الإثنين، 22 ديسمبر 2025

05:46 م

ميتا تنهي رحلة تطبيق ماسنجر على أنظمة ويندوز وماك رسميًا

تطبيق ماسنجر

تطبيق ماسنجر

A A

أعلنت شركة ميتا العالمية عن اتخاذ قرار حاسم يقضي بإيقاف تطبيق ماسنجر الأصلي المخصص لأجهزة الحاسوب التي تعمل بنظامي ويندوز وماك، حيث بدأت الشركة فعليًا في توجيه المستخدمين الحاليين للانتقال إلى النسخة الخاصة بالمتصفح والموقع الإلكتروني الرسمي، وذلك لضمان استمرارية الوصول إلى خدمات المراسلة الفورية التي يعتمد عليها الملايين حول العالم في تواصلهم اليومي والمهني دون انقطاع.

كشفت التقارير التقنية أن هذا القرار يأتي بعد فترة من الرصد الدقيق لتفاعل المستخدمين مع نسخة سطح المكتب التي أطلقت في بدايات عام 2020، إذ تبين أن التطبيق لم يحقق النجاح المرجو في منافسة المنصات العملاقة والمتخصصة في مكالمات الفيديو مثل زووم، خاصة في ظل افتقار نسخة الحاسوب لميزات تقنية جوهرية يطلبها قطاع الأعمال باستمرار، مثل روابط الدعوة السريعة وأدوات مشاركة الشاشة المتطورة.

تراجع الأداء

واجه تطبيق ماسنجر لسطح المكتب تحديات تقنية برمجية جعلت من عملية تحديثه ومواكبته للمتطلبات الحديثة أمراً شاقاً وغير مجدٍ اقتصادياً للشركة، حيث لاحظ الخبراء تراجعاً ملحوظاً في عدد التحميلات النشطة عبر متجري "ماك" و"مايكروسوفت" خلال الأشهر الأخيرة، مما دفع إدارة ميتا للتخطيط مسبقاً لهذه الخطوة التي أُلمح إليها في تقارير سابقة نشرها موقع "تك كرانش" المتخصص في شؤون التكنولوجيا العالمية.

يستعيد المحللون اليوم شريط ذكريات انطلاقة هذه الخدمة التي بدأت تحت مسمى "فيسبوك شات" في عام 2008 قبل أن تتحول لكيان مستقل، إذ شهد عام 2011 نقطة تحول كبرى بعد استحواذ فيسبوك على خدمة "Beluga" الشهيرة، مما ساعد في إطلاق أول نسخة مخصصة لنظام تشغيل "iOS" من أبل، لتبدأ بعدها رحلة التوسع التي جعلت من التطبيق ركيزة أساسية في عالم التواصل الاجتماعي الرقمي.

تحولات تاريخية

فصلت شركة فيسبوك في عام 2014 خدمة الرسائل عن الموقع الرئيسي لتجبر المستخدمين على تحميل تطبيق ماسنجر كمنصة منفصلة تماماً، وتزامنت هذه الخطوة مع إطلاق نسخة مخصصة لأجهزة الآيباد لتلبية احتياجات مستخدمي الشاشات الكبيرة.

ورغم هذا التوسع ظل مستخدمو أجهزة ماك وويندوز يعتمدون لسنوات طويلة على المتصفح التقليدي للوصول إلى محادثاتهم، قبل أن تفرج الشركة عن نسخة سطح المكتب في ذروة جائحة كورونا.

تسببت ظروف الإغلاق العالمي وتفشي الجائحة في عام 2020 في تسريع وتيرة إطلاق تطبيق ماسنجر لسطح المكتب لتعزيز التواصل المنزلي، ورغم الحماس الأولي الذي رافق إتاحته على متجر "Mac App Store"، إلا أن التطبيق ظل يعاني من ثقل في الأداء واستهلاك مرتفع لموارد الجهاز، وهو ما دفع فئة كبيرة من المستخدمين المحترفين للعودة مجدداً لاستخدام نسخة الويب التي توفر استقراراً أكبر وتوافقاً مع مختلف الأنظمة.

بدائل تقنية

تؤكد ميتا أن إيقاف التطبيق لن يؤثر على تاريخ المحادثات أو البيانات المخزنة، حيث سيجد المستخدمون كافة رسائلهم ووسائطهم متاحة بمجرد تسجيل الدخول عبر المتصفح.

وتأتي هذه السياسة في إطار رغبة الشركة في توحيد تجربة المستخدم وتركيز الجهود الهندسية على تطوير تطبيقات الهواتف المحمولة، التي تعد المنصة الأكثر استهلاكاً واستخداماً لخدمات المراسلة الفورية والدردشة المرئية في الوقت الراهن.

يسعى المهندسون في شركة ميتا حالياً لتعزيز نسخة المتصفح بميزات كانت حصرية في السابق لتطبيق سطح المكتب، مثل التنبيهات الذكية وإمكانية الرد السريع من شريط المهام، ويهدف هذا التوجه البرمجي إلى تقليل الفجوة التقنية وضمان عدم شعور المستخدم بأي نقص عند الانتقال للبديل الجديد، مع الحفاظ على معايير التشفير والأمان التي تضمن خصوصية المراسلات الشخصية والتجارية عبر الشبكة العنكبوتية.

يفتح هذا الإغلاق الرسمي الباب أمام تساؤلات حول مستقبل تطبيقات التواصل الاجتماعي التقليدية على أجهزة الحاسوب الشخصية، حيث تشير التوجهات الحديثة إلى سيطرة تطبيقات الويب التقدمية "PWA" التي لا تتطلب تثبيتاً معقداً، ويبدو أن ميتا قررت قيادة هذا التحول عبر التضحية بماسنجر سطح المكتب، في سبيل تقديم تجربة تصفح أسرع وأكثر مرونة تتناسب مع سرعة وتيرة العمل الرقمي في عام 2026 القادم.

توضح البيانات الأخيرة أن الاعتماد على تطبيقات الهواتف الذكية قد استحوذ على أكثر من 90% من إجمالي حركة المرور على ماسنجر، مما جعل بقاء نسخة سطح المكتب عبئاً تقنياً لا يضيف قيمة حقيقية للمستخدم العادي، وبذلك تودع الأجهزة الحاسوبية أحد التطبيقات التي ارتبطت بفترة زمنية استثنائية من تاريخ البشرية، لتستقر المحادثات مرة أخرى داخل ألسنة المتصفحات التي انطلقت منها أول مرة قبل عقد ونصف.

ينصح الخبراء التقنيون بضرورة تحديث المتصفحات إلى آخر إصدار لضمان عمل واجهة ماسنجر ويب بكفاءة عالية ودون مشكلات فنية، ومع استمرار المنافسة الشرسة في سوق الاتصالات، تراهن ميتا على قوة نظامها البيئي وقدرته على استيعاب المستخدمين في منصات بديلة، محققة بذلك توازناً صعباً بين تقليل التكاليف التشغيلية وبين الحفاظ على قاعدة جماهيرية وفية ترفض التنازل عن وسيلتها المفضلة في الدردشة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً