الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

07:59 ص

أوبن إيه آي تكشف كواليس إنتاجية الموظفين مع الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

A A

أصدرت شركة "أوبن إيه آي" تقريراً تقنياً شاملاً يسلط الضوء على الواقع الفعلي لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الكبرى، حيث استند التقرير إلى تحليل بيانات مجهولة المصدر لأكثر من مليون عميل من قطاع الأعمال، بالإضافة إلى استطلاع آراء تسعة آلاف موظف يمثلون مئة مؤسسة عالمية، وذلك لرصد التأثير الحقيقي لهذه الأدوات على كفاءة العمل اليومي بعيداً عن التكهنات المتفائلة التي سادت الأسواق مؤخراً.

أفصحت النتائج عن تحسن ملموس في مؤشرات الأداء الفردي للعاملين داخل بيئات العمل الذكية، إذ أكد نحو 75% من الموظفين المشاركين في الدراسة أن أدوات الذكاء الاصطناعي ساهمت بشكل مباشر في تسريع وتيرة إنجاز المهام المسندة إليهم.

كما ساعدت هذه التقنيات على رفع جودة المخرجات النهائية للعمل بفضل قدرتها على التدقيق والمراجعة الفورية، مما منح الموظفين ثقة أكبر في التعامل مع الملفات المعقدة والمتشعبة.

واقع الإنتاجية

أوضح الموظفون أن الاعتماد على الخوارزميات الذكية أتاح لهم تنفيذ مجموعة واسعة من المهام التي لم تكن ممكنة في السابق، حيث ساهمت هذه الأدوات في كسر الحواجز التقنية وتوفير حلول إبداعية لمشكلات إدارية وتنظيمية كانت تتطلب وقتاً وجهداً بشرياً مضاعفاً، وهو ما يعكس التوسع الأفقي في نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي داخل مختلف الأقسام، بدءاً من الموارد البشرية وصولاً إلى الإدارات الفنية والتقنية المتخصصة.

يشير التقرير في سياق متصل إلى أن العائد العملي والزمني لهذه التقنيات لا يزال يراوح مكانه ضمن حدود معينة، فوفقاً لبيانات منصة "ChatGPT Enterprise"، لا يتجاوز معدل الوقت الموفر يومياً لكل موظف ساعة واحدة في أفضل التقديرات.

وتتراوح المكاسب الزمنية الفعلية عادة بين 40 و60 دقيقة خلال ساعات العمل النشطة، وهي أرقام يراها الخبراء أقل من سقف الطموحات التي كانت تتوقع تحولاً جذرياً وشاملاً في مفهوم الإنتاجية.

نمو متسارع

يشهد تبني الحلول الذكية داخل الشركات نمواً مذهلاً يتجاوز كافة التوقعات الإحصائية المرصودة، حيث قفز عدد الرسائل الأسبوعية المتداولة عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي المخصصة للشركات بنحو ثمانية أضعاف خلال عام واحد فقط.

ورافق هذا الارتفاع نمو كبير في استخدام نماذج العمل المنظمة والقوالب المخصصة التي تلبي احتياجات المؤسسات، بالإضافة إلى زيادة الاعتماد على أدوات التحليل والاستدلال المتقدمة لمعالجة البيانات الضخمة بدقة.

كشف التقرير عن وجود فجوة مهارية واضحة بين فئات الموظفين داخل الشركة الواحدة، حيث برزت شريحة "المستخدمين المتقدمين" الذين يحققون أقصى استفادة ممكنة من التقنيات المتاحة، ويرسل هؤلاء الموظفون عدداً من المطالبات يفوق زملائهم العاديين بنحو ست مرات، مما يمكنهم من توفير أكثر من عشر ساعات عمل أسبوعياً، وذلك بفضل قدرتهم على بناء سير عمل متكامل وأتمتة المهام الروتينية المتكررة ببراعة تقنية عالية.

فجوة المهارات

تستثمر الشركات المتقدمة حالياً في برامج تدريبية مكثفة لتقليص الفجوة بين الموظفين وتحويلهم إلى مستخدمين محترفين، إذ تدرك الإدارات أن امتلاك الأداة الذكية لا يكفي وحده لرفع الإنتاجية دون وجود مهارات بشرية قادرة على صياغة المطالبات المعقدة.

ويسعى هذا التوجه الجديد إلى تمكين العاملين من استغلال أدوات الاستدلال المتقدمة في اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة، مما يعزز من القدرة التنافسية للمؤسسة في الأسواق العالمية المتغيرة.

تؤكد "أوبن إيه آي" أن الرحلة نحو التحول الرقمي الكامل للإنتاجية لا تزال في مراحلها الأولى، فبالرغم من الزيادة الكبيرة في حجم الاستخدام، إلا أن الدمج العميق للذكاء الاصطناعي في صلب العمليات التجارية يحتاج لبعض الوقت.

وتتوقع الشركة أن تشهد السنوات القادمة ظهور نماذج أكثر تخصصاً وقدرة على فهم السياقات المؤسسية الفريدة، مما قد يؤدي في النهاية إلى تحقيق الوفورات الزمنية الضخمة التي كانت تبدو بعيدة المنال في الماضي.

يعمل الموظفون المبدعون على ابتكار طرق جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي تتجاوز مجرد كتابة النصوص، حيث يتم دمج التقنيات في عمليات برمجية معقدة وتحليلات مالية دقيقة تتطلب سرعة فائقة، ويساهم هذا الاستخدام المبتكر في تغيير شكل الوظائف التقليدية وتحويلها إلى أدوار إشرافية وتوجيهية للآلة، وهو ما يتطلب من القوى العاملة تطوير مهارات تفكير نقدي قوية لضمان دقة وسلامة المخرجات الناتجة عن هذه الأنظمة الذكية.

يختتم التقرير بدعوة المؤسسات إلى تبني رؤية واقعية ومتوازنة عند تقييم أثر الذكاء الاصطناعي، فالرهان الحقيقي لا يقتصر فقط على عدد الساعات الموفرة، بل يمتد ليشمل جودة الابتكار والقدرة على مواكبة التسارع الرقمي.

ومع استمرار تطور نماذج الاستدلال والتحليل، سيبقى العنصر البشري هو المحرك الأساسي الذي يوجه هذه القوة التقنية نحو تحقيق أهداف النمو المستدام والرفاهية المهنية داخل بيئات العمل العصرية والحديثة لعام 2026.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً