال عام 2026، حيث تبدأ بخفض الموارد المخصصة لمشروعات الميتافيرس بعد أعوام من الإنفاق الضخم الذي لم يحقق العائد المتوقع، وتتزامن هذه الخطوة مع مراجعة شاملة لأولويات الشركة التي غيّرت اسمها قبل أربعة أعوام لتأكيد التزامها بهذا العالم الافتراضي واسع الطموح، بينما تشير البيانات الداخلية إلى بدء تراجع الحماس لهذا المشروع داخل أروقة الشركة.

ميزانية مضغوطة

وتناقش ميتا حاليا تقليص ميزانية قسم الميتافيرس بما يصل إلى ثلاثين في المئة وفق ما نقلته بلومبرغ عن مصادر مطلعة، وقد يقود هذا الخفض إلى موجة جديدة من تسريح الموظفين مع بداية يناير المقبل، وتوضح المصادر أن القرار لم يصبح نهائيا بعد، لكنه يحظى بدعم داخلي متصاعد.

بينما تأتي هذه الخطوة ضمن عملية التحضير لميزانية عام 2026 التي تتبع نهج تقليص عام في مختلف الأقسام بنسبة عشرة في المئة، مع طلب خفض أكبر من وحدة Reality Labs بسبب غياب المنافسة المتوقعة في هذا النوع من التقنيات.

تحول استثماري

وتؤكد ميتا في بيان رسمي أنها بدأت بالفعل تقليص الموارد الموجهة للميتافيرس، وتوضح أنها تعيد توجيه استثمارات من Reality Labs نحو مشروعات تحقق نموا أسرع، خصوصا نظارات الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء.

وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الانتقادات التي وجهها المستثمرون للمشروع بسبب استنزاف الموارد دون عائد مالي، إضافة إلى انتقادات رقابية تتعلق بسلامة الأطفال وخصوصيتهم داخل العوالم الافتراضية.

وتشير الشركة إلى أن رؤيتها للعوالم الافتراضية ما تزال قائمة رغم تراجع الاستثمارات، بينما لم يتحقق التصور الذي تبناه زوكربيرج بأن المستخدمين سيقضون أوقاتهم ويعملون داخل هذه العوالم، ولا توجد مؤشرات على قرب تحقق ذلك، في وقت تكبدت فيه وحدة Reality Labs خسائر تتجاوز سبعين مليار دولار منذ عام 2021، حينما أعادت الشركة هيكلة نفسها حول مشروع الميتافيرس.

وتتقدم ميتا اليوم نحو تركيز أكبر على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة التي تغذي روبوتات الدردشة ومنتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، إضافة إلى الأجهزة المرتبطة بها مثل نظارات Meta Ray-Ban الذكية.

وتوضح الشركة أنها تمضي في تصميم أجهزة موجهة للمستهلكين، وقد دعمت هذا التوجه باستقطاب آلان داي أحد أبرز القادة التنفيذيين في تصميم المنتجات في آبل، الذي انضم إليها خلال الفترة الأخيرة.

وتعكس هذه التطورات تحولا ملحوظا في طريق الشركة التي كانت تراهن على الميتافيرس بوصفه مستقبل الإنترنت، بينما تشير المعطيات الحالية إلى أن الذكاء الاصطناعي بات أولوية جديدة تتقدم داخل هرم الاستثمار.

وتعمل ميتا على استغلال هذه الموجة لتعزيز حضورها في مجالات تشهد نموا سريعا، في حين تبقى تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز ضمن دائرة التطوير ولكن بميزانيات أقل مقارنة بالسنوات الماضية، ما يشير إلى مرحلة جديدة تتسم بإعادة ضبط المسار وتوجيه الموارد نحو المجالات الأكثر جدوى.